الإعلام الفرنسي وفيون: معركة الإليزيه في بدايتها

28 نوفمبر 2016
(جان فرانسوا مونير/فرانس برس)
+ الخط -
يُعتبر فوز المرشح اليميني فرانسوا فيون، بنسبة 66.5 في المائة في انتخابات اليمين والوسط، "معجزةً"، باعتراف الصحافة الفرنسية. 

وكرّست الصحف الفرنسية مقالاتها، اليوم الاثنين، للحديث عن الموضوع. فكتبت "ليبراسيون" "فرانسوا فيون المعجزة التي لم يتوقعها أحد". فهذا المرشح الذي كان إلى وقت قريب، لا ترفعه كل استطلاعات فوق 10 في المائة، يفوز بنسب جديرة بدول المعسكر الاشتراكي السابقة وبعض ديكتاتوريات إفريقيا السوداء. وليس غريباً أن تستغل صحيفة "ليبراسيون" عددها المكرَّس لرحيل الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، فتخصّص حيّزا لـفيون بعنوان: "فرانسوا فيون، الزعيم الأوحد".

واعتبرت الصحيفة اليسارية أن فيون سيُضطَر للتخلي عن جزء من "راديكاليته"، إذا أراد أن يجمع أبعد من حزب "الجمهوريين". هذا على الرغم من أن اليمين الفرنسي لم يكن بهذا القرب، من قبل، من تحقيق فوز رئاسي.. "ولكن الأمر سيكون، ويا للغرابة، أصعب على فيون، منه على جوبيه".

ومن هنا رأت الصحيفة أن الأصعب على فيون لم يبدأ بعد "لأن برنامج فيون ينفّر قسما من الوسط، ويعيد تعبئة اليسار المتشظي ويعزز الخط السيادويّ والدولتيّ لفلوريان فيليبو، الرجل الثاني في حزب الجبهة الوطنية". واعتبرت أنّ عليه أن "يقنع غالبية الناخبين باعتناق ثورته الليبرالية والمحافظة. وإن أمامه بضعة أسابيع لتشذيب برنامجه والارتكاز في الوسط قبل البدء في حملته الرئاسية".


صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية من جهتها، رأت أنّ "الصاروخ فيون المنطلق ليس في مواجهته سوى يسارٍ منهمك في التدمير الذاتي"، فيما حذّرت صحيفة "لافوا دو نور" من "احتمال تواجُه فرانسوا فيون ومارين لوبان في مناظرة ما قبل الدورة الثانية من انتخابات 2017" أما صحيفة "لوبينيون" اليمينية فتحدثت عن "معركة تأسيسية جميلة لليمين الفرنسي".

وفي هذا الوضع الصعب من التشتت الذي يعرفه اليسار الفرنسي، كتبت لوكوريي بيكار أنّ "اليمين الفرنسي حاز على سبق زمني كبير". وهو ما يعني، كما تقول صحيفة "نوفيل دالزاس" أن "تشظي اليسار يساهم، بشكل واسع، في مستقبل فيون".

"لوفيغارو" التي كتبت "فيون سحق جوبيه"، لم تخفِ غبطتها من فوز فرانسوا فيون. وعنونت صفحتها الأولى بـ"الهدف الآن هو الإليزيه".



وكتبت افتتاحية "لوفيغارو" التي وقعها مدير الإدارة، أليكسي بريزي " كل شيء يبدأ الآن، بالنسبة لفيون. الحملة التي عاشها فرانسوا فيون تعطي فكرة ضعيفة عن العقبات التي يتوجب عليه أن يجتازها حتى يصل إلى السلطة، ولكن، أيضاً حتى يمارس الحكم من دون إثارة خيبة الفرنسيين".

ونشرت الصحيفة اليمينية بورتريه عن الفائز بعنوان "فرانسوا فيون أو تكريسُ عنيدٍ". وقالت فيه "الرجل الذي لم نكن ننتظره صنع طموحه في الزمن. وخلال 35 سنة عرف كل شيء، الإهانات والانتصارات". وفي مقال آخر يمتدح مرشح اليمين الفائز، كتبت "فرانسوا فيون، العودة إلى الحسّ السليم الشعبي".

ولم تغفل "لوفيغارو" بعض التساؤلات، فكتبت حول "فرانسوا بايرو، منتقدة برنامج فيون شكوك حول نواياه"، و"فوز فرانسوا فيون يقسّم يمين الوسط".


صحيفة "لاكروا" ركزت على "حاجة فيون إلى المزيد من تجميع القوى". ورأت في انتصاره "انتصار شخص بلا عُقَد"، وكتبت "كان صعوده خاطفاً، لم يتوقعه أحد، وها هو يقطف ثمار مشروع نضج في صبر وأناة، وثمار فتحٍ تحقق على الأرض". ونصحت الصحيفة فيون بامتلاك "أعصاب صلبة"، وهو ما يستوجب "مصالحة عائلته السياسية والتهيؤ للسباق الرئاسي، هذا هو التحدي".


أما موقع "أتلانتيكو" الإخباري اليميني، فتحدث عن "فوز كاسح لفرانسوا فيون، ولكنْ ثمة ثقوب هواء يجب تجنبها حتى يفوز اليمين سنة 2017". وكتبت الصحافية أنيتا هوسير "كي يحصل فرانسوا فيون على تصويت أغلبية الفرنسيين، أي أكثر من 22 مليون ناخب، عليه، في آن واحد، أن يعزز معسكره وأن يُشيّد تحالفاً مع وسط الحزب الديمقراطي المستقل، وأن يعمل على تعايُش أنصار العلمانية وأنصار القِيَم الدينية المسيحية، ويحاول استمالةَ قسمٍ من الناخبين الذين استداروا نحو حزب الجبهة الوطنية أثناء العديد من الاستحقاقات الانتخابية، وأن يُطَمئِنَ أنصار الليبرالية الاقتصادية".


أما موقع "ميديا بارت" الإخباري المستقل فكتب "رئاسيات 2017: وَجْهُ اليمين". وقال: "رئيس حكومة نيكولا ساركوزي السابق خرج منتصرا في انتخابات اليمين والوسط الفرعية. لقد اشتغل، خلال سنوات، على طموحه الشخصي في ظلّ آخَرين، ثم نجح في جعل الفرنسيين ينسون مسؤوليته في فشل 2007-2012".