أصدرت مديرية صحة محافظة إدلب، اليوم الاثنين، بياناً حول قصف روسيّ طاول عدة قرى في ريفي حلب وإدلب، كان النصيب الأكبر منه للمنشآت الطبية، في وقت دان فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا الاستهداف، واصفاً إياه بـ"الجريمة".
وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن "صاروخاً بالستياً انطلق من البوارج الروسية في البحر المتوسط سقط في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، تمام الساعة الثامنة والربع، ليستهدف مستشفى التوليد والنساء، ما أدى إلى دماره بشكل شبه كامل، وخروجه عن الخدمة، واستشهاد عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل، وجرح أكثر من ثلاثين آخرين".
وبحسب البيان ذاته، فإنّ مدينة معرة النعمان شهدت قصفاً مشابهاً طاول عدة نقاط طبية، ففي التاسعة صباحاً استهدف الطيران الروسي مستشفى أطباء بلا حدود "العظمية"، ما أسفر عن دماره وخروجه عن الخدمة، قبل أن يجدد قصفه على المنطقة، أثناء انتشال الدفاع المدني الجثث والجرحى، ليوقع تسعة قتلى مدنيين، بينهم طفل وممرض وممرضة، وعشرات الجرحى.
اقرأ أيضاً: تصعيد جوي روسي على شمال حلب.. وارتكاب مجزرة
وبحدود الساعة الحادية عشرة، قصف الطيران الروسي المستشفى المركزي (الوطني سابقاً)، مخلّفاً ثلاثة قتلى بينهم ممرضة، وعدداً كبيراً من الجرحى.
وأشارت المديرية إلى أن هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه، فهناك ستة مستشفيات طبية خرجت عن الخدمة سابقاً، نتيجة استهدافها المباشر بالطيران، بينها (الشفاء) بسراقب، كيوان بكنصفرة، الهلال بمدينة إدلب، مشددة على أن الاستهداف المتكرر للمنشآت الصحية غالباً ما يؤدي إلى تعطيل وإنهاء خدمتها، وهجرة الكوادر الطبية، علماً أن حماية هذه المرافق أمر غير ممكن ضمن الأوضاع والإمكانيات الحالية.
بدوره، اعتبر الائتلاف الوطني المعارض، في تصريح صحافيّ، أنّ هذا القصف جريمة تبرهن على طبيعة بنك الأهداف الذي تستهدفه الطائرات الروسية من أحياء مدنية، ومراكز طبية ومدارس ودور عبادة.
اقرأ أيضاً: القصف الروسي يدمر مشفى "أطباء بلا حدود" بإدلب
وحمّل الائتلاف موسكو مسؤولية تلك الجرائم؛ محذّراً من أن "زهد المجتمع الدولي سيمثل دافعاً رئيساً في استمرار السلوك الروسي، ومحرضاً إضافياً في انتقال الكارثة التي تسبب فيها نظام الأسد إلى مستويات أشد سوءاً وأبعد مدى، الأمر الذي لن ينعكس سلباً على مسار العملية السياسية فحسب، وإنما على تمدد الإرهاب الذي باتت موسكو تؤمن له الغطاء الأمثل للتوسع في الجغرافية السورية".
كما طالب "فريق العمل" الذي تشكل بناء على اتفاق ميونخ، بالنظر العاجل في ما تستمر القوات الروسية في ارتكابه من جرائم بحق السوريين، وما يمثله ذلك من تهديد لفرص تحقيق أي تقدم على طريق التسوية السياسية، مؤكداً أن عدم إظهار الجدية الكافية من طرف المجتمع الدولي تجاه استمرار هذه الخروقات، يمثل شراكة مع روسيا في تضييع ما تم تحقيقه في ميونخ.
اقرأ أيضاً: قطر تساند السعودية..وتشترط قيادة التحالف لعملية برية بسورية