تنطلق الانتخابات الفلسطينية في الهيئات والمجالس المحلية اليوم السبت في الضفة الغربية فقط من دون قطاع غزة، وفي ظل مقاطعة رسمية من حركة "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وعلى الرغم من المقاطعة الرسمية لحركة "حماس" كمرشحين، إلا أنها لم تقاطع الاقتراع، ودعت أنصارها في الضفة الغربية عبر بيان صحافي، إلى انتخاب الأصلح والأكفأ، وذلك في إشارة واضحة لدعم مستقلين وكفاءات وطنية ومهنية محسوبة أو مناصرة للحركة.
ومن اللافت في هذه الانتخابات التي تجري بعد خمس سنوات على آخر انتخابات محلية، وجود قوائم متعددة لحركة "فتح" وأخرى قريبة من "حماس" أطلق عليها المدير العام في وزارة الحكم المحلي باسم حدايدة "قوائم المظلة"، أي التي هي تحت مظلة الحركة ولا تقدّم نفسها على أنها قائمة للحركة بشكل حرفي وصريح.
ويرى خبراء فلسطينيون أنه على الرغم من مقاطعة "حماس" للانتخابات المحلية، وهيمنة "فتح" على المشهد الانتخابي، إلا أن "حماس" تستفيد من هذه الانتخابات لاستكشاف الوضع إذا ما تم عقد انتخابات تشريعية أو رئاسية مستقبلاً. وفي الطرف الآخر، فقد عمدت حركة "فتح" إلى قوائم "المظلة" التي يوجد فيها أنصار وكوادر لها رشحوا أنفسهم في قوائم مستقلة، الأمر الذي كان مرفوضاً العام الماضي من الحركة وأدى إلى فصل من قام بترشيح نفسه ضد قوائم "فتح" الرسمية من الحركة بقرار موقّع من رئيسها محمود عباس. لكن "فتح" عمدت هذه المرة إلى تكتيك "المظلة" بسبب عدم وجود منافسة حقيقية ورسمية من "حماس" من جهة، وحتى لا تخسر الأصوات التي ستصب لصالح قوائم العائلات والمستقلين من جهة أخرى.
وذكرت لجنة الانتخابات المركزية في بيان صحافي صدر عنها نهاية الشهر الماضي، أن عدد الهيئات المحلية التي ترشحت فيها أكثر من قائمة وستجرى فيها الانتخابات المحلية اليوم هو 145 هيئة محلية، ترشحت لمجالسها 536 قائمة، تضم 4411 مرشحاً ومرشحة يتنافسون على 1561 مقعداً مخصصاً لها، بينما وصل عدد الهيئات التي لن تجري فيها انتخابات إلى 65 هيئة محلية، 9 هيئات فيها قوائم غير مكتملة، إضافة إلى 56 هيئة لم تترشح بها أي قائمة، وهذا يعني عدم إجراء الانتخابات فيها، إذ يرجع القرار بشأن وضع مجالس هيئاتها المحلية إلى مجلس الوزراء. كما أشارت اللجنة في بيانها إلى أن هناك 181 هيئة محلية ترشحت فيها قائمة واحدة فقط، وبالتالي سيُعلن عن فوزها بالتزكية بجميع مقاعد المجلس في يوم إعلان النتائج، وبلغ عدد المرشحين في هذه القوائم 1683 يمثّلون عدد المقاعد فيها.
وقال حدايدة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن سمات الانتخابات المحلية الفلسطينية الحالية أن القوائم هي بين مستقلين وذات طبيعية عائلية وكفاءات وطنية ومهنية، وبين أحزاب سياسية. وأوضح أن "نسبة عدد القوائم التي تنتمي لأحزاب سياسية هي 42 في المائة، بينما قوائم المستقلين وممثلي العائلات والكفاءات المهنية تصل لـ58 في المائة، وبالتالي يطغى على الانتخابات المحلية الطابع المستقل والعائلي والعشائري، أما الطابع السياسي فهو موجود لكن ليس بالزخم الذي كان متوقعاً بسبب التأجيل الذي حدث أكثر من مرة، وبسبب مقاطعة حماس والجبهة الشعبية".
اقــرأ أيضاً
واعتبر حدايدة أن الجديد في هذه الانتخابات هو ظهور قوائم "المظلة" أي القوائم التي تتكوّن تحت إشراف أو موافقة الفصيل السياسي سواء "فتح" أو "حماس" ولكنها ليست قائمة رسمية للفصيل، مشيراً إلى أن "حماس" لجأت إلى قوائم "المظلة" لأنها لا تريد أن تظهر كحزب مشارك بعد أن أعلنت موقفاً رسمياً بمقاطعة الانتخابات بسبب عدم إجرائها في قطاع غزة، وبالنسبة لـ"فتح" رأت أن تخوض هذا الشكل من القوائم الانتخابية حتى لا تشتت الأصوات، وحتى لا تدخل في مواجهة مع المستقلين والعائلات، خصوصاً أن جزءاً كبيراً منهم مناصر لها أو لكوادرها.
وأضاف: "فتح تعتبر أن قوائم المظلة استراتيجية فوز وسيطرة، لأن الانتخابات المحلية تهتم فيها العائلات وهذه طبيعتها، وبالتالي إذا أراد التنظيم السياسي أن يستولي ويسيطر، سيدفع ثمن خسارة مناصريه من العائلات، بينما هذه أفضل طريقة للاحتواء من دون التصادم". وأشار إلى "وجود 181 هيئة محلية تم حسمها بالتزكية، وهي تشكل 45 في المائة من القوائم، منها حوالي 170 هيئة لحركة فتح، وبقي التنافس على 154 هيئة، وجود فتح فيها واضح جداً".
ويتضح من البيانات التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية، أن القوائم الحزبية (أي المسجلة على أنها تمثّل حزبا سياسيا أو ائتلاف أحزاب) شكّلت ما نسبته 41.6 في المائة من العدد الكلي للقوائم المترشحة، بينما شكّلت القوائم المستقلة (أي التي لا تتبع أي حزب سياسي) نسبة 58.4 في المائة من مجموع القوائم.
ورأى مدير مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" نادر سعيد، أن حركتي "فتح" و"حماس" تستخدمان الانتخابات المحلية لاستكشاف الأفق السياسي للانتخابات المقبلة ونبض الشارع، ومن جهة ثانية للتغيرات داخل الحركتين. وقال سعيد في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "حماس تستخدم الانتخابات لاستكشاف قوتها وقوة حلفائها في الشارع، لا سيما أن فتح كشفت نفسها بالكامل، وهذه نقطة مهمة، لأن التفاعل داخل فتح اتضح تقريباً بأقصى حدوده، بمعنى أن هناك القائمة الرسمية، والقريبة وأخرى فتحاوية معارضة، أي أن جميع أطياف وخلافات فتح تجلّت في قوائم".
واعتبر سعيد أن "حركة فتح في هذه الانتخابات عرفت درجة كبيرة من التساهل مع الاختلافات داخلها، وأتصور أن الحركة نفسها والرئيس بالتحديد لم يكن عنده مانع هذه المرة عكس المرة الماضية عندما أنزل عقوبات بالفتحاويين المخالفين والمنشقين المرشحين في قوائم بعيدة عن القوائم الرسمية"، مشيراً إلى أن "جزءاً من هذا التساهل الذي نشهده له علاقة بعدم وجود تنافس من حماس، وباستكشاف الحركة نفسها ماذا يحدث داخلها، فنحن نتحدث عن خلافات وتباينات فتحاوية لا وجود للقيادي المطرود محمد دحلان فيها وهذا هو الأهم، لذلك التساهل هنا مفهوم".
ومن اللافت في هذه الانتخابات التي تجري بعد خمس سنوات على آخر انتخابات محلية، وجود قوائم متعددة لحركة "فتح" وأخرى قريبة من "حماس" أطلق عليها المدير العام في وزارة الحكم المحلي باسم حدايدة "قوائم المظلة"، أي التي هي تحت مظلة الحركة ولا تقدّم نفسها على أنها قائمة للحركة بشكل حرفي وصريح.
وذكرت لجنة الانتخابات المركزية في بيان صحافي صدر عنها نهاية الشهر الماضي، أن عدد الهيئات المحلية التي ترشحت فيها أكثر من قائمة وستجرى فيها الانتخابات المحلية اليوم هو 145 هيئة محلية، ترشحت لمجالسها 536 قائمة، تضم 4411 مرشحاً ومرشحة يتنافسون على 1561 مقعداً مخصصاً لها، بينما وصل عدد الهيئات التي لن تجري فيها انتخابات إلى 65 هيئة محلية، 9 هيئات فيها قوائم غير مكتملة، إضافة إلى 56 هيئة لم تترشح بها أي قائمة، وهذا يعني عدم إجراء الانتخابات فيها، إذ يرجع القرار بشأن وضع مجالس هيئاتها المحلية إلى مجلس الوزراء. كما أشارت اللجنة في بيانها إلى أن هناك 181 هيئة محلية ترشحت فيها قائمة واحدة فقط، وبالتالي سيُعلن عن فوزها بالتزكية بجميع مقاعد المجلس في يوم إعلان النتائج، وبلغ عدد المرشحين في هذه القوائم 1683 يمثّلون عدد المقاعد فيها.
وقال حدايدة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن سمات الانتخابات المحلية الفلسطينية الحالية أن القوائم هي بين مستقلين وذات طبيعية عائلية وكفاءات وطنية ومهنية، وبين أحزاب سياسية. وأوضح أن "نسبة عدد القوائم التي تنتمي لأحزاب سياسية هي 42 في المائة، بينما قوائم المستقلين وممثلي العائلات والكفاءات المهنية تصل لـ58 في المائة، وبالتالي يطغى على الانتخابات المحلية الطابع المستقل والعائلي والعشائري، أما الطابع السياسي فهو موجود لكن ليس بالزخم الذي كان متوقعاً بسبب التأجيل الذي حدث أكثر من مرة، وبسبب مقاطعة حماس والجبهة الشعبية".
واعتبر حدايدة أن الجديد في هذه الانتخابات هو ظهور قوائم "المظلة" أي القوائم التي تتكوّن تحت إشراف أو موافقة الفصيل السياسي سواء "فتح" أو "حماس" ولكنها ليست قائمة رسمية للفصيل، مشيراً إلى أن "حماس" لجأت إلى قوائم "المظلة" لأنها لا تريد أن تظهر كحزب مشارك بعد أن أعلنت موقفاً رسمياً بمقاطعة الانتخابات بسبب عدم إجرائها في قطاع غزة، وبالنسبة لـ"فتح" رأت أن تخوض هذا الشكل من القوائم الانتخابية حتى لا تشتت الأصوات، وحتى لا تدخل في مواجهة مع المستقلين والعائلات، خصوصاً أن جزءاً كبيراً منهم مناصر لها أو لكوادرها.
وأضاف: "فتح تعتبر أن قوائم المظلة استراتيجية فوز وسيطرة، لأن الانتخابات المحلية تهتم فيها العائلات وهذه طبيعتها، وبالتالي إذا أراد التنظيم السياسي أن يستولي ويسيطر، سيدفع ثمن خسارة مناصريه من العائلات، بينما هذه أفضل طريقة للاحتواء من دون التصادم". وأشار إلى "وجود 181 هيئة محلية تم حسمها بالتزكية، وهي تشكل 45 في المائة من القوائم، منها حوالي 170 هيئة لحركة فتح، وبقي التنافس على 154 هيئة، وجود فتح فيها واضح جداً".
ويتضح من البيانات التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية، أن القوائم الحزبية (أي المسجلة على أنها تمثّل حزبا سياسيا أو ائتلاف أحزاب) شكّلت ما نسبته 41.6 في المائة من العدد الكلي للقوائم المترشحة، بينما شكّلت القوائم المستقلة (أي التي لا تتبع أي حزب سياسي) نسبة 58.4 في المائة من مجموع القوائم.
واعتبر سعيد أن "حركة فتح في هذه الانتخابات عرفت درجة كبيرة من التساهل مع الاختلافات داخلها، وأتصور أن الحركة نفسها والرئيس بالتحديد لم يكن عنده مانع هذه المرة عكس المرة الماضية عندما أنزل عقوبات بالفتحاويين المخالفين والمنشقين المرشحين في قوائم بعيدة عن القوائم الرسمية"، مشيراً إلى أن "جزءاً من هذا التساهل الذي نشهده له علاقة بعدم وجود تنافس من حماس، وباستكشاف الحركة نفسها ماذا يحدث داخلها، فنحن نتحدث عن خلافات وتباينات فتحاوية لا وجود للقيادي المطرود محمد دحلان فيها وهذا هو الأهم، لذلك التساهل هنا مفهوم".