الإعلام الغربي لا يحب المذيعات الخمسينيات

10 نوفمبر 2014
الإعلامية البريطانية أولينكا فرانكييل (هافنغتون بوست*
+ الخط -
مجدداً يعاد فتح النقاش عن دور المرأة في الإعلام الغربي، إذ رغم احتلالها عدداً من المناصب القيادية في الصحف والتلفزيونات المواقع الإلكترونية، لا تزال المرأة في عالم الإعلام تعتبر "جنساً ثانياً" أو جنساً ملحقاً بالرجل.
مناسبة العودة إلى هذا الحديث كانت ما قالته الصحافية الشهيرة أولينكا فرانكييل عن عملها في "هيئة الإذاعة البريطانية" وخروجها من هذه المؤسسة، أو الأصح إخراجها منها قبل عامين، رغم عملها الذي خوّلها الحصول على عدد من الجوائز العالمية.
صحيفة "الغارديان" البريطانية تحدّثت مع فرانكييل حول عملها في "بي بي سي" ثم مغادرتها. وأكدت المراسلة المخضرمة: "في بي بي سي فعلت كل شيء، زرت العالم، واختبرت كل الأمور المثيرة في الحياة... لكن لا أريد أن يظل ما يحصل داخل الهيئة سرياً". وبالفعل كشف الصحافية الشهيرة أن مشكلتي العمر والجندر لا تزالان مشكلة أساسية في "أكبر مؤسسة إعلامية في العالم". وهو ما أكدته في وقت سابق الصحافية التي عملت أيضاً في الهيئة ليز ماكين.
إذاً "هيئة الإذاعة البريطانية" لا تزال تخاف من الصحافيات النساء والمتقدمات في السن نسبياً. وهو ما لم تنكره "بي بي سي" سراً وعلناً بحسب "الغارديان". ووفق المقال نفسه، فإنّ ما قالته فرانكييل يأتي بعد ثلاث سنوات من فوز
ميريام أورايلي بدعوى قضائية ضد "بي بي سي" تتعلق بمعاملتها على أساس عمرها، وتمييزها مهنياً على هذا الأساس.
واعترفت فرانكييل (59 عاماً) بأنها غادرت المؤسسة بعدما اعتبرت أنها همّشت وتم تجميد نشاطها عند بلوغها الخمسين من عمرها.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن هذه الظاهرة شبه عالمية، فقسم كبير من الإعلاميات يشعرن بعدم الأمان عند تقدمهن في السن. وأعطت مثالاً على سيلينا سكوت التي قاضت القناة الخامسة، بسبب قضية تتعلق بالعمر، وتمكنت من الحصول على تعويض قدره 250 الف باوند بريطاني عام 2008. فيما تحدّثت أيضاً أنا فورد عن مغادرتها لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" عام 2006 بعدما شعرت بالتهميش بسبب عمرها. وكانت وقتها قد بلغت الـ62 من عمرها.
ويأتي ذلك في وقت تتعاطى المؤسسات الإعلامية مع الرجل الذي يتخطى عمره الخمسين على أنه "صاحب خبرة" فيما تعتبر الإعلامية الأنثى من العمر نفسه عبئاً عليها.
المساهمون