يفتتح عام 2020 أول أيامه وسط تفاؤل كبير بين المستثمرين بتكرار النجاح الذي حققته "وول ستريت" في العام الماضي. لكن يبدو أن المستثمرين يواجهون تحدياً كبيراً خلال العام الجاري يتمثل في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وحسب تقارير أميركية، يراهن معظم المستثمرين في "وول ستريت" على فوز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية، وتواصل نمو ثرواتهم، والحصول على عوائد كبرى من المتاجرة في الأسهم، عبر "الأموال شبه المجانية" التي يحصلون عليها من مجلس الاحتياطي الفدرالي "البنك المركزي الأميركي".
ورغم أن الانتخابات الرئاسية ستجرى بعد أكثر من 10 أشهر، إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن العديد من كبار المستثمرين أدخلوها مسبقاً في حسابات المضاربة على الأسهم.
وإلى درجة كبيرة، ستحدد نتيجة الانتخابات الأميركية المقبلة، ليس فقط توجهات سوق المال الأميركي، ولكن كذلك وربما توجهات العالم في السنوات المقبلة، حيث إن هنالك خلافا أيديولوجيا كبيرا واضحا بين الحزب الديمقراطي الذي يقوده التيار الليبرالي وبين الحزب الجمهوري الذي يقوده ترامب.
في هذا الشأن، يرى ريتشارد بيرنستين، الذي يدير شركة استشارية في سوق المال بنيويورك، أن خوف المستثمرين من فوز رئيس ديمقراطي غير مبرر، لأنه "من غير المحتمل أن يفوز الحزب الديمقراطي بأغلبية في مجلس الشيوخ، حتى في حال فوز مرشح رئاسي ديمقراطي". ويقول بيرنستين إنه قلق من احتمال تباطؤ ربحية الشركات في العام الجديد.
من جانبها، ترى أمليا غارنت، من مصرف "غولدمان ساكس"، أن الانتخابات الأميركية ستكون أكبر حدث مؤثر في سوق المال الأميركي خلال العام الجديد.
وتضيف، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، أن المستثمرين قلقون تحديداً من المرشحة الديمقراطية إليزابيث وارن التي ارتفعت شعبيتها في استفتاءات الرأي في العام الماضي.
ويرى المستثمرون أن فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات سيعني لهم زيادة الضرائب ومضايقة استثماراتهم وحصرها، حيث تطالب مرشحة الحزب الديمقراطي وارن بفرض ضريبة على الأثرياء، وكذلك زميلها المرشح بيرني ساندرز الذي يحسبه المستثمرون على التيار اليساري، وينظر له على أنه يتبنى الأيديولوجية الشيوعية. وفي المقابل، فإن فوز ترامب سيعني للمستثمرين تواصل نمو ثرواتهم في أسواق المال.
من جانبها، ترى رئيسة الاستثمار السابقة في صندوق "بيسمار تراست"، ريبكا باترسون، أن ترامب ربما يفوز بالانتخابات المقبلة، وأن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قد يرتفع إلى 3300 نقطة من مستواه الحالي البالغ 3221 نقطة.
أما الخبير الاستثماري في صندوق غينينغهيم بكاليفورنيا، سكوت ماينرد، فقد بدا أكثر تفاؤلاً، حيث يتوقع ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى 3500 نقطة، وارتفاع مؤشر "ناسداك" إلى 10 آلاف نقطة.