عثرت الصحف الفرنسية، ووسائل الإعلام، عموماً، على ضالتها بعد اعتداء كوبنهاجن الأخير. وأعادت وتيرة التحليلات لما حدث وعمّا سيحدث. وعاد الخلط والتخويف إلى سابق عهده، أي إلى فترة اعتداء باريس في يناير/كانون الثاني الماضي. وسريعاً عُثرَ على الرابط بين الاعتداءات في هاتين العاصمتين الأوروبيتين.
ونشرت الصحف إحصاءات تؤكد، أن القسم الأكبر من الاسكندنافيين الذين توجّهوا إلى سورية والعراق، قدموا من الدنمارك. من دون الإشارة إلى أن المسؤول عن اعتداء كوبنهاجن، ولد وتربى في الدنمارك، وله ماضٍ إجرامي.
ومجدداً أعاد الإعلام الفرنسي الاعتراف بفشل التعامل مع الديانة التي تعرفها فرنسا وتتعامل معها منذ قرون. وكل صحافي يخرج علينا بحلول وقوانين... في ظل صمت من المسؤولين الذين يكتفون بالشعارات الرنانة.
إقرأ أيضاً: هجوم كوبنهاغن: الإعلام يكشف عن عنصريته ضد العرب
هكذا عاد الخوف من جديد من المسلمين، وعادت صحيفة "شارلي إيبدو" لتحذر من أنها "أصبحت في حِلٍّ من أي هدنة مع المسلمين" بعدما هاجموا الدنمارك، وأنها، بالفعل، كانت تفكر في تكريس العدد المقبل ليوم 25 فبراير/شباط عن مواضيع أخرى غير الإسلام، ومنها ساركوز، لكنها غيّرت رأيها بعد اعتداء كوبنهاجن.
لم تترك هذه الصحيفة ولا أخواتها من الصحف الأخرى، ولا وسائل الإعلام الفرنسية عموماً، الوقت الكافي لسلطات الدنمارك وقضائها المستقل، أن يحدد المسؤول أو المسؤولين عن الاعتداءات، فتحدثت عن استمرارية وعلاقة ما بين منفذي اعتداءات باريس وكوبنهاجن.
سيناريو الخوف والتخويف عاد من جديد، وبقاموس متطوّر، فأصبحت الصحافة والسياسيون يتحدثون، صراحة، عن "فاشية إسلامية" وعن "فاشية خضراء"، بعدما أشبعوا مصطلحات الجهاد والأصولية والسلفية والإسلاموية استخداماً.
ويكفي أن نقرأ عناوين الصحف الفرنسية، الصادرة بعيد اعتداء كوبنهاجن، حتى نكتشف أن لا شيء أنجز لفهم حقيقة ما حصل. وأن التهويل والتخويف والتهييج هو سيد الموقف، مع كل ما تسبب فيه من آلام وخلط. والجدير بالذكر أن التقرير الأخير للمجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا، الذي صدر قبل أيام، انتقد، بشدة، التغطية الإعلامية لاعتداءات يناير/ كانون الثاني في باريس. ووجّه المجلس 36 تحذيراً إلى 16 من وسائل الإعلام الفرنسية لأنها "تسرعت في كشف معلومات حساسة، قادرة على تهديد حياة الرهائن. وحذرت من أنها ستلجأ إلى فرض غرامات وعقوبات في حالة تكرار هذه التجاوزات".
"لوباريزيان" عنونت صفحتها الأولى تعليقاً على هجوم كوبنهاجن بـ"لقد تجرأوا على أن يُعاودوا الكرّة". في حين أن عنوان "لاكرْوا" كان "باريس، كوبنهاجن، نفس الصدمة". أما لوفيغارو فاختارت هذا العنوان: "أوروبا في مواجهة العدوى الإسلاموية"، فيما اختار موقع "أتلانتيكو" أن يضع: "كوبنهاجن بعد شارلي، كم تستطيع الديمقراطيات أن تتحمل من اعتداءات من دون أن تتزعزع؟"
وإذا كان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سارع إلى إعلان إدانته ما حصل في الدنمارك، فهذا لن يمنع أن كل العيون ستسلط، من جديد، على الجالية الإسلامية، والتي سيطلب منها، مرة أخرى، أن تبرهن على أنها قادرة على جلد الذات (لأن كل ما فعلَتْه غيرُ كافٍ)، وعلى ترك الآخرين يُقرّرون ما يُطلبُ منها، من دون أن يلتفت أحدٌ للظلم الذي تتعرّض له لأنها ما زالت تحت الوصاية... وصاية وزارة الداخلية.
