الاتحاد الأوروبي يقدم عرضاً إلى لندن قبل تصويت الثلاثاء

09 مارس 2019
تيريزا ماي قد ترفض اقتراح بارنييه (بن ستانسال/فرانس برس)
+ الخط -

 

عرض كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، الجمعة، على المملكة المتحدة إمكانية العودة إلى صيغة سابقة "لشبكة الأمان" الواردة في اتفاق بريكست، لتصبح غير مقتصرة فقط على إيرلندا الشمالية.

وكتب بارنييه في تغريدة إثر اجتماع مع سفراء الدول الـ27 في بروكسل: "يتعهد الاتحاد الأوروبي إعطاء المملكة المتحدة إمكانية مغادرة المنطقة الجمركية الموحدة بشكل أحادي".

وعاد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي وأوضح أنه كان يقصد الكلام عن "بريطانيا وليس المملكة المتحدة".

و"المنطقة الجمركية الموحدة" بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة هي أحد العناصر الأساسية في آلية حل الملاذ الأخير الوارد في اتفاق بريكست لضمان ألا تكون هناك عودة إلى حدود فعلية بين الأيرلنديتين بعد بريكست.

وإذا كان بإمكان بريطانيا الخروج بشكل أحادي، حسب عرض بارنييه، "فإن العناصر الأخرى في "شبكة الأمان" (باكستوب بالانكليزية) يجب أن تبقى لتجنب حدود مشددة".

وهذا التوضيح من قبل بارنييه يعني أنه لن يكون بإمكان إيرلندا الشمالية الانسحاب من الاتحاد الجمركي الذي يشكله الـ"باكستوب" في حال قررت لندن تفعيل هذا "الخيار الجدي" الذي اقترحه الأوروبيون. وهذا يعني أن إمكانية "الخروج بشكل أحادي" التي يقدمها الاتحاد الأوروبي ليست تلك التي تطالب بها لندن، التي تريد خروجاً لكل أراضي المملكة المتحدة من دون استثناء.

وقال مسؤول أوروبي رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس": "لن نعيد فتح اتفاقية الخروج".

وتم خلق آلية الـ"باكستوب" لتجنب عودة الحدود بين الأيرلنديتين حفاظاً على اتفاقات السلام الموقعة عام 1998، وبالنسبة إلى الجانب الأوروبي الحفاظ على السوق الموحدة كاملة.

ومع أن هذا الخيار لا يجب أن يستخدم إلا كملاذ أخير في حال لم يتم التوصل إلى حل، فهو يبقي المملكة المتحدة في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي ويتضمن تطابقاً أكثر صرامة مع معايير الاتحاد الأوروبي بالنسبة لأيرلندا الشمالية.

و"شبكة الأمان" هذه تحولت إلى نقطة التعثر الأساسية في المفاوضات ما دام قسم من الطبقة السياسية البريطانية يرى فيها "فخاً" لإبقاء البلاد مرتبطة إلى ما لا نهاية بالاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس" أن اقتراح بارنييه "يهدف إلى مواجهة حجة البريطانيين الذين يقولون أنه يراد إيقاعهم في فخ وحدة جمركية". وأضاف المصدر نفسه أن هذا العرض "يمكن أن يثير غضب تيريزا ماي كثيراً" لأنه يعود إلى الصيغة السابقة للباكستوب التي انحصرت بإيرلندا الشمالية، وطلبت ماي من الاتحاد الأوروبي التخلي عنها، تحت ضغط الوحدويين الأيرلنديين الشماليين، ذلك أن هؤلاء يرفضون اتفاقية منفصلة للمقاطعة البريطانية.

وكرر بارنييه الجمعة أن الاتحاد الاوروبي مستعد "لتقديم قوة قانونية" إلى الالتزام الذي سبق وتم تقديمه مراراً للتأكيد بأن الـ"باكستوب" لن يبقى إلى ما لا نهاية.

وخلص المفاوض الأوروبي بارنييه إلى القول "سيواصل الاتحاد الأوروبي العمل بشكل مكثف خلال الأيام القليلة المقبلة لضمان أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاق".

(فرانس برس)