الإعصار كينيث يضرب شمال موزمبيق بعدما خلّف دماراً في جزر القمر

26 ابريل 2019
إعصار قوي ضرب شمال موزمبيق (رويترز)
+ الخط -
قتل شخص واحد على الأقل ودمرت منازل، بسبب إعصار كينيث الذي ضرب شمال موزمبيق، محملاً برياح تصل سرعتها إلى 280 كيلومتراً في الساعة، بعد أن قتل ثلاثة أشخاص في جزر القمر خلال الليل، ويواصل إغراق المنطقة بالأمطار، بينما حذرت الأمم المتحدة من فيضانات هائلة.


ولم تتعافَ موزمبيق بعد من تبعات الإعصار المداري القوي إيداي، الذي ضرب منطقة إلى الجنوب الشهر الماضي، ما تسبب في دمار واسع النطاق في مدينة بيرا الساحلية، ومقتل أكثر  من 600 شخص وتشريد عشرات الآلاف.

وقال مركز إقليمي لرصد الأعاصير في جزيرة لا ريونيون الفرنسية، إن الإعصار كينيث وصل لليابسة في نحو الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش شمالي مدينة بيمبا الساحلية، ومن المتوقع أن تضعف قوة الإعصار مع توغله في الداخل.

وأضاف المركز، أن الإعصار تسبب في أمواج بلغ ارتفاعها خمسة أمتار في بعض المناطق، وقد تؤدي الأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار إلى حدوث سيول جارفة وفيضانات. وقال المركز في أحدث تقرير عن الإعصار: "يبقى كينيث إعصاراً خطيراً جداً يؤثر في الوقت الحالي على المناطق شمالي بيمبا".

وقال متحدث باسم المعهد الوطني لإدارة الكوارث في موزمبيق: "قمنا بإجلاء 30 ألف شخص من المناطق التي يحتمل أن يضربها الإعصار. عمليات الإجلاء الإلزامية ستستمر لحين وصول الجميع لمناطق آمنة". وقال المعهد إن لديه إمدادات جاهزة لإغاثة 140 ألفاً لمدة 15 يوماً.

وقال مركز عمليات الطوارئ المحلي في موزمبيق، إن امرأة في مدينة بيمبا قتلت من جراء سقوط شجرة عليها.

وقالت الأمم المتحدة، إن هذه هي المرة الأولى في التاريخ المعروف التي يضرب فيها الدولة الواقعة جنوب أفريقيا إعصاران في موسم واحد. وقال خبراء أرصاد، إن الإعصار الجديد ضرب مساء الخميس جزءاً من أراضي موزمبيق، لم يشهد مثل هذه العاصفة منذ 60 عاماً على الأقل.

وقالت أنابيلا موريرا، التي تملك نزلاً على شاطئ ويمبي في المدينة الساحلية وعاصمة مقاطعة بيمبا، لوكالة فرانس برس: "لم أر شيئاً كهذا أبداً منذ 15 عاماً في بيمبا".

من جهته، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بأن ما يقرب من 700 ألف شخص فى موزمبيق معرضون للخطر، من جراء إعصار كينيث الذي وصل إلى الساحل الشمالي للبلاد مساء أمس الخميس، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يجلب الإعصار كميات غزيرة من الأمطار فى الأيام العشرة المقبلة، تصل إلى ضعف ما حدث أثناء إعصار إيداي المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي وخلّف كارثة إنسانية هناك.

وقال المتحدث باسم البرنامج هيرفيه فيرهوسل، في بيان اليوم الجمعة، إن الاستعدادات جارية لمساعدة المتضررين من إعصار كينيث، تشمل مساعدات غذائية في منطقة "بيمبا"، إضافة إلى أخرى جاهزة للإرسال من أحد مستودعات البرنامج في منطقة مجاورة، لافتاً إلى أن البرنامج قدم حتى الآن مساعدات غذائية إلى 1.3 مليون شخص، يكافحون من أجل العودة إلى حياتهم بعد الدمار الذي خلّفه إعصار إيداي قبل أقل من 6 أسابيع.

وقالت أوجستا مايتا، مديرة المعهد الوطني لإدارة الكوارث في موزمبيق في مؤتمر صحافي سابق، إن الحكومة أصدرت أوامر إخلاء في إقليم كابو ديلجادو شمال البلاد على الحدود مع تنزانيا.

وأوضحت أن الحكومة أعلنت حالة التأهب، مؤكدة أنه "سيتم تنفيذ كل الإجراءات لإنقاذ الأرواح، سنتأكد من إجلاء المواطنين اليوم، حتى إذا كان هذا يعني إجلاءً قسرياً".ويتوقع أن يتسبب الإعصار في فيضان الأنهار عند هطول أمطار غزيرة، وحدوث دمار كبير بسبب الرياح القوية المصاحبة للإعصار.

وأوصت الإدارة الوطنية للموارد المائية، المواطنين الذين يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، أن ينتقلوا إلى مناطق آمنة مرتفعة.

وتوقعت ديبو تاوانا، خبيرة الأرصاد في هيئة الطقس في جنوب أفريقيا، أن يستمر الإعصار لفترة طويلة في موزمبيق، متسبباً في هطول أمطار غزيرة حتى وقت متأخر من مساء الإثنين.

وأرسلت إدارة الحماية المدنية في زيمبابوي، التي قتل فيها المئات بسبب الإعصار إيداي، تحذيرات لبعض المناطق التي تقع بمحاذاة الحدود الشرقية مع موزمبيق، بأنها قد تتضرر من الإعصار.

وتناثرت الأشجار الساقطة والركام في شوارع جزر القمر، أمس الخميس، بعدما اجتاحها الإعصار كينيث خلال الليل، فيما اقتلعت الرياح أسقف منازل. وقال سكان إن الرياح العاتية تسببت في انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربي في شمال الجزيرة الرئيسية، وهي جزيرة القمر الكبرى وفي العاصمة موروني إضافة لجزيرة انجوان. 

وأغلقت السلطات المكاتب الحكومية والمنازل. وقالت الخطوط الجوية الكينية على حسابها على تويتر، إنها ألغت الرحلات المتجهة إلى موروني بسبب الأحوال الجوية السيئة.

وقالت وكالة الأرصاد الجوية في تنزانيا في وقت سابق، إن الإعصار "كينيث" سيصل إلى اليابسة خلال الليل تصاحبه رياح تبلغ سرعتها 80 كيلومتراً في الساعة، "قادرة على إحداث دمار شامل".

ورجحت الوكالة أن يكون إقليما "متوارا" و"ليندي"، جنوبي تنزانيا بالقرب من الحدود مع موزمبيق، الأكثر تضرراً من الإعصار بعد وصوله.

وأوضحت أن المواطنين الذين يعيشون على بعد 500 كيلومتر من الساحل، يجب أن يتخذوا تدابير احتياطية.

وقالت السلطات في إقليم متوارا، إنها أصدرت أوامر لجميع المدارس بإغلاق أبوابها، كما طلبت من الموظفين الحكوميين البقاء في منازلهم والاستعداد للتطورات المرتبطة بالإعصار.

(العربي الجديد)
المساهمون