الاحتلال يحتكر "لقمة عيش" الغزيين بعد هدم الأنفاق

15 ديسمبر 2014
المنطقة العازلة تخنق الغزيين (العربي الجديد )
+ الخط -

احتكر الاحتلال الإسرائيلي، لقمة عيش الغزيين من السلع والمواد التموينية والأساسية، الداخلة إلى القطاع، بعد أن هدم الجيش المصري معظم الأنفاق وبدأ في إقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية مع قطاع غزة بعمق 2.5 كيلومتر. وبذلك أصبح معبر كرم أبو سالم الطريق الوحيد لإدخال البضائع.

وكان حوالي 1500 نفق حفرها الغزوين بينهم وبين مصر في رفح شرق سيناء، شريان حياة لأكثر من 1.8 مليون فلسطيني في أعقاب إحكام الاحتلال الإسرائيلي حصاره على غزة، خلال السنوات السبع الماضية.

ويقول الباحث الاقتصادي ماهر الطباع، لـ "العربي الجديد"، إن كافة قنوات إمداد غزة بالسلع والمواد الأساسية، أغلقت بالكامل، ولا يوجد أي منفذ سوى معبر كرم أبو سالم، وفي حال إغلاقه لأي سبب كان، ستحدث كارثة إنسانية.

ويرى الطباع أن الفترة المقبلة ستشهد إغلاقات متكررة للمعبر، بحجة ذرائع لن يكون لها أساس من الصحة، والهدف الوحيد منها، هو إيصال رسالة إلى حماس التي تسيطر حالياً على القطاع بأن لقمة عيش الغزيين هي بيد إسرائيل فقط.

وقال الطباع الآن أصبح عقاب الغزيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي أكثر سهولة من ذي قبل، حيث لا يوجد إلا المعبر الذي يتحكمون به منذ سنوات، يفتحونه ويغلقونه بناء على أمزجة قادة الاحتلال السياسيين.

وطالب بدور أكثر حيوية وجدية للحكومة الفلسطينية، والتنسيق مع حركة حماس لإدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار والسلع الأساسية.

واعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي، محمود أبو الرب، أنه لا يوجد وقت أكثر أهمية من الآن، للمطالبة بإقامة ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن استمرار إغلاق معبر رفح، وتحكم إسرائيل بمعبر كرم أبو سالم، يعني أن كل أوراق الضغط أصبحت بيد نتنياهو.
 
وأضاف لمراسل "العربي الجديد"، أنه يجب تزامن إقامة الممر الآمن، مع ضغوطات دولية لفتح كامل لمعبر كرم أبو سالم، لأن الحصار ما زال مستمراً ضد سكان القطاع، وهو أمر لم يتم الاتفاق عليه عند وقف إطلاق النار نهاية شهر أغسطس/آب الماضي. وتابع "بعيداً عن القرار المصري بإقامة منطقة عازلة مع غزة، لكن يجب أن يكون الموقف العربي أكثر مما هو عليه الآن، وأقصد أن هنالك دولا عربية أيدت الجانب المصري بإقامة المنطقة العازلة، للتضييق على حركة حماس".

وكان الجيش المصري قد أعلن قبل نحو شهرين عن إقامة منطقة عازلة، في أعقاب تعرض العشرات من الجنود المصريين إلى القتل نتيجة عمليات تفجيرية واشتباكات مع مجموعات مسلحة، بالقرب من سيناء ومنطقة العريش الحدودية.

المساهمون