أكدت رئيسة "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، علا عوض، اليوم الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي سيطر خلال مرحلة النكبة عام 1948، على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تمّ تدمير 531 منها بالكامل، وإخضاع ما تبقى إلى دولة الاحتلال وقوانينها.
وأوضحت عوض، في تقرير أصدره "الإحصاء" عشية الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، أن عملية التطهير هذه، رافقها اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني، والسيطرة على أكثر من 85 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، والبالغة حوالي 27,000 كيلومتر مربع، بما فيها من موارد، وبمن فيها من سكان، أما ما تبقى من هذه المساحة، فلم يسلم من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال.
وقالت عوض: "شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير، مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته هذه النكبة ولا تزال من عملية تطهير عرقي، حيث تمّ تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية"، مذكرةً بأن "التهجير انتهى بغالبية فلسطينية إلى عدد من الدول العربية المجاورة، إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في عام النكبة، وما تلاها من أعوام، بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم".
وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود ثمانية في المائة فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من مليونين، حوالي 31.5 في المائة منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من ست مرات خلال الفترة ذاتها".
وفي هذا الإطار، لفتت رئيسة "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، إلى أن "أكبر عدد من المهاجرين اليهود تدفق بين عامي 1932 و1939، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، علماً أنه منذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي".
وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب يونيو/ حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2017 حوالي 13 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من تسع مرات منذ نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.36 ملايين) نسمة في فلسطين التاريخية (1.56 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
واستناداً إلى نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام 2017، فقد بلغ عدد السكان في الضفة الغربية، بما فيها القدس، بحسب المركز، 2.9 مليون نسمة، وحوالي 1.9 مليون نسمة في قطاع غزة. وفي ما يتعلق بمحافظة القدس، فقد بلغ عدد السكان حوالي 435 ألف نسمة في نهاية 2017، منهم حوالي 64.6 في المائة (حوالي 281 ألف نسمة) يقيمون في ذلك الجزء من محافظة القدس، والذي ضمّه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة، بعيد احتلاله الضفة الغربية عام 1967، حيث يشكل الفلسطينيون حوالي 49.4% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية.
من جهة أخرى، أشارت سجلات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" إلى أن عدد اللاجئين المسجلين، كما هو في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2017، حوالي 5.87 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 28.4 في المائة منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً للوكالة، وهي تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، وتسعة مخيمات في سورية، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، وثمانية مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحدّ الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تمّ تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "بحسب تعريف وكالة الغوث للاجئين"، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تمّ ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017، أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين تشكل 42.5 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين.
وبلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين في العام 2017 حوالي 794 فرداً/ كم2، بواقع 509 أفراد/ كم2 في الضفة الغربية و5,203 أفراد/ كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66 في المئة من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين إلى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان.
وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2016 في الضفة الغربية 425 موقعاً، منها 150 مستعمرة و107 بؤر استعمارية يقيم فيها 636,452 مستعمراً، ويسكن حوالي 47.5 في المائة من المستعمرين في محافظة القدس.
وتشير البيانات إلى أن جدار الضم والتوسع عزل أكثر من 12 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ما أدى إلى فرض قيود على نحو 1.9 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار و/ أو المستعمرات، نحو 400 ألف نسمة منهم يعيشون في مناطق (ج).
على صعيد متصل، دمر الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2017، 433 مبنى، 46 في المئة منها في مدينة القدس، ما أدى إلى تشريد 128 أسرة تتألف من حوالي 700 فرد، نصفهم من الأطفال. وأصدر الاحتلال خلال العام 2017 أوامر بهدم 1,030 مبنى في الضفة الغربية والقدس، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث بلغت خسائر الفلسطينيين في القدس حوالي 51 مليون دولار أميركي خلال الأعوام 2000-2017، بينما تضع إسرائيل عوائق أمام منح رخص بناء للفلسطينيين، وتصادق على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس.
إلى ذلك، زادت وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء حوالي 16,800 وحدة سكنية جديدة، حوالي ثلثها في مدينة القدس المحتلة.
كما صادق الاحتلال خلال العام 2017 على مصادرة نحو 2,100 دونم من أراضي الفلسطينيين، واستولى على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين لأغراض عسكرية، وتمّ تجديد أوامر بالاستيلاء على 852 دونماً من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأخيراً، بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى نهاية العام الماضي، 10,463 شهيداً، بينما بلغ عدد الجرحى خلال العام 2017 حوالي 8,300 جريح، منهم 5,400 جريح عقب إعلان دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وبلغ عدد الجرحى في قطاع غزة 9,520 جريحاً منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس/ آذار الماضي، فيما تعتقل سلطات الاحتلال حوالي 6,500 فلسطيني، وتفرض إقامات منزلية على 300 طفل في القدس منذ 2015.