وأطلق المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الثلاثاء، تقريراً مفصلاً حول الوضع الإنساني الصعب في غزة، جاء فيه أن "56.6 في المائة من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي وما يقارب من نصف القوى العاملة عاطلة عن العمل بنسبة 43.9 في المائة، وأكثر من 80 في المائة من سكان القطاع يعيشون تحت خطر الفقر".
وذكر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "الإجراءات العقابية التي اتخذت من قبل الإدارة الأميركية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا، تسببت في تقليص الكثير من الخدمات الحيوية، بخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل وتركت آثارها على آلاف العائلات الفلسطينية".
ولفت معروف في كلمة له إلى تدهور طاول القطاع الصحي في غزة، نتيجة إغلاق المعابر من جهة وعدم توفر العلاج من جهة أخرى، وعجز في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية، إضافة إلى توقف عدد من الخدمات الصحية، في ظل استمرار حالة التفاقم في تدهور الوضع الصحي في القطاع.
وأشار أيضاً إلى الأزمة التي تُطاول حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين على معبري رفح، جنوب قطاع غزة، وبيت حانون-إيرز، شمال القطاع. ناهيك بفرض الاحتلال الإسرائيلي قيوداً مشددة على حركة الصادرات من قطاع غزة، فضلاً عن أزمتي الكهرباء والمياه والصرف الصحي اللتين تزيدان من معاناة سكان القطاع.
وتحدث معروف في التقرير الأخير حول انخفاض معدل الواردات إلى غزة بسبب الحصار والإجراءات العقابية ضد غزة، وحرمان الموظفين من رواتبهم وإحالة أعداد منهم إلى التقاعد القسري، وظهور قضايا الذمم المالية، وتفشي مشاكل أخرى تتعلق بقطاع التعليم، تُلقي بظلال سلبية على المسيرة التعليمية في غزة.
وقال معروف: "إننا نعيد التأكيد أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان تُلزم الاحتلال بالقيام بمسؤولياته تجاه الأراضي التي تخضع للاحتلال، وهو الأمر الذي تتهرب منه إسرائيل بشكل مستمر، ونأمل من كافة الأطراف المؤثرة والفاعلة التحرك من أجل إنقاذ الوضع في قطاع غزة".
من جهة أخرى، أوضح وكيل وزارة الخارجية في غزة، غازي حمد أن الاحتلال يتحمل المسؤولية عن تدهور الأوضاع في غزة، مضيفًا: "إنه يمارس سياسة الحصار من أجل أهداف سياسية والمجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات من أجل ردع الاحتلال رغم كل المحاولات، وعليه أن يتخلى عن حالة النفاق السياسي".
الحكومة تنكرت وتراجعت عن مسؤولياتها (عبد الحكيم أبو رياش) |
وتطرق حمد إلى إجراءات السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة، موضحا أن هناك حالة من التلاعب في أعصاب الناس والضغط والإرباك، بخاصة عندما يتعلق الأمر بلقمة العيش، وقال: "إن هذا الأمر لا يليق بالرئيس ولا بالحكومة، وأن الخلافات السياسية من الممكن أن تُحل على طاولة الحوار لا بالضغط على أوضاع السكان".
وأضاف في كلمته: "الحكومة تنكرت وتراجعت عن مسؤولياتها وليس لديها أي مبرر لذلك، وأسلوب الضغط والابتزاز لم يجدِ مع غزة، الحوار والشراكة الوطنية أفضل لحل الخلافات بين فتح وحماس"، