نجا فلسطينيو خربة بزيق الذين يعيشون في خيام من الخيش، شمالي مدينة طوباس في الأغوار الفلسطينية، من العاصفة "هدى" ليقعوا في فخ الضابط الإسرائيلي "إيغال".
وفي حين اجتاح المنخفض الجوي الشرق الأوسط قبل يومين، فإن الضابط الإسرائيلي أمهل الفلاحين البسطاء يومين للرحيل من الخربة، وإلا: "سأجرفكم بالجرافات أنتم وأولادكم وأغنامكم" كما قال لهم حرفياً.
ورغم ما خلفته العاصفة من سيول، رحمت "هدى" خيام خربة بزيق، ولم ترحّل ساكنيها، لكنّ الاحتلال لا يرحم.
وسلّم جيش الاحتلال 12 عائلة من الخربة، أوامر بالرحيل المؤقت عن خيامهم، يوم الإثنين القادم من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا، ويكرر أمر الترحيل في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وحسب الساعة المحددة ذاتها، وذلك لإجراء تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال.
وردّ المواطن المهدد بالترحيل، محمد نصر الله، من سكان خربة بزيق، على الضابط الإسرائيلي قائلا: "الجو بارد جدا، لا نستطيع مغادرة الخيمة، عندي سبعة أطفال لا يحتملون البرد في الخيمة، كيف يحتملونه خارجها؟".
وجاء الجواب من الضابط: "أعرف أن الجو بارد، وإن وصلت درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر، سترحلون، أو سأجرفكم أنتم وأولادكم".
وتسكن في خربة بزيق 30 عائلة فلسطينية، شمل قرار الترحيل 12 عائلة منها، وهي مثل كل خرب غور الأردن، تتعرض لهدم مستمر على يد الاحتلال الذي لا يروقه التدرب على القتل سوى بين خيامها الهشة.
العائلات المقرر ترحيلها، والتي تضم 60 نسمة، لم تجد سوى خيمة عماد نصر الله (وهو مواطن من الخربة ذاتها) تلجأ إليها، ريثما ينتهي جنود الاحتلال من التدريب.
ويقول عماد لـ"العربي الجديد": "قررت استضافة العائلات في خيمتي، ولأن الخيمة صغيرة، سنُؤوي فيها النساء فقط، أما الرجال والأطفال فسيبقون في العراء".
وستنتقل 12 عائلة مسافة كيلومترين سيرا على الأقدام حتى تصل خيمة عماد، يقول محمد نصر الله: "سنمشي في الوحل والبرد، فالاحتلال صادر قبل فترة قصيرة، كل الجرارات الزراعية التي يمتلكها مزارعو الخربة ورعاتها".