ويصف أبو زيد هذا التدريب بأنه "جزء من استراتيجية التحالف الدولي في سورية وليس جزءاً من مشروع المعارضة السورية، وهو ما دفع بالعديد من الضباط المنشقين إلى رفض ما قدم لهم من عرض للعمل كضباط تنسيق بين قوات التحالف وهذه المجموعات على الأرض". ويشير المسؤول في الجيش الحر إلى أن "هؤلاء العناصر سيخضعون لدورة تدريبية حوالى الشهر، يتلقون فيها تدريبات على التواصل مع طائرات التحالف وإعطائها الإحداثيات على الأرض، وتنسيق الضربات ضد تنظيم داعش بين غرف عمليات التحالف والداخل السوري؛ أي أن وظيفة القوات السورية على الأرض هي مساندة القوات الجوية الأميركية". ويوضح أنه "سيبدأ تدريب المشاركين على استعمال أجهزة الاتصال المتطورة، وآلية طلب المؤازرة من طيران التحالف أثناء سير المعارك".
اقرأ أيضاً: استخبارات النظام السوري: مافيات بصفة أجهزة أمنية
ويعتبر مسؤولون في المعارضة السورية أنّ الولايات المتحدة ستظلّ تبذل جهدها لإيجاد حالة سورية "ناجحة" في محاربة "داعش" تكون شبيهة بالتجربة الكردية، في كل من العراق وسورية، وهو ما يصعب حصوله عربياً نظراً إلى أن المقاتلين الأكراد وأحزابهم ارتضوا أن يكون "داعش" هو العدو الأول والوحيد.
ولعل عدم إدراج الأسد ضمن الأهداف القتالية لهؤلاء العناصر، على الأقل في المرحلة الأولى، هو السبب الرئيسي الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذه الخطوات من دون التنسيق مع مؤسسات المعارضة السورية، التي بدورها تشترط أن تشمل أهداف التدريب قتال النظام وداعش في آن معاً. كما أكدت مصادر من داخل هيئة أركان الجيش الحر ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني لـ"العربي الجديد" أنه لم يتم التنسيق معهم بهذا الخصوص، فيما يتوقع أن تصدر وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بياناً توضح فيه موقفها خلال الساعات المقبلة.
يُذكر أن تركيا والولايات المتحدة وقعتا في 19 فبراير/شباط الماضي اتفاقية لتدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات النظام السوري. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن برنامج تدريب قوات المعارضة السورية الذي تقوده الولايات المتحدة "يتعرض لتأخير من الجانب الأميركي".
اقرأ أيضاً: سورية: مظلمة الحجر الأسود توأم اليرموك