أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة الهندية، التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات، تقدّم حزب "بهاراتيا جاناتا" المعارض، بزعامة ناريندرا مودي.
وأعلنت "لجنة الانتخابات الهندية"، اليوم الجمعة، عن النتائج الأولية للانتخابات، والتي جرت على تسع مراحل، وحصل حزب "بهاراتيا جاناتا" على 280 مقعداً، بينما ذكرت الصحف المحلية أن "مودي والأحزاب المتحالفة معه، حصلوا على أكثر من 330 مقعداً من مجموع 543 مقاعد البرلمان الهندي".
وأظهرت النتائج الأولية نيل حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم على 63 مقعداً، وتقبّل الحزب، الذي كان يعتلي سدة الحكم منذ 2004، الهزيمة.
وأشار المتحدث باسم "بهاراتيا جاناتا"، لوكالة "الأناضول"، أن "حزب "المؤتمر الوطني" ظلّ عالقاً في سياسات القرن الـ19"، مضيفاً "النتائج لسيت موجة مودي بل هي ثورة، وهو انعكاس لتطلعات القرن الـ21"
ومن جانبه غرّد مودي على صفحته على موقع "تويتر"، "لقد فازت الهند، الأيام الجميلة قادمة".
وأظهرت النتائج تقدم كبير لـ"بهاراتيا جاناتا" في ولايتي أُتّر برديش (شمال البلاد)، وبيهار (شرق البلاد).
وأقر "المؤتمر" بهزيمته، وأعلن المتحدث باسمه، راجيف شوكلا، أمام الصحافيين في مقر الحزب في نيودلهي، "نقبل هزيمتنا ونحن مستعدّون للجلوس في مقاعد المعارضة". وأضاف "مودي وعد الشعب بالقمر والنجوم والناس صدّقوا هذا الحلم".
وجاء إقرار حزب المؤتمر بهزيمته بعدما بدأت لجنة الانتخابات الهندية فرز وإحصاء أصوات 537 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات، التي انطلقت في السابع من أبريل/نيسان الماضي، واستمرت خمسة أسابيع في مختلف ولايات الهند.
وسيفتح انتصار مودي، ذلك الطريق أمام إنهاء حكم "المؤتمر" المستمر منذ عقد كامل، وستتيح النتائج لمودي التحرك بسرعة لتشكيل حكومة جديدة، واختيار أنصاره لتولّي الحقائب الوزارية الرئيسية في الحكومة، وهي المالية والداخلية والدفاع والشؤون الخارجية.
وضخّ المستثمرون الأجانب الذين يراهنون على هذه النتيجة، أكثر من 16 مليار دولار في شراء أسهم وسندات في البورصة الهندية في الأشهر الستة المنصرمة. ويسيطرون الآن على أكثر من 22 في المئة من الأسهم المدرجة في بورصة مومباي. وهي حصة يقدّر أن تصل قيمتها إلى 280 مليار دولار.
وفيما يعوّل المستثمرون الأجانب على وعود مودي، لا يزال يطارد زعيم "بهاراتيا جاناتا" شبح أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين في ولاية غوجارات في غرب البلاد، التي اندلعت في 2002، حين كان رئيساً لوزراء الولاية. وقُتل يومها في أعمال العنف أكثر من ألف شخص أغلبهم مسلمون.
وتلاحق مودي اتهاماتٌ بأنه أخفق في منع، أو أنه شجع أعمال عنف ضد المسلمين في الولاية.
وسبق أن ناشدت رئيسة "المؤتمر"، سونيا غاندي، غداة مرور أسبوع على انطلاق الانتخابات الهندية، الجماهير عدم التصويت لمعارضة تتحرك "بالكذب والكراهية".
من جهتها، ألغت الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي مقاطعتها لمودي بعد أكثر من عشر سنوات على حظر التعامل معه لتورّطه في أعمال العنف ضد المسلمين، في خطوة وصفت بأنها تحوّل كبير في السياسة الأميركية.
والجدير بالذكر أن الانتخابات العامة الهندية؛ جرت في الفترة من 7 أبريل/نيسان إلى 12 مايو/أيار من العام الحالي، حيث بلغ عدد الناخبين في الهند 814 مليون ناخب؛ وهو ما جعلها أكبر انتخابات شهدها العالم على الإطلاق.