الإعلام الأميركي... انقسام حيال لاجئي سورية

22 نوفمبر 2015
(GETTY)
+ الخط -
أعادت مسألة إعادة توطين اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أذهان الكثير من الأميركيين، قضيّة هروب اليهود خلال الحرب العالمية الثانية من وحشية النازيين.

وكتب أنطوني زوركير، مراسل من أميركا الشمالية، مقالاً تحدّث فيه عن تلك المقارنة، مشيراً إلى أنّه بعد اعتداءات باريس دعا العديد من المرشّحين الجمهوريين للرئاسة إدارة باراك أوباما إلى تعليق خطّة إصدار تأشيرات لـ10 آلاف لاجئ سوري.

من جهتها، علّقت جانيل روس، من صحيفة واشنطن بوست، على التصريحات الطائفية لبعض المسؤولين الأميركيين، ووصفتها بالبذيئة، في بلد يسعى القادمون الجدد إليه إلى ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. وكتبت روس أنّه قبل وخلال الحرب العالمية الثانية، ساعد الاشتباه بيهود أوروبا وحرمانهم من دخول البلاد بذريعة وجود جواسيس بينهم، في قتل أعداد لا تحصى منهم في الهولوكوست.

ولم تقتصر مسألة مقارنة لاجئي سورية اليوم بلاجئي يهود أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية على روس، بل أشار العديد من الكتّاب إلى قصّة السفينة "سانت لويز" التي كانت تحمل 900 لاجئ يهودي من ألمانيا، ومنعت من دخول كوبا ومن بعدها الولايات المتحدة، حتى اضطرت السفينة للعودة إلى أوروبا الغربية، حيث قتل ما يقارب ربع اللاجئين على متنها في المحرقة بحسب شهادات ذكرت لاحقاً.

وانتقد كثيرون أولئك المشكّكين والمتخوّفين من اللاجئين السوريين، وقاربوا ما يحدث اليوم بمشاعر العامّة، حين أجرت مجلّة فورتشن استطلاع رأي، في عام 1938، سألت فيه الأميركيين عن مسألة السماح للاجئين السياسيين الأوروبيين بدخول الولايات المتحدة الاميركية. وجاءت النتائج من قبل 70 بالمئة من الشعب لتقول إنّه في ظلّ الظروف الرّاهنة ينبغي إبقاءهم خارج البلاد مقابل 5 بالمئة فقط طالبوا باستقبال المزيد من اللاجئين.

في المقابل، ظهرت آراء عنصرية أكثر بحق السوريين، إذ رفض إد سترايكر، محرّر في موقع NewsMachete، تلك المقارنة التاريخية واعتبرها هجومية. واعتبر سترايكر أنّ اليهود الذين جاؤوا إلى أميركا لم يكونوا عدائيين، ولم يفجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة ربطوها على أجسادهم في قاعات المسارح، كما لم يذهبوا إلى المطاعم ليقتلوا الزبائن الذين يتناولون عشاءهم، ولم يحاولوا إنشاء دولة خلافة أينما تواجدوا، لكنّهم عوضاً عن ذلك، حاولوا طهو الخبز والمشاركة في مسرحيات كوميدية. وأضاف سترايكر أنّ "اللاجئين المسلمين يدعمون الشريعة وهم لا يتسامحون مع أصحاب الديانات الأخرى، كما أنّ فئة كبيرة منهم تريد قتل أولئك الذين لا يؤمنون بالإسلام".


اقرأ أيضاً: أسوأ 15 تصريحاً لدونالد ترامب