الاتحاد الأوروبي يرفض التهديدات البريطانية بشأن الخروج دون اتفاق: "لا تعجبنا"

18 يوليو 2019
من المتوقع خروج بريطانيا في 31 أكتوبر (مايك كامب/Getty)
+ الخط -

أكد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات "بريكست"، ميشيل بارنييه، أنّ تهديدات خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق "لا تعجبه"، مشيراً إلى أنه "إذا اختارت بريطانيا هذا المسار فسيكون عليها تحمّل العواقب".

وأضاف بارنييه في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تُذاع اليوم الخميس: "أعتقد أنّ الجانب البريطاني، وهو مطلع وكفؤ ويعرف طريقة عملنا في جانب الاتحاد الأوروبي، كان على علم منذ البداية بأنه لم يعجبنا مطلقاً مثل هذا التهديد، واستخدامه ليس مفيداً".

ورداً على سؤال في المقابلة، عمّا سيحدث إذا مزقت بريطانيا بطاقة عضويتها في الاتحاد الأوروبي، قال: "سيكون عليها تحمّل العواقب".

وذكر بارنييه، الذي تحدث مع هيئة الإذاعة البريطانية قبل التنافس الحالي على زعامة حزب المحافظين، أنّ اتفاق الانسحاب "هو السبيل الوحيد للخروج من الاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة".

بدوره، قال فرانس تيمرمانس، النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية، إنّ الوزراء البريطانيين كانوا "يركضون في المكان كالحمقى" لدى وصولهم للتفاوض على الخروج من الاتحاد في عام 2017.



وكان الوزير البريطاني المكلّف بملف "بريكست"، ستيفن باركلي، قد أعلن في الثامن من يوليو/تموز الجاري، أنّ بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول بعد تأجيل الموعد مرتين، وأشار إلى أنّ هذه رغبة الطرفين.

وقال باركلي في ندوة أمام الصحافة الأجنبية: "قلنا دوماً بوضوح، وبوريس جونسون (المرشح الأوفر حظاً لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماي) قالها بشكل جلي: ينبغي على المملكة المتحدة الخروج في 31 أكتوبر/ تشرين الأول".

وأضاف: "دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قالت في الواقع إنّ تأجيلاً من دون هدف غير مرغوب به من جانب الاتحاد أيضاً". وتحدث عن "الإرهاق من بريكست"، في إشارة إلى التعب من هذا الملف الذي يضغط على الحياة السياسية البريطانية منذ استفتاء يونيو/ حزيران 2016 الذي صوّت فيه 52% من البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأشار الوزير البريطاني إلى أنّ لدى الشركات "رغبة بألا يدوم الغموض".

وأعلن باركلي الداعم لجونسون، أنّ "من مصلحة الطرفين تجنّب بريكست من دون اتفاق"، ولكنّه لفت إلى أنّ الحكومة البريطانية تتحضّر لهكذا سيناريو الذي ستكون له "تداعيات" على المملكة المتحدة و"بشكل جلي" أيضاً على دول الاتحاد الأوروبي، وسط تأثير "متفاوت" حسب الدول.

ويؤكد المرشحان لخلافة ماي، جونسون ووزير الخارجية الحالي جيريمي هنت، رغبتهما بعقد اتفاق مع بروكسل بعدما رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه ماي. غير أنّ أياً من الرجلين لا يستبعد خروجاً من دون اتفاق، فيما يشدد جونسون على أنّ تاريخ الخروج سيكون في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، باتفاق أو من دونه.


ومع ازدياد المخاوف من "بريكست" من دون اتفاق، تبلورت في الأسابيع الماضية كتلة برلمانية من الأحزاب المعارضة، إلى جانب نحو 30 من نواب حزب المحافظين، ممن يستعدون لوقف مثل هذا السيناريو.

وقال النائب عن المحافظين والوزير السابق سام غيما، إن الكتلة الجديدة تنظر في الخيارات المتاحة في البرلمان لتجنب "بريكست" من دون اتفاق ومنع رئيس الوزراء المقبل من تعليق عمل البرلمان، لتجنب المعارضة البرلمانية. وهو ما أكده باري غاردنر، المقرب من زعيم العمال جيريمي كوربن.

وبالتأكيد سيتجه رئيس الوزراء المقبل، خصوصاً بوريس جونسون إذا فاز، إلى صدام مع البرلمان البريطاني الذي صوّت في مراحل سابقة ضدّ "بريكست" من دون اتفاق. بل إن نواباً من حزبه تعهدوا بالانضمام إلى المعارضة في تصويت بسحب الثقة من حكومته لتجنب الآثار الكارثية لعدم الاتفاق.

وفي حال التوجّه نحو هذا السيناريو، سيتوجب على زعيم المحافظين الجديد صياغة خطاب يتعامل مع الشارع البريطاني الأوسع، لكسب انتخابات عامة تجاوزت نظام الحزبين الرئيسيين التقليدي، وستشمل إلى جانب المحافظين والعمال كلاً من الديمقراطيين الليبراليين وحزب بريكست وحزب الخضر.