ونشرت الصحف إحصاءات تؤكد، أن القسم الأكبر من الاسكندنافيين الذين توجّهوا إلى سورية والعراق، قدموا من الدنمارك. من دون الإشارة إلى أن المسؤول عن اعتداء كوبنهاجن، ولد وتربى في الدنمارك، وله ماضٍ إجرامي.
ومجدداً أعاد الإعلام الفرنسي الاعتراف بفشل التعامل مع الديانة التي تعرفها فرنسا وتتعامل معها منذ قرون. وكل صحافي يخرج علينا بحلول وقوانين... في ظل صمت من المسؤولين الذين يكتفون بالشعارات الرنانة.
إقرأ أيضاً: هجوم كوبنهاغن: الإعلام يكشف عن عنصريته ضد العرب
هكذا عاد الخوف من جديد من المسلمين، وعادت صحيفة "شارلي إيبدو" لتحذر من أنها "أصبحت في حِلٍّ من أي هدنة مع المسلمين" بعدما هاجموا الدنمارك، وأنها، بالفعل، كانت تفكر في تكريس العدد المقبل ليوم 25 فبراير/شباط عن مواضيع أخرى غير الإسلام، ومنها ساركوز، لكنها غيّرت رأيها بعد اعتداء كوبنهاجن.
لم تترك هذه الصحيفة ولا أخواتها من الصحف الأخرى، ولا وسائل الإعلام الفرنسية عموماً، الوقت الكافي لسلطات الدنمارك وقضائها المستقل، أن يحدد المسؤول أو المسؤولين عن الاعتداءات، فتحدثت عن استمرارية وعلاقة ما بين منفذي اعتداءات باريس وكوبنهاجن.
سيناريو الخوف والتخويف عاد من جديد، وبقاموس متطوّر، فأصبحت الصحافة والسياسيون يتحدثون، صراحة، عن "فاشية إسلامية" وعن "فاشية خضراء"، بعدما أشبعوا مصطلحات الجهاد والأصولية والسلفية والإسلاموية استخداماً.
ويكفي أن نقرأ عناوين الصحف الفرنسية، الصادرة بعيد اعتداء كوبنهاجن، حتى نكتشف أن لا شيء أنجز لفهم حقيقة ما حصل. وأن التهويل والتخويف والتهييج هو سيد الموقف، مع كل ما تسبب فيه من آلام وخلط. والجدير بالذكر أن التقرير الأخير للمجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا، الذي صدر قبل أيام، انتقد، بشدة، التغطية الإعلامية لاعتداءات يناير/ كانون الثاني في باريس. ووجّه المجلس 36 تحذيراً إلى 16 من وسائل الإعلام الفرنسية لأنها "تسرعت في كشف معلومات حساسة، قادرة على تهديد حياة الرهائن. وحذرت من أنها ستلجأ إلى فرض غرامات وعقوبات في حالة تكرار هذه التجاوزات".
"لوباريزيان" عنونت صفحتها الأولى تعليقاً على هجوم كوبنهاجن بـ"لقد تجرأوا على أن يُعاودوا الكرّة". في حين أن عنوان "لاكرْوا" كان "باريس، كوبنهاجن، نفس الصدمة". أما لوفيغارو فاختارت هذا العنوان: "أوروبا في مواجهة العدوى الإسلاموية"، فيما اختار موقع "أتلانتيكو" أن يضع: "كوبنهاجن بعد شارلي، كم تستطيع الديمقراطيات أن تتحمل من اعتداءات من دون أن تتزعزع؟"
وإذا كان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سارع إلى إعلان إدانته ما حصل في الدنمارك، فهذا لن يمنع أن كل العيون ستسلط، من جديد، على الجالية الإسلامية، والتي سيطلب منها، مرة أخرى، أن تبرهن على أنها قادرة على جلد الذات (لأن كل ما فعلَتْه غيرُ كافٍ)، وعلى ترك الآخرين يُقرّرون ما يُطلبُ منها، من دون أن يلتفت أحدٌ للظلم الذي تتعرّض له لأنها ما زالت تحت الوصاية... وصاية وزارة الداخلية.