وجاء اعتراف لوبراني هذا في تعقيبه على سؤال وجهته له الصحيفة، في إطار نشرها تقريراً عن رجل الأعمال اللبناني، صفا، بعد أن كشفت الصحيفة أمس عن أنه يملك 30% من أسهم شركة أحواض السفن الإمارتية، أبو ظبي مار، التي تشارك في تصنيع أربع سفن حربية إسرائيلية، من طراز ساعر 6 طلبتها إسرائيل من شركة أحواض السفن الألمانية "تيسن غروب".
وبحسب التقرير الذي نشرته مراسلة الصحيفة للشؤون العربية، سمدار بيري، ويعتمد في جزئه الأكبر على ما نشره الصحافي الفرنسي، روجيه أوك، الذي كان مختطفا في لبنان وتم تحريره بمساعدة اسكندر صفا، فإن مندوباً من الموساد الإسرائيلي يدعى عاموس، كان توجه له بطلب الربط بين صفا وبين الموساد، وذلك في محاولة للوصول إلى معلومات عن رون أراد، مقابل منح الصحافي الفرنسي مقابلة مع الشيخ عبد الكريم عبيد المختطف لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا لكتاب روجيه أوك، فإن اللقاء الذي جمع بين لوبراني وصفا ومندوب الموساد عاموس، تم في شقة صفا الفاخرة في أحد أحياء باريس في العام 1989.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نشرت، أمس الأحد، تقريراً مفصلاً تناول صفقة السفن الحربية من طراز "ساعر"، التي أبرمتها تل أبيب مع شركة السفن الألمانية "تيسن كروب"، كاشفةً عن أنه سيتم تصنيع أجزاء منها من قبل شركة أحواض سفن إماراتية-لبنانية مشتركة تُدعى "أبوظبي مار". وتعد شركة "أبوظبي مار" من شركات أحواض السفن الكبيرة في الخليج، ويديرها رجل الأعمال اللبناني، إسكندر صفا، والذي يملك 30 في المائة من الأسهم عبر شركة "فري باينبيست" ومقرها بيروت، فيما تتبع 70 بالمائة من الأسهم المتبقية لمجموعة "العين من أبوظبي".
وبحسب تقرير "يديعوت أحرونوت"، فإن التعاون بين مجموعة "العين" والشركة الألمانية "تيسن كروب" بدأ عام 2009، عندما أطلق الطرفان مفاوضات لإبرام اتفاقية تعاون طويل الأمد.
وفي أبريل/نيسان 2009، وقّعت الشركتان على اتفاقية تصبح بموجبها شركات بناء السفن المدنية لـ"تيسن كروب" جزءاً من مجموعة "أبوظبي مار"، مع الاحتفاظ بعلاقات تعاون استراتيجية بين الشركتين بنسبة 50-50 في قطاع السفن الحربية، وفي عام 2011، التزمت الشركة الألمانية "تيسن كروب" بالاتفاق، لكنها أعلنت لاحقاً عن فشل التعاون الاستراتيجي وتم إلغاء الاتفاقية.
ولفتت الصحيفة أمس إلى أنه "بحسب تقارير مختلفة، فإن الاسم العربي للشركة الإماراتية كان معيقاً لإبرام الصفقة مع إسرائيل، لذلك تم تغييره، لكن لا يوجد تأكيد رسمي لهذا الأمر".
وأكّدت "يديعوت أحرونوت" أنها عندما توجهت بسؤال الشركة الإماراتية، وفق اسمها الجديد "German Naval Yards kiel"، بشأن مشاركتها في صناعة السفن الإسرائيلية، كان الرد إيجابياً، حيث قالت الشركة إنها "تعمل بمثابة متعهد ثانوي لمجموعة (تيسن غروب للصناعات البحرية)، ودورها في الصفقة هو المساهمة في الجانب الهندسي ببناء السفن وأحواضها في مدينة كيل، والعلاقة بين الشركة والطرف الإسرائيلي كانت فقط من خلال شركة (تيسن غروب)".