الإعلام الرسمي: "داعش" تحت أقدام الجيش

07 أكتوبر 2014
صحافيون يصوّرون المعارك بين البيشمركة و"داعش" (الأناضول)
+ الخط -
كل يوم تقريباً نقرأ في الوكالات والصحف المحلية، ونشاهد في القنوات الفضائية التابعة أو الموجهة من قبل الحكومة العراقية عن "إنجازات وانتصارات" مستمرة للأجهزة الأمنية في مواجهة "الإرهاب". فالآلة الإعلامية الحكومية تسوّغ كل شيء لصالح تلك الأجهزة، متجاوزة الجهود الحقيقية للعشائر العراقية ولقوات البيشمركة الكردية.
لكن هذا التطبيل الإعلامي لقوات الأمن، لم ينطل على العراقيين، بعدما بدا واضحاً للجميع أن هذا الانتصارات هي مجرد وهم، لا تجمة له على الأرض. وقد أطلق العراقيون ألقاباً عدة على المتحدثين الإعلاميين، ومنهم الفريق قاسم عطا، والذي يسمّى من قبل الشارع العراقي بـ"كذاب بغداد"، إذ فقد وأفقد الحكومة مصداقيتّها بشكل أثار تهكم الشارع العراقي.
وفي التفاصيل أن الإعلام ينسب كل ما تحققه العشائر العراقية التي تواجه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المحافظات السنية الست، وإنجازات البيشمركة الكردية إلىالأمنية العراقية،.
ويقول الشيخ عبد الخالق العيساوي، وهو أحد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إن "الأجهزة الأمنية المتواجدة في المحافظة لا تتمتع بأية روح وطنية، وهذا أساس للنصر، فعند كل مواجهة مع "داعش" تتصدى العشائر التي تدافع عن أرضها وعرضها بكل بسالة وتصد الهجمات، وتفشل في بعض الأحيان لكنّها لا تستسلم لأنها تقاتل من أجل قضية يؤمن بها الشيخ الكبير والطفل الصغير".
ويؤكد الشيخ، أن "عناصر الجيش خصوصاً في الفترة الأخيرة، التي أعقبت سيطرة "داعش" على مناطق واسعة من البلاد، انهارت معنوياتهم بشكل كبير ووضعوا خيار الانسحاب والهزيمة وترك المواقع والأسلحة على رأس أولوياتهم في أي مواجهة مع التنظيم، وحدث ذلك لمرات عدة ومنها في الصقلاوية وهيت قبل أيام قليلة".
ويضيف الشيخ، أنّ "ما يثير ازدراء العشائر أنّهم وبعد كل ما يحققونه، وإن كان دفاعاً عن أنفسهم وأرضهم، لكنّهم يصدمون عندما يسمعون الإعلام الحكومي الموجه ينسب تلك الانتصارات للأجهزة الأمنية، ويغفل الجهد الحقيقي للعشائر".
ومن الموصل، التي شهدت هزيمة كبيرة للجيش العراقي إبّان دخول "داعش" في يونيو/حزيران الماضي، يتحدث لـ"العربي الجيد"، المقاتل في البيشمركة (الكردية) شيركو الجاف ويقول: "استعدنا بإسناد القوات الجوية الأميركية سد الموصل الذي لم يدافع عنه الجيش العراقي، واستعدنا بإسناد العشائر العربية ناحية زمار وربيعة واستعدنا مع العشائر كثيرا من مناطق الموصل وكركوك، من دون أن نرى الجيش العراقي".
وفرضت الحكومة السابقة طيلة سنوات عدة سيطرتها على العديد من المؤسسات الاعلامية، عدا تلك التابعة لها، ووجهت "هيئة الاعلام والاتصالات" بمحاسبة وإقفال أي مؤسسة تتجاوز شروط العمل وتتحدث عكس ما يتحدث به الإعلام الحكومي. وحدث ذلك مع عدد من المؤسسات، كما اشترت الحكومة ذمم أصحاب عدد من المؤسسات الاعلامية وأفقدتها حياديتها في التعامل مع مجريات الأحداث في العراق. وخلال دخول "داعش" الى العراق شددّت "هيئة الاعلام والاتصالات" من مراقبتها للمؤسسات الاعلامية واغلقت عدداً منها فضلاً عن تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي وضعف وانقطاع شبكة الانترنت لمنع وصول الحقيقة.
المساهمون