الاحتلال الإسرائيلي يقمع المصلين في الأقصى تزامناً مع اقتحامات واسعة للمستوطنين
وظهر الأحد، انتهت عمليات الاقتحامات، التي كانت الأوسع في العشر الأواخر من شهر رمضان، على وقع هتافات جموع كبيرة من المصلين.
1200 مستوطن اقتحموا الأقصى
ووفق مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فراس الدبس، فإن قوات الاحتلال أغلقت قبيل ظهر اليوم باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى، بعد اقتحام 1179 مستوطناً متطرفاً "في يوم عصيب على المسجد الأقصى، وانتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى ولشهر رمضان"، وذلك استجابة لدعوات أطلقتها جماعات استيطانية لاقتحام الأقصى، تزامناً مع يوم القدس.
واستبقت قوات الاحتلال اقتحامات المستوطنين باقتحام عناصرها باحات الأقصى، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المصلين المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان.
وحاصرت قوات الاحتلال، في وقت سابق، المصلى القبلي في الأقصى والمصلى المرواني، وأطلقت قنابل الصوت باتجاه المعتكفين، الذين تصدّوا لتلك القوات عقب اقتحام المصلى القبلي.
اعتقالات
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ظهر أمس وحتى صباح اليوم الأحد، قرابة 50 مواطناً من الضفة، بينهم 40 مواطناً من القدس، شملت مواطنين مقدسيين، من بينهم أمين سر حركة "فتح" شادي المطور.
وقال نادي الأسير إن من بين المعتقلين مصلين أجانب، ومجموعة من المعتقلين من بقية محافظات الضفة، وهم من المعتكفين في المسجد الأقصى.
وذكر نادي الأسير أن مواطنين جرى اعتقالهما من الخليل فجر اليوم، وهما يعقوب يحيى الرجبي (20 عاماً)، وفراس عماد هديب (17 عاماً)، ومواطن آخر اعتقلته قوات خاصة بسيارة مدنية من محافظة طوباس وهو نعمان عبد المنعم صوافطه (23 عاماً).
ومنذ صباح اليوم، استأنفت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المواطنين المقدسيين، واستدعت عدداً من حراس المسجد الأقصى بعد أن اعتدت عليهم بالضرب المبرح.
من جهته، أشار الدبس إلى أن شرطة الاحتلال اعتدت على حارس المسجد الأقصى خليل الترهوني، وضربته ضرباً مبرحاً على رأسه، ولم يسمح للمسعفين بإسعافه لأكثر من ساعة، بينما أوقفت شرطة الاحتلال حارس المسجد الأقصى عصام نجيب، واحتجزت هويته وسلمته أمر استدعاء فوري لمركز تابع لها في القدس والمسمى "شرطة القشلة".
إلى ذلك، أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس، ناصر قوس، اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها المسجد الأقصى اليوم ثمانية من المصلين.
يُشار إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت عشرات المواطنين، وذلك أثناء توجههم للصلاة في المسجد الأقصى، حيث ارتفعت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية.
الأردن يحذّر من العواقب
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية استمرار الانتهاكات الإسرائيلية السافرة ضد المسجد الأقصى.
وشدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سفيان سلمان القضاة، في تصريح صحافي اليوم الأحد، على ضرورة "إلزام إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وتنفيذها، ووقف إجراءاتها الاستفزازية واعتداءاتها على الحرم الشريف، واحترام مشاعر المسلمين في هذا المكان المقدس، خصوصاً في الأيام الأخيرة من شهر رمضان".
وأوضح القضاة أنه "تم توجيه مذكرة احتجاج دبلوماسية للحكومة الإسرائيلية عبر القنوات الدبلوماسية، تؤكد رفض الأردن الممارسات الإسرائيلية وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة، وتطالبها بوقفها بشكل فوري وتحذر من تبعاتها".
وطالبت الخارجية الأردنية المجتمع الدولي بـ"التحرك وتحمّل مسؤولياته بهذا الشأن"، وسلطات الاحتلال بـ"الوقف الفوري لجميع هذه الاستفزازات العبثية والتصرفات غير المسؤولة والمرفوضة والمدانة في المسجد الأقصى المبارك".
هيئات دينية تستنكر
إلى ذلك، استنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية، ودائرة قاضي القضاة "تصرفات شرطة الاحتلال وأذرعها الأمنية، ومن خلفها مجموعات المتطرفين التي بلغت حداً من الصلافة والغطرسة كل مبلغ في اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان".
وتابعت تلك الهيئات الدينية، في بيان مشترك، إنه "بعد الدعوات التحريضية التي أطلقتها الجماعات المتطرفة لاستثمار المناسبات الدينية وغيرها كمنصة لاستباحة الـمسجد الأقصى المبارك، وما جنحت إليه شرطة الاحتلال من تنفيذ سلسلة من الإجراءات القمعية والانتهاكات الصارخة، ابتداءً من غض الطرف عن هذه الدعوات المقيتة، وليس أقل منها خطورة هو توفير كل أسباب الدعم والحماية لهذه المجموعات المتطرفة في اقتحامها للمسجد".
وأشارت إلى انه بلغ عدد المقتحمين 1176 متطرفاً، ناهيك عن الاعتداء على المعتكفين والمصلين بالضرب والتكسير ورشهم بالغاز، وإغلاق أبواب المصلى القبلي والمرواني عليهم، وكل ذلك عبر تحويل ساحات المسجد إلى ثكنة عسكرية تعجّ بمختلف وحداتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية، التي زادت عن 400 عنصر، بالتزامن مع فرضها حصاراً مطبقاً على كامل المدينة المقدسة والبلدة القديمة، وتشديد إجراءاتها القمعية على أبواب المسجد باحتجاز البطاقات الشخصية للمصلين وغيرها من الممارسات التعسفية.
وشددت الهيئات على أنه "لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية الـمشؤومة، كما وأنها لن تصبح حدثاً عابراً في أي وقت من الأيام، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، الذي طالما رفضت دائرة الأوقاف الإسلامية أي تواجد فيه لغير المسلمين".
واعتبرت دائرة الأوقاف الإسلامية ومعها جميع الـمؤسسات الإسلامية هذا التصعيد الـممنهج "حلقة في سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة إلى زعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك منذ أمد بعيد، الأمر الذي يستدعي دق نواقيس الخطر ورصّ الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي".
وقالت الهيئات الدينية: "وما مناشدتنا اليوم إلا صرخة من الألم على ما ألمّ بالمسجد الأقصى المبارك نخاطب فيها أمتنا وشعوبنا أن الـمسجد الأقصى أمانة في عنق كل مسلم".
وحملت الهيئات حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن" انجرارها وتماهيها مع دعوات غلاة المتطرفين لتنفيذ هذا الاقتحام بعد أن امتلأت قلوبهم حقداً على مشاهد مئات ألوف المصلين الذين ازدانت بهم ساحات الـمسجد الأقصى خلال أيام الشهر الفضيل، والذين تجاوزت أعدادهم عن الثلاثة ملايين ونصف المليون مُصلّ من كل أنحاء الوطن، والذي شاركنا عشرات الآلاف من المسلمين من شتى بقاع الأرض".