هّدد وزير المواصلات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، بأن من "شأن الاحتلال أن ينفذ اجتياحا بريا للضفة الغربية ومدنها على غرار الاجتياح البري عام 2002 الذي أطلق عليه "السور الواقي"، في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية عن خطوات جديدة تعزل البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى من خلال إصدار أوامر بمنع المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة، إلا من يسكن داخل الأسوار أو يملك مصالح تجارية داخلها، فيما أبقت على حرية دخول البلدة القديمة للسياح الأجانب والإسرائيليين.
وأضاف كاتس: "إذا اضطررنا، سنشن حملة "السور الواقي 2 وأسوار القدس" وتصعيد الخطوات، من أجل تعزيز الأمن للإسرائيليين".
وكانت إسرائيل قد شنت عدوانا بريا تحت مسمى "السور الواقي" عام 2002 انتهى بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله.
وكشف كاتس أن "الليلة شهدت تشديداً وتصعيداً في رد الجيش الإسرائيلي وشن حملة اعتقالات في مدينة نابلس"، فيما قال موقع "والاه" إنه تم أيضا مداهمة جنين من قبل قوات الاحتلال ومحاصرة أحد البيوت فيها .
وأكد كاتس، نشر ونصب حواجز عسكرية في مختلف محاور الطرق في الضفة الغربية، معتبرا أنه "إذا كان هناك أي خلل في الأمن فإن الفلسطينيين هم من سيدفعون الثمن".
ويصعّد الاحتلال الإسرائيلي من مواجهته للمقاومة الفلسطينية في ضوء التوتر الأمني في القدس المحتلة والضفة الغربية ومقتل أربعة مستوطنين في الأيام الأخيرة، واستشهاد منفذي العمليات برصاص قوات الاحتلال.
وأدى جموع المقدسيين اليوم، صلاة الفجر خارج المسجد الأقصى وخارج أسوار البلدة القديمة بعد منع مَن هم دون سن الخمسين من الدخول للبلدة القديمة.
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه الخطوة جاءت بناءً على مشاورات أمنية مع الجهات السياسية في إسرائيل بحجة "ضبط الأوضاع الأمنية".
ومن المقرر أن يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو خلال الساعات القريبة مشاورات أمنية وعسكرية، وفق ما ذكر موقع "والاه".
ويشارك في هذه المشاورات، كل من وزير الأمن موشيه يعالون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال جادي أيزنكوت ورئيس جهاز الشاباك (المخابرات العامة) والقائم بأعمال المفتش العام للشرطة.
كما سيعقد الكابينت السياسي والأمني جلسة طارئة بعد انتهاء عيد العرش اليهودي، غداً الإثنين.
وتتجه الأوضاع في الأراضي المحتلة والقدس إلى التصعيد، ويتوقع أن يلجأ الاحتلال إلى خطوات قمع جديدة وفرض عقوبات جماعية، ناهيك عن إطلاق يد قطعان المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس المحتلة لتنفيذ عمليات واعتداءات على الفلسطينيين والعرب في كل مكان.
وفي هذا السياق، شهدت الليلة الماضية سلسلة من الاعتداءات الهمجية والعنصرية على الفلسطينيين وأملاكهم في القدس المحتلة.
كما جرى الاعتداء على عمال عرب يعملون في الشطر الغربي من المدينة، فيما وثقت شبكات التواصل الاجتماعي عملية قتل الشهيد فادي علون قرب باب العامود في القدس المحتلة، بينما كان يفرّ من مجموعة من المستوطنين.
اقرأ أيضاً: بصمات انتفاضة الأقصى في عملية بيت فوريك
اقتحام منزل عائلة منفّذ عملية القدس
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد فادي علون في بلدة العيساوية، شمال شرق مدينة القدس ، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت البلدة، ودهمت منزل والد الشهيد وشرعت بتفتيشه واعتدت على كل من فيه مستخدمة الصاعق الكهربائي، بينما اعتقلت والد الشهيد وعمه واقتادتهما إلى مركز تحقيق قريب".
واندلعت في المكان مواجهات عنيفة مع الشبان، تخللها اعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الصحفية.
في الوقت ذاته، شهدت مدينة القدس إضرابا شاملا دعا إليه الحراك الشبابي المقدسي والقوى الوطنية والإسلامية في المدينة تنديدا بجريمتي قتل الشهدين مهند حلبي، وفادي علون.
بينما قرر مدير التربية والتعليم تعطيل الدراسة في مدارس البلدة القديمة بسبب توتر الأوضاع هناك.
في سياق آخر، واصل المستوطنون عمليات الاقتحام لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وحاولوا اقامة صلوات وطقوس دينية هناك.
وأقامت مجموعة من المستوطنين طقوسا وصلوات يهودية في شارع الواد الذي قتل فيه مستوطنان اثنان أمس خلال العملية التي نفذها الشاب مهند حلبي، وحاولوا الاعتداء على منازل فلسطينية قريبة من المكان.
وفي مدينة جنين، شمالي الضفة، أصيب 15 شاباً بالرصاص في مواجهات اندلعت إثر محاصرة قوات الاحتلال لمنزل القيادي المطارد في "حماس"، قيس السعدي.
وأفادت مصادر صحفية أن "جيش الاحتلال حاصر عدداً من المنازل واعتلى أسطح البعض منها وسط إطلاق الرصاص الحي الكاتم للصوت، إضافة إلى صواريخ "اللاو" باتجاه منزل السعدي، ما أدى إلى اندلاع حريق بداخله.
كما اقتحمت مجموعة من وحدات المستعربين الخاصة، في مدينة نابلس شمالي الضفة، المستشفى العربي التخصصي في المدينة، وحاصروا جميع أقسامه واعتقلوا أحد الشبان المصابين برصاص جنود الاحتلال الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى.
وقالت مصادر من المستشفى لـ"العربي الجديد" إن "وحدات المستعربين اقتحموا عددا من الأقسام بحجة أنهم شبان يقومون بإسعاف شاب مصاب برفقتهم، قبل أن يشهروا سلاحهم بوجه الممرضين والأطباء، وتهديدهم بقوة السلاح".
واندلعت مواجهات في شرق مدينة قلقيلية شمالي الضقفة، أصيب خلالها خمسة فلسطينيين بالاختناق الشديد جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على أهالي القرية خلال تصديهم لاقتحام المستوطنين الذي حاولوا الاعتداء عليهم.
كذلك أصيب العشرات في مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين من جهة وجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين من جهة ثانية في قرى فرعتا وأماتين، بينما استولى جيش الاحتلال على منزل في قرية الفندق شرقي مدينة قلقيلية.
كذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقالات والاستدعاءات للشبان الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً: المستوطنون يصعّدون هجماتهم ضد الفلسطينيين بعد عملية القدس المحتلة
شارك في التغطية: (نضال محمد وتد - محمد عبيدات - محمد عبد ربه)