الإسترليني يتجه نحو تجاوز 1.4دولار لأول مرة منذ بريكست

19 يناير 2018
الجنيه يعود للتحليق في سوق الصرف (Getty)
+ الخط -






يواصل الإسترليني تقدّمه في أسواق الصرف العالمية مقابل الدولار ويتجه نحو 1.40 دولار، لأول مرة منذ استفتاء بريكست، ولكنه يجد مقاومة للصعود أمام اليورو القوي الذي يستفيد حالياً من الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو. وقفز الجنيه الإسترليني أمس الجمعة في لندن فوق مستوى 1.39 ليصل إلى 1.3945 دولار، وهو أعلى سعر للعملة البريطانية منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في منتصف 2016. 

ويتجه الاسترليني لتسجيل مستويات مرتفعة لخامس أسبوع على التوالي أمام العملة الأميركية التي تواصل التراجع في أسواق الصرف. وصعد الإسترليني يوم الخميس بنسبة 0.5% إلى 1.3903 دولار عند أعلى مستوى له في الجلسة قبل أن يتراجع إلى 1.3887 دولار، ولكنه عاد للصعود بقوة أمس الجمعة. ويقول بنك "إم.يو.إف.جي" الياباني إنه يتوقع أن يجري تداول الإسترليني حول 1.47 دولار بحلول نهاية العام.

وبهذا الارتفاع تكون العملة البريطانية قد سجّلت مكاسب بلغت أكثر من 5% مقابل الدولار على مدى الشهرين الماضيين مدعومة بنجاح بريطانيا في أواخر ديسمبر/ كانون الأول في تأمين اتفاق لدفع محادثات الخروج من الاتحاد، وهي مقدمة يعتبرها الاقتصاديون جيدة لبداية المناقشات حول فترة انتقالية بين بروكسل ولندن، وانطلاق محادثات ترتيب التعرفة الجمركية بين الجانبين خلال الأشهر المقبلة.

ويستفيد الإسترليني في ارتفاعه من انخفاض سعر صرف الدولار الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، مقابل سلة عملات أمس الجمعة، متجهاً بذلك صوب الهبوط للأسبوع الخامس، في موجة خسائر قد تكون الأطول منذ مايو/ أيار 2015.

وتراجعت العملة الأميركية إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2014 هذا الأسبوع. وظل مؤشر الدولار بالقرب من تلك المستويات أمس، مع تعرضه لضغوط جراء مخاوف من احتمال توقف الحكومة الأميركية عن العمل. واستفادت العملة البريطانية من هبوط مؤشر الدولار بنسبة 0.3% خلال يوم أمس وشكوك بين المتعاملين حول سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه الصين.

ولكن الجنيه الإسترليني يجد مقاومة في التحسن أمام العملة الأوروبية "اليورو"، التي أصبحت محط مراهنة بين المضاربين في أسواق الصرف العالمية، على أنها ستكون الأفضل أداءً في سوق العملات خلال العام الجاري. واستقر الإسترليني في التعاملات منتصف الظهيرة في لندن عند 1.1316 يورو. وتشير توقعات مصرفيين لموقع "باوند ستيرلنغ" الذي يحلل أسعار العملات في لندن، إلى أن الإسترليني ربما سينخفض عن مستوياته الحالية أمام اليورو، ولكنه يتجه لبلوغ سعر 1.47 دولار بنهاية العام الجاري.
وارتفع اليورو 0.3 % مقابل الدولار إلى 1.2276 دولار، مقترباً من أعلى مستوى في ثلاثة أعوام البالغ 1.2323 دولار الذي سجله يوم الأربعاء. كذلك انخفضت العملة الأميركية 0.5% أمام نظيرتها اليابانية إلى 110.60 ين. وتعافى الين من أدنى مستوى في أربعة أشهر، الذي سجله يوم الأربعاء عند 110.19 ين للدولار.
وكسب سعر صرف العملة الأوروبية، خلال العام الماضي، 14.9% بين سلة العملات الرئيسية المتداولة في سوق الصرف العالمي، وذلك مقابل انخفاض قيمة الدولار بنسبة 10%. وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، يرى مضاربون أن العملة الأوروبية أصبحت جذابة، وسط الارتفاع الجنوني في سوق "وول ستريت" وقرارات الرئيس دونالد ترامب غير المتزنة التي تهدد مسار العملة والسياسات النقدية.
وهناك مخاوف من انفجار فقاعة سوق المال الأميركية التي تجاوز أهم مؤشراتها، وهو داوجونز، حاجز 26 ألف نقطة، أو على الأقل احتمال أن ينخفض العائد خلال العام الجاري. وفي المقابل، فإن المستثمرين ينظرون لعائد الموجودات الأوروبية مثل السندات الحكومية التي تصدرها دول الاتحاد الأوروبي، وكانت منبوذة حتى بداية العام الماضي، على أساس أنها سترتفع بمعدلات أكبر، كما أن اليورو يملك فرص الصعود خلال العام الجاري أكثر من الدولار. ولكن صعود اليورو، الذي لامس أعلى مستوى في ثلاثة أعوام مقابل الدولار خلال الأسبوع الجاري، يقلق مسؤولي المصرف المركزي الأوروبي، وسط تذمر الشركات من تأثيره السلبي على الصادرات. وهناك مخاوف وسط تجار العملات من تغيير المركزي الأوروبي سياساته النقدية.
المساهمون