أصدرت هيئة الانتخابات الإيرانية صباح اليوم الإثنين، لائحة النتائج النهائية لفرز أصوات المقترعين في انتخابات مجلس خبراء القيادة عن العاصمة طهران، والتي أظهرت تقدماً كبيراً لرجال الدين من المعتدلين والمقربين من الإصلاحيين، مقابل تراجع واضح للمحافظين، في المدينة التي تمتلك الحصة الأكبر في هذا المجلس المسؤول عن اختيار المرشد، حيث يبلغ نصيبها 16 مقعداً من أصل 88.
ونال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، أعلى نسبة أصوات، من بين مرشحي طهران، فحصل على ما يزيد عن مليونين و300 ألف صوت.
فيما تلاه رجل الدين محمد آقا إمامي، وحل رئيس البلاد حسن روحاني في المرتبة الثالثة، بفارق بسيط عن هذا الأخير، حيث حصل على مليونين و280 ألف صوت، كما احتل المقعد العاشر وزير الاستخبارات الحالي محمود علوي، فيما حصل على الكرسي السادس عشر والأخير رئيس لجنة صيانة الدستور المحافظ أحمد جنتي، ليبقى في المجلس بعد حصوله على مليون و320 ألف صوت من أصوات ناخبي العاصمة.
اللافت في هذه النتائج النهائية، كان خروج رئيس مجلس الخبراء الحالي المحافظ محمد يزدي من السباق، وطيلة عملية الفرز، كان يزدي في مراتب متأخرة مقارنة ببقية المرشحين، كما خسر رجل الدين تقي مصباح يزدي مقعده في الخبراء كذلك، وهو الشخصية الدينية المعروفة التي كان الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد محسوبا عليها.
وبهذا يحصل رجال الدين الذين ترشحوا عن قائمة "رفاق الاعتدال "التي ترأسها رفسنجاني، على 14 مقعداً من أصل 16 (حصة العاصمة)، وقد تقدم المعتدلون في محافظات إيرانية أخرى، فيما حصل رجال دين محافظون على أعلى الأصوات في أماكن دون سواها، ومنهم عضو الخبراء الحالي وإمام صلاة الجمعة أحمد خاتمي، حيث حل أول في كرمان، فيما وصل إلى المقعد الأول في محافظة مازندران رئيس السلطة القضائية صادق آملي لاريجاني.
اقرأ أيضاً: "الاعتدال" الإيراني يعيد الروح لحظوظ رفسنجاني رئاسياً
تزامنا مع نشر هذه اللائحة، نشرت هيئة الانتخابات قائمة أخرى تظهر أحدث النتائج الأولية لفرز أصوات مقترعي مدينة طهران، والذين شاركوا في الانتخابات التشريعية، لاختيار مرشحيهم للبرلمان بدورته العاشرة.
ولم تختلف الأسماء المنشورة في هذه القائمة الصباحية، عن أسماء الأمس، فمازال رئيس لائحة الإصلاحيين المسماة بلائحة الأمل، محمد رضا عارف في المرتبة الأولى، وحصل حتى الآن على ما يزيد عن مليون ونصف مليون صوت، وتلاه رئيس لائحة صوت الشعب المعتدلة علي مطهري، بنيله مليونا و380 ألف صوت.
ولوحظ تقدم الأسماء المرشحة عن لوائح الاعتدال، واللائحة الإصلاحية الوحيدة، بشكل كبير، وكل هذه القوائم احتوت أسماء مختلطة ومكررة من كلا التيارين، فيما تراجع مرشحو التيار المحافظ في العاصمة طهران كثيراً. فقد تقدموا للسباق بلائحة واحدة موحدة، اسمها "ائتلاف المحافظين" أو "الجبهة المتحدة للمحافظين"، تزعمها رئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل، والذي حل في المرتبة الحادية والثلاثين، وفق قائمة النتائج الأولية الأحدث، وهو ما قد يكبده الخسارة، فحصة طهران ثلاثون مقعداً من أصل 290.
وفي انتظار النتائج النهائية لعملية الفرز في كل المحافظات الإيرانية، كان من الواضح وفق النتائج الأولية، تغيير تركيبة مجلس الشورى الذي سيطر عليه المحافظون لثلاث دورات متتالية، وتوقع مراقبون مجلساً مركباً من كل التيارات، بسبب تقدم المعتدلين من جهة، والإصلاحيين على قلة عدد مرشحيهم من جهة ثانية، فيما تقدم الأصوليون في محافظات أخرى غير طهران.
اقرأ أيضاً: رهان الاعتدال في أجواء الانتخابات الإيرانية