الإعلام المغربي يفتح ناره على السعودية: اغتيال خاشقجي عمل مقزز

11 فبراير 2019
جدل بسبب موضوع الوحدة الترابية للمغرب (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي لم يردّ فيه المغرب بشكل رسمي على بث قناة "العربية" السعودية، بشأن برنامج اعتبرته الرباط "غير محايد"، في موضوع الوحدة الترابية للمغرب، شنّت قنوات ومواقع مغربية معروفة حرباً على السعودية، عبر بثّ أخبار تروم الرد بقوة على الرياض.

وانطلقت المفاجأة من القناة الثانية الحكومية في المغرب، عبر حسابها على تويتر، فنشرت خبراً عن تقرير المحققة الخاصة للأمم المتحدة، أغنيس كالامار، حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واتهامها للرياض بعدم التعاون في هذا الملف الشائك.

ورغم أن القناة لم يسبق لها أن تطرقت إلى أخبار تدين السعودية في مقتل خاشقجي، إلا أنها نشرت عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ما يحيل إلى التقرير الأممي مباشرة، مع تعليق جاء فيه أن "الأدلة تؤكد مقتل خاشقجي بشكل وحشي على يد مسؤولين في النظام السعودي".

ويرى مراقبون أن النظام المغربي سبق له مراراً، أن صفّى حساباته وعبّر عن عدم رضاه عن مواقف بلدان صديقة له عبر قنواته التلفزيونية الرسمية، من دون "التورط" في مواقف حكومية رسمية. وهو ما حصل مثلاً في يناير/كانون الثاني 2015 عندما شنت القناتان المغربيتان الأولى والثانية هجوماً على نظام عبد الفتاح السيسي في مصر. 


وفاجأت القناتان المغربيتان الرسميتان وقتها الجميع، بوصف السيسي بـ"قائد الانقلاب العسكري" الذي أرسى حكمه من خلال "الاعتماد على قمع المعارضين والزج بهم في السجون"، وذلك ردًا على استفزازات شنتها في ذلك الوقت منابر مصرية ضد السيادة المغربية على الصحراء.

ومن جهته، نشر موقع MA360 الإلكتروني، المقرب من السلطة المغربية، تقريرًا تطرّق إلى جريمة خاشقجي، ومحاولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلميع صورته بزيارات قام بها إلى عدد من البلدان مستثنياً المغرب، كما وصف الموقع ذاته تصفية الصحافي بـ"العمل المقزز".

وأفادت مواقع إخبارية مغربية أخرى بأن "وزارة خارجية المغرب اختارت، بشكل متعمد، أن توجه موقف الرباط ضد السعودية عبر وكالة أسوشيتد برس الأميركية"، من خلال نشر خبر انسحاب الرباط من التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن، وكذلك خبر استدعاء السفير المغربي في السعودية للتشاور.

وتَجنّد محللون أكاديميون معروفون، مقربون من السلطات المغربية، للحديث عبر مواقع فضائية أجنبية، منتقدين ما بثته قناة "العربية" التابعة للدوائر السعودية. كما طالبوا القناة بالاعتذار، لكونها ارتكبت خطأ كبيراً في حق السيادة المغربية، من خلال حديثها عن "احتلال المغرب للصحراء بعد انسحاب القوات الإسبانية في عام 1975".
المساهمون