ويعتبر ريال مدريد نموذجا لما تعاني منه أندية كرة القدم حالياً، خصوصاً بعد تعرض 19 لاعب في الفريق لحوالي 26 إصابة، وهو الأمر الذي يتسبب بأزمة داخل النادي "الملكي" ويوجه الأنظار إلى الدور الذي يقوم به الجهاز الفني الخاص باللياقة البدنية والتحضير الجسدي لللاعبين في الفريق.
وكان داتو أليكس، أحد أهم المُعدين البدنيين في القارة الآسيوية، قد قال، خلال مؤتمر عن الإعداد البدني تحت إشراف الإتحاد الدولي لكرة القدم: "المُعد البدني قادر على حماية اللاعبين من الإصابات، لكن للأسف معظم أندية كرة القدم تتجاهل دور مدرب اللياقة البدنية في الفريق، والبعض يجهل تماماً عمل هذا المدرب وكيفية تأثيره إيجابياً أو سلبياً على مسيرة اللاعب في كرة القدم".
نوع التدريبات مهم
لا يعني اعتبار تواجد مدرب اللياقة البدنية في الفريق التخفيف من الإصابات، لأن الأمر لا يعتمد فقط على وجود هذا المدرب في الجهاز الفني، بل على العكس، يقوم على الأساليب المعتمدة في التدريبات، والتي تعتبر كفيلة بتحديد جاهزية اللاعب قبل وبعد الصحة التدريبية والمباراة.
مثال بسيط عن التحضير قبل انطلاق موسم كروي، يأتي اللاعب من عطلة طويلة غير جاهز بدنياً أو حتى نفسياً، لكن يتوجب عليه العودة إلى حالته الفنية بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع كحد أقصى قبل أول مباراة للفريق، لكن هذا الأمر يبدو مستحيلاً نظراً للضغط الكبير والوقت القليل.
وهذا الأمر يتكرر لدى معظم أندية كرة القدم خلال التحضيرات للموسم الكروي الجديد، هذه التدريبات القاسية من أجل إعادة تأهيل اللاعب بسرعة تجعل عضلاته أكثر عرضة للإصابات بسبب كمية الضغوط المتراكمة عليه خلال ثلاثة أسابيع متتالية.
وهنا يأتي دور المُعد البدني الذي يكشف على حالة كل لاعب ويعرف مدة جهوزيته الفنية وبالتالي يطلع المدرب على المعطيات التي بين يديه، وذلك من أجل تحديد نوع التدريبات التي يجب القيام بها في الأسابيع الثلاثة الأولى بهدف عودة اللاعب إلى الحالة الفنية المثالية بشكل تدريجي.
ماذا يرى المُعد البدني؟
يراقب المُعد البدني في فريق كرة القدم الجانب الشكلي لكل لاعب (كيفية التحرك، الوقوف، السرعة، الركض وغيرها الكثير)، وهو لا يعطي أي أهمية لكيفية تسجيل هدف أو تحركه على أرض الملعب حسب الخطة، إذ إن الأولوية بالنسبة للمُعد البدني هي رؤية مخطط حراري للاعب في التدريبات والمباريات، أي كأنه آلة توثق إحداثيات كل لاعب من تحرك العضلات مروراً بحركة الجسد وصولاً إلى القدرة والتحمل.
وبحسب التعريف للإصابة في عالم الرياضة فهي كمية الضغط على العضلة المُحددة في التزامن مع نوعية الحركة وكيفية تنفيذ المهمة على أرض الملعب. من المرحلة الأولى (الضغط) مروراً بالمرحلة الثانية (الحركة) وصولاً إلى الثالثة (التنفيذ) تحدث الإصابة في 90% من إصابات كرة القدم.
ومعظم لاعبي كرة القدم في العالم يصابون نتيجة تحرك مفاجئ لتغيير مسار الاتجاه مع الكرة، لأن الضغط يتغير من دون سابق إنذار على القدم الممتدة من الفخذ حتى الكاحل. وعندما يقوم اللاعب بهذه العملية ويكون في موقع ضعيف وينفذ المهمة بشكل خاطئ، فإن نسبة إصابته ترتفع كثيراً.
وينطبق الأمر نفسه عندما يتعرض لاعب لضربة من الخصم خلال الحركة نفسها، وذلك لأن القدم مثلاً تحتك بقدم أخرى تعكس الاتجاه الأساسي المنتظر، فتحدث الإصابة فوراً على مستوى القدم. وهنا يجب التنويه بأنه في حال استعمل اللاعب الأسلوب الصحيح في التحرك خلال تنفيذ المهمة المطلوبة فإن نسبة الإصابة تنخفض كثيراً.
دور المُعد البدني
لا تختلف أدوار المُعد البدني بين فريق وآخر فالأساليب هي نفسها والمبادئ جوهرية بحسب المراجع والكُتب العلمية. بدايةً على المُعد البدني أن يعلم اللاعبين في الفريق كيفية التحرك بتنسيق وإيقاع ثابت خلال التدريبات والمباريات.
ثانياً: إضافة عناصر، التوازن، السرعة، الاستقرار في كل حركة يقوم بها اللاعب على أرض الملعب.
ثالثاً: تعليم كل لاعب كيفية التفاعل مع كل حالة فنية خلال التدريب والمباراة.
رابعاً تقديم كرة لهم ليس لاستعمالها في جوانب تقنية، بل كيفية التحرك مع الكرة.
خامساً: تعليمهم كيفية استخدام الطاقة في الوقت المناسب لكيلا تشكل خطراً على العضلات (إكثار أو تقليل)، وأخيراً قيادة اللاعب للوصول إلى أعلى درجات من اللياقة البدنية التي تجعله يقدم أفضل أداء كروي مع فريقه.