الانتخابات التركية (7/6)... انقسام الأحزاب ينسحب على الشارع

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
23 يونيو 2018
CBF60E0D-4BFB-480B-A805-BFDC649F2853
+ الخط -
تحولت الميادين العامة في المدن والبلدات التركية إلى مسرح استقطاب للناخبين، مع تكثيف الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة غداً الأحد، حملاتها لالتقاط كل صوت ممكن. وتحولت الشوارع في إسطنبول إلى مقرات للخيم والآليات الخاصة بالأحزاب المتنافسة، في ظل انقسام واضح في الشارع، واستقطاب سياسي، يضع حزب العدالة والتنمية الحاكم في جهة وتحالف أحزاب المعارضة في جهة أخرى، فيما برز بوضوح تجمع الناخبين الأكراد حول حزب الشعوب الديمقراطي.

وتوزعت الخيم والسيارات الخاصة بالأحزاب في زوايا مختلفة من ميادين إسطنبول. وفي الوقت الذي تصدر فيه أصوات الأغاني الخاصة بحزب العدالة والتنمية وسط تجمع المؤيدين له، الذين رفعوا الأعلام التركية وصور مرشحهم، رجب طيب أردوغان، فإن الأغاني الكردية تصدح غير بعيدة عنها، ويعقد الأكراد حلقات الرقص الفولكلورية الخاصة بهم، وكذلك الأمر بالنسبة للأحزاب القومية واليسارية، في حين كانت خيم الأحزاب الصغيرة شبه خالية، سوى من المنتمين إليها. وتفاوتت آراء المواطنين الأتراك الذين التقتهم "العربي الجديد"، ما بين منتقد للانتخابات وغياب الأجواء الديمقراطية، وما بين متفائل بأن يحصد حزب العدالة والتنمية الأغلبية في الانتخابات، في حين كان هناك إحجام واضح من المواطنين الأكراد عن التصريح، والاكتفاء بالتجمع حول خيم الحزب.

ويلخص الصحافي الرياضي، مصطفى قره غول، توقعاته بالانتخابات بقوله "لا أعتقد أنه سيكون هناك مفاجأة كبرى في الانتخابات، والعدالة والتنمية هو الذي سيتصدر كما في استطلاعات الرأي. الحزب الجيد ليس حزباً قوياً كما تم تقديمه، ولن يحقق العتبة البرلمانية، وهو سيدخل البرلمان لأنه متفق مع الشعب (الجمهوري). وبالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، أعتقد انها ستنتهي من الجولة الأولى ويحسمها أردوغان. العدالة والتنمية ربما يحوز 330 مقعداً، وفي حال عدم تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي العتبة، ربما يصل عدد مقاعد العدالة والتنمية إلى 380 مقعداً. قد تصدر قرارات حكومية في اللحظة الأخيرة تجعل من الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم يصوتون للعدالة والتنمية".

قره غول: لا مفاجأة في الانتخابات (العربي الجديد)



من ناحيته، يعتبر إبراهيم آباك، وهو منسق في إحدى الشركات، أن "الحملات الانتخابية تسير بشكل جيد"، مشيراً إلى أن "تحالف الشعب له مرشحان رئاسيان فيما التحالف الجمهوري له مرشح رئاسي واحد". يشار إلى أنه وبناء على القانون الجديد ظهر تحالفان فقط هما "الجمهوري"، بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، بدعم غير مباشر من أحزاب أخرى، منها "الوحدة الكبرى"، فيما التحالف الثاني هو "تحالف الشعب" الذي ضم أحزاب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة، و"الجيد" الجديد المدعوم غربياً، و"السعادة"، و"الديمقراطي"، والحزبان الأخيران صغيران ولا يملكان نسبة كبيرة من الأصوات. ويعبر آباك عن اعتقاده بأن "أردوغان سيحقق نسبة أكبر من الاستفتاء الأخير، وسيحسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى". ويقول "نرغب باستمرار الاستقرار، فنحن لسنا بحاجة إلى اضطرابات. وعند المعارضة هناك آمال بأن يذهب محرم إنجه إلى المرحلة الثانية" من الانتخابات.

إبراهيم آباك:  نرغب باستمرار الاستقرار (العربي الجديد)


طالب الدكتوراه طارقان بيلندا، كان له رأي مغاير، إذ يعتبر أن "الانتخابات تشكل فرصة للقاء المرشحين مع المواطنين والاستماع لآرائهم. لكن أعتقد أن هناك آليات في الانتخابات تضغط على الأحزاب والمواطنين، منها عدم وقوف الإعلام على مسافة واحدة من المرشحين، وتحول قناة الدولة لصوت الحكومة فقط، وتحوير الأهداف من الانتخابات الديمقراطية إلى اتجاهات أخرى. لكن الأجواء إيجابية لجهة إظهار صوت المعارضة ضد الحكومة ونقل أفكارها. وأكبر أمل لدي أن يتم تمثيل 80 مليون مواطن في البرلمان، وتمثيل جميع العرقيات والأديان، وأن يكون ثمة مكان ليُسمع فيه صوت الجميع"، لكنه انتقد وجود موضوع العتبة الانتخابية، معتبراً أن هذا الأمر يظهر أن "الانتخابات لن تتم بجو عادل، ولا أعتقد أن رأي الشعب سيتجسد"، في إشارة إلى تفرد حزب العدالة والتنمية بالحكم.

طارقان بيلندا: الانتخابات لن تتم في جو عادل (العربي الجديد)



أخصائي التسويق محمد دميرباغ، يكشف أيضاً عن رأيه بالانتخابات. ويقول "رغم تعدد وتغير الأحزاب فإن هناك كتلتين في البلاد، حزب العدالة والتنمية من جهة، وبقية الأحزاب من جهة أخرى. وأعتقد أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية سيكسبان الانتخابات، وأن أردوغان سيحصل على ما نسبته 53 في المائة من الأصوات في المرحلة الأولى" من عمليات الاقتراع.


محمد دميرباغ: أردوغان والعدالة والتنمية سيكسبان (العربي الجديد) 




وتعكس تصريحات الشارع التركي الأجواء المشحونة داخلياً، على اعتبار أنها انتخابات مصيرية في البلاد، تتخللها مرحلة انتقالية من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وسط تخوف من انعكاس ذلك على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن البلاد تعيش انقساماً غير مسبوق، وأن حزب العدالة والتنمية، ورغم حظوظه العالية جداً، فإنه وإن حسم الانتخابات فلن يحسمها بالنسب العالية، وهو ما يعني انقسام البلاد بين قطبين.

وسبق أن تباينت آراء الخبراء كذلك في هذه الانتخابات، إذ وجد بعض المحللين أن المعارضة قادرة على قلب الطاولة على حزب العدالة والتنمية، وأنه بإمكانها أن تفوز في الانتخابات الرئاسية بالمرحلة الثانية، وقادرة أيضاً أن تحقق الأغلبية في البرلمان، وحتى لو فاز مرشح حزب العدالة والتنمية الرئيس أردوغان، فإنه سيكون مهدداً من قبل البرلمان، في حال تمكنت المعارضة من نيل غالبية فيه، في حين رأى آخرون أن حزب العدالة والتنمية ارتفعت شعبيته بشكل طفيف في الأسبوع الأخير قبيل الانتخابات. وعشية الانتخابات، بات من الصعب التنبؤ بالنتائج التي تؤثر على وضع البلاد داخلياً من جهة، وعلى المنطقة العربية من جهة أخرى، وكذلك دول العالم التي تدعم أطرافا سياسية معينة. وليس غريباً أن يهتم العالم كله بهذه الانتخابات، وأن تكون هذه الانتخابات محور اهتمام الجاليات العربية المقيمة في تركيا، والتي تتخوف من تحولها إلى ورقة بين الأطراف التركية المتنافسة، وساحة لتصفية حساباتها السياسية. كما أن الاهتمام العربي والغربي بالانتخابات يعود إلى أن تركيا باتت فاعلة في كثير من ملفات المنطقة، خصوصاً في دول كسورية والعراق وفلسطين، بالإضافة إلى علاقاتها بإيران وروسيا والدول العربية الأخرى.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..