هل الإسلام والفن المعاصر في حالة من الخلاف؟ أم أنهما في وفاق؟ يبدو السؤال استفزازياً، لكنه واقعي، فكيف ينظر الإسلام إلى الفن المعاصر، وكيف يوظّف الفنانون المعاصرون الفن الإسلامي بشكل إيجابي في أعمالهم؟
الشق الأول من السؤال ليس مطروحاً للنقاش في التظاهرة التي يقيمها "معهد غوته" في القاهرة لمدة ثلاثة أيام، وقد بدأت أول أمس وتختتم غداً. لكن الشق الثاني هو موضوع النقاش الذي يسعى إلى استعادة الجوانب المبتكرة والمضيئة لتاريخ وثقافة ووجود الإسلام.
يشارك في النقاشات عدّة فنانين؛ من بينهم: أناهيتا رازمي وميهرين مورتزا من باكستان، وسُكينة جوال من المغرب، وإسلام شبانة من مصر. ويهدف البرنامج في مرحلته النهائية إلى تنظيم معرض يضمّ أعمال المشاركين في السابع والعشرين من الشهر المقبل في "مركز هال" بمدينة ليبزنج الألمانية ويتواصل حتى الرابع من آب/ أغسطس 2019.
"التنوير المنسي: قصص غير معروفة عن الإسلام في الفن المعاصر" عنوان الندوة الختامية التي ينظّمها المعهد عند السابعة من مساء غد السبت، ختاماً لهذه الأيام النقاشية مع فنانين وقيمين وباحثين.
يشارك في الندوة كل من مايكل أرزت من ألمانيا، وهبة نايل بركات من ماليزيا، كما يُعرض فيلم "سبين" للفنان الألماني جينان سيدل، ويقدم أداء صوتياً للفنانة المصرية يارا مكاوي.
يفتح السؤال على تشعبات كثيرة؛ من بينها: هل الدول الإسلامية اليوم تدعم الفن المعاصر أم أنها تواجهه وتحد من انتشاره؟ لكن هل تعامل دولة كتونس الفن المعاصر بالطريقة نفسها التي قد تلجأ إليها المملكة العربية السعودية مثلاً؟
ويناقش أرزت كيف يمكن تفسير وتأويل الأشكال الكلاسيكية مثل الزخرفة، والصور المرسومة بالفسيفساء، ومسرح الظل، والمنمنمات بوسائط أخرى معاصرة عن طريق الفيديو والكومبيوتر وفن الأداء الصوتي؟ وكيف يمكن للمتصوفة في زمننا التواصل مع الشكل الحالي للفنون الحسية والجمالية والقضايا الاجتماعية والمجتمعية؟
لكل بلاد أيضاً تصوّراتها عن الفن المعاصر، وعن علاقة الإسلام بالفن، ومن الجلّي أن الأمر يحمل أيضاً الخطاب السياسي وليس الديني فقط.