قرّر عدد من التيارات السياسية في الجامعات المصرية مقاطعة انتخابات اتحاد الطلاب، التي يفترض أن تجري يوم الإثنين المقبل، وخصوصاً بعدما طالب وزير التعليم العالي، أشرف شيحة، رؤساء الجامعات بالتدخل لمنع أي طالب ينتمي إلى التيارات الإسلامية من الترشح، ومطاردتهم داخل الكليات، والتضييق عليهم من خلال تحويل بعضهم إلى مجالس التأديب.
وعلى غرار "قائمة في حب مصر" التي كانت مدعومة من الحكومة في الانتخابات البرلمانية، وحققت فوزاً بنسبة مائة في المائة في المحافظات الـ 14 التي شهدت العملية الانتخابية، وحصلت على جميع المقاعد وعددها 60، يتكرر السيناريو نفسه في الجامعات من خلال تشكيل قائمة "صوت طلاب مصر"، التي تختار الطلاب بعناية، وخصوصاً الموالين للنظام، من أجل إنجاحهم في الجامعات المصرية.
واتهم عدد من الطلاب "صوت طلاب مصر" بأنه كيان ليس له شرعية، ومدعوم من المسؤولين في وزارة التعليم العالي، الذين يسعون لمساعدته في الفوز فيكون لسان حال النظام ومناصراً لقرارات وزارة التعليم العالي. وأكدوا أن معظم الطلاب المرشحين في "صوت طلاب مصر" ينتمون لاتحادات سابقة ويُختارون بعد التحري عنهم.
ووصف الطلاب هذه الانتخابات بـ "المسرحية الهزلية"، على غرار ما حدث في انتخابات مجلس النواب. وأعلنوا رفضهم التدخل الحكومي واختيار عدد من الطلاب الموالين للنظام في مقابل منع آخرين، وإلغاء نظام الانتخاب الحر المباشر، واستحداث مادة "منع ترشح الطلاب المنتمين لأية كيانات إسلامية" وغيرها. ومن بين الطلاب الرافضين المشاركة في تلك الانتخابات أولئك المنتمون إلى حركة 6 أبريل.
في السياق نفسه، رأى عضو المكتب المركزي لطلاب التيار الشعبي، محمد الحاوي، أن مقاطعة انتخابات اتحاد الطلاب أصبحت ضرورية في ظل التدخل الحكومي، مؤكداً أن طلاب الجامعات سيكررون سيناريو مسلسل مقاطعة الانتخابات النيابية داخل الجامعات، من خلال العزوف عن أية عملية انتخابية داخل الجامعات، في ظل عدم الشفافية في البلاد في الوقت الراهن، وخصوصاً بعد التعديلات التي أجريت على اللائحة التي تحكم العملية الانتخابية داخل الجامعة، واصفاً إياها بـ "التعسفية" و"الباطلة"، كونها تخدم فصيلاً طلابياً معيناً داخل الجامعات، وتسعى للقضاء على الحراك الطلابي. وأضاف لـ "العربي الجديد" أن ما يحدث يقضي على أي أمل في إقامة انتخابات حقيقية.
في المقابل، رفضت بعض التيارات المقاطعة، مطالبة بدعم الطلاب بهدف الوصول إلى اتحاد طلاب مصر وتغيير اللائحة الداخلية.
اقرأ أيضاً: حركة استقلال الجامعات:الحال أسوأ من عصر مبارك