الاستخبارات الدنماركية: عملاء إيرانيون خططوا لهجوم ونناقش إجراءات للردّ

30 أكتوبر 2018
شهدت الدنمارك استنفاراً أمنياً نهاية سبتمبر الماضي(Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الدنماركي، فين بروك أندرسن، اليوم الثلاثاء، أن الاستنفار الأمني الكبير الذي شهدته بلاده قبل نحو شهر، كان يتعلق بـ"تخطيط جهاز الاستخبارات الإيراني لشنّ هجوم ضد أشخاص يعيشون في الدنمارك". واعتبر أندرسن أن الحديث يدور عن "أمر غير اعتيادي وخطير جداً، ونود التأكيد أننا لن نسمح مطلقاً بحدوث ذلك على أراضينا".

ووفقاً لمعلومات حصل عليها "العربي الجديد" في كوبنهاغن، فإن الجانب الأوروبي "كان على علم بالمخطط الإيراني من خلال الجانب الدنماركي، وثمة إجراءات جرى التباحث بشأنها مع الجانب الأوروبي، باعتبار الخطوة خطيرة جداً، وتستهدف الأراضي الأوروبية من خلال استهداف معارضين، وهي إجراءات من مستوى الإجراءات ذاتها التي يجري التباحث حولها بحق شخصيات في السعودية، بعد قتل جمال خاشقجي في قنصلية بلده في إسطنبول"​.

وكانت الدنمارك قد استنفرت إثر هجومٍ ضد عرض عسكري في الأهواز، اتهمت فيه السلطات الإيرانية أهوازيين مقيمين في الدنمارك بتخطيطه وتنفيذه، متوعدة بالانتقام. ورغم نفي الأهوازيين في كوبنهاغن، خصوصاً عبر متحدثين باسم "حركة النضال العربي في الأحواز" أي دور لهم، إلا أن جدلاً كبيراً أثير في كوبنهاغن، بعدما ذهب اليمين المتشدّد إلى عرض تسليم المعارضين الإيرانيين المتهمين، مقابل قبول إيران استعادة مواطنيها من المرفوضة طلبات لجوئهم.

وقالت الأجهزة الأمنية إثر إغلاق شبه تام للدنمارك، إنّها قامت "بتأمين الأشخاص المستهدفين، بعد وصول معلومات جدية عن استهداف معارضين إيرانيين على أراضيها".

وكشف رئيس جهاز الاستخبارات الدنماركي اليوم خلال مؤتمر صحافي، أن السلطات الأمنية الدنماركية (بالتعاون مع أجهزة أخرى في النرويج والسويد) قامت باعتقال شخص مشتبه في تخطيطه لهجوم لمصلحة الاستخبارات الإيرانية، وهو يحمل الجنسية النرويجية من أصل إيراني، جرى اعتقاله يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وهو على علاقة مباشرة بالتخطيط للهجوم المفترض بحق إيرانيين مقيمين هنا". وبالرغم من اعتبار الشخص نفسه "غير مذنب"، وفقاً لما قاله رئيس الجهاز الأمني الدنماركي، إلا أنه قال "نعتبره جزءاً من المخطط لمصلحة الاستخبارات الإيرانية، بعد البحث وتجميع الأدلة، وجرى التحفظ عليه حتى الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".


وذهب رئيس جهاز الاستخبارات في كوبنهاغن إلى أن "رئيس جبهة النضال العربي في الدنمارك هو الذي كان مستهدفاً، وقمنا بتأمين حماية له ونقله من منطقة رينغستيد (جنوب كوبنهاغن)". وأضاف فين أندرسن أن جهازه على علم بمثل هذه المخططات الإيرانية باستهداف المعارضين منذ ابريل/نيسان الماضي، خصوصاً رئيس "جبهة النضال العربي"، أي قبل حدوث هجوم الأهواز بأشهر.

من جهته، أكد وزير خارجية الدنمارك أندرس سمويلسن أن بلاده "ستتخذ خطوات بحق إيران، فمثل هذه الأمور غير مقبولة على الإطلاق"، متحدثاً عن "مؤامرة استهداف إيرانية للمعارضين" على الأراضي الدنماركية، وأنه "بصدد مناقشة عميقة مع الشركاء الأوروبيين لاتخاذ خطوات وإجراءات ضد السلطات الإيرانية"، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً بهذا الخصوص.