الانتخابات العراقيّة: مَن يحكم الجنوب؟

04 ابريل 2014
خلال إحياء مناسبة دينية في البصرة (أرشيف، getty)
+ الخط -

اقتصر التنافس الانتخابي في المحافظات العراقية الجنوبية، خلال السنوات الماضية، على ثلاثة مكوّنات رئيسية، هي: "ائتلاف دولة القانون" برئاسة نوري المالكي، و"تيار الاحرار" التابع للتيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، و"كتلة المواطن" التي يتزعمها رئيس المجلس الاعلى الإسلامي، عمار الحكيم.

وفي انتخابات مجلس النواب الماضية، التي جرت في 7 مارس/ آذار 2010، اتفقت الكتل الثلاث مع الكرد و"القائمة العراقية" في أربيل، على اختيار نوري المالكي رئيساً للوزراء، لكن سرعان ما بدأت الخلافات بالظهور، حتى تجسّدت في انتخابات مجالس المحافظات عام 2013، والتي حققت فيها كتلتا "الاحرار" و"المواطن" في مدن الجنوب، تقدماً ملموساً على حساب "دولة القانون".

وفي ظل المشهد السياسي والامني المرتبك، تبدو قراءة الخريطة السياسية المقبلة، غير واضحة المعالم، إذ تشير التوقعات إلى تقدم "تحالف الاحرار" و"المواطن"، على حساب "دولة القانون"، بحسب رأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، أحمد العيداني، الذي أكد لـ"العربي الجديد" توقعه أفول نجم المالكي بعد عجزه عن حسم معركة الأنبار، واقتحام الفلوجة، على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء المعارك، فضلاً عن التدهور الامني الذي تشهده البلاد. ويرى العيداني أن مدن الجنوب لن تنتظر طويلاً بعد الانتخابات للمطالبة بحقوقها الدستورية، وبخلاف ذلك فإنها قد تلجأ للمطالبة بالأقاليم، وخصوصاً البصرة، المؤهلة لأن تكون إقليماً من الناحية الاقتصادية، لافتاً إلى أن العرف "القانوني" قضى في العراق بأن الكتلة التي تفوز في محافظة معينة، فإنها تسيّر أمور هذه المحافظة، حتى وإن لم تكن جزءاً من الحكومة الاتحادية.

لكن تغيّر مزاج الناخب العراقي وعدم ثقته بالأحزاب ذات الطابع الإسلامي، قد يقلب الموازين، بحسب ما يراه رموز التيار المدني، الذين يعربون عن ثقتهم بأن تيارهم سيؤدي دوراً مهماً في جنوب العراق، خلال المرحلة المقبلة. وعن هذا الموضوع، يقول عضو "التيار المدني الديمقراطي"، جاسم الحلفي، لـ "العربي الجديد"، إن الفشل في معالجة الملف الامني جعل حدود الارهاب مفتوحة، حتى امتدّت الى محافظات عدة، ومنها المحافظات الجنوبية التي ظلت آمنة طيلة الفترة الماضية. ويرفض الحلفي التفريط بأمن هذه المحافظات للتغطية على تأخر الجيش في معالجة الازمات الامنية في مناطق أخرى، ويشدد على أن سبب التغيير الاساسي خلال المرحلة المقبلة، هو النظام السياسي القائم على المحاصصة والطائفية.

وفي السياق، يعتبر النائب مظهر الجنابي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة "قاعة امتحان كبيرة".

المساهمون