اعتبرت المنسقة الخاصة المعنية بتحسين استجابة الأمم المتحدة للانتهاك والاستغلال الجنسيين، جين هول لوت، أن تلك الانتهاكات تحدث أينما وجد الأطفال والنساء والمستضعفون، ولكنها تثير الغضب بشكل أكبر عندما تتهم بارتكابها عناصر في قوات حفظ السلام، أرسلت لحماية السكان.
ويواجه أفراد في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وقوات غير تابعة للمنظمة الدولية ادعاءات بارتكاب انتهاكات جنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى وبلدان أخرى.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المنسقة الخاصة جين هول لوت في فبراير/شباط الماضي لتحسين استجابة المنظمة لهذه المشكلة.
ونقل الموقع الرسمي للمنظمة الدولية حواراً مع لوت أمس الثلاثاء، أوضحت فيه أن "مشكلة الانتهاك والاستغلال الجنسي آفة عالمية. لا توجد أسرة أو مدرسة أو منظمة، أو جيش أو حكومة أو أي نشاط خال منها. لا يوجد مكان على كوكب الأرض يوفر الأمان الكامل للنساء والأطفال والمستضعفين من الانتهاك الجنسي أو خطر التعرض له. لدينا هذه المشكلة أيضاً في الأمم المتحدة".
ورأت لوت أن هذه الانتهاكات تثير غضبا أكبر عندما يُتهم حفظة السلام بارتكابها، لأنهم أرسلوا إلى تلك المناطق لحماية المستضعفين، ولكنها ليست مشكلة خاصة بحفظ السلام.
وردت على سؤال دانيال ديكينسون، من الدائرة الإعلامية في المنظمة، عمّا إذا كانت الأمم المتحدة تفعل ما يكفي للضحايا، بالقول: "إن كل حالة مروعة بذاتها وتخلف ندوباً على الفرد طيلة حياته، وغالباً ما تمتد تلك الآثار بشكل أوسع إلى أسرهم ومجتمعاتهم. يجب أن نمنحهم على الفور المساعدة التي يحتاجونها، من الرعاية الطبية والاستشارة النفسية والاجتماعية والحماية من المخاطر المقترنة بالإفصاح عن الانتهاكات".
وتابعت "إن الضحايا غالباً ما يريدون وضع حد لكل هذا الأمر، يريدون أن يضعوا حادثة الاعتداء وراءهم بأسرع وقت ممكن. يجب أن نقدم لهم المساعدة كي يتعافوا، ويتمكنوا من إعادة بناء حياتهم. والكثير من الضحايا أيضاً يريدون للعدالة أن تتحقق".
وعن مقابلتها للضحايا قالت المنسقة الأممية: "نعم، إنها تجربة أليمة أن تجلس وتمسك يد شخص انتهك بهذا الشكل. بعض هذه الانتهاكات لا يمكن تصورها، ولكنهم يصفونها بتفصيل يغنيك عن التخيل ويجعلك تعيشها. عندما يتحدثون عن الانتهاكات ويعيشونها في أذهانهم ثانية فإنهم يقعون ضحايا مرة أخرى. لذلك علينا أن نتعامل مع هذا الوضع بشكل يحدّ من الصدمة التي أصابتهم، كيلا يصبحوا ضحية مرة أخرى بسبب تكرار اللقاءات معهم وتعريضهم أكثر من مرة لأسئلة السلطات واضطرارهم للحديث عن قصصهم مرة تلو الأخرى".
وأعربت عن أسفها الشديد لما حدث لهم، و"إنني وزملائي نستيقظ كل يوم ونحن نفكر في السبل الكفيلة بعدم تعرض ضحية أخرى لنفس المصير، نفكر في السبل التي يمكن من خلالها أن نقدم المساعدة والحماية للضحايا بصورة أكثر فعالية وسرعة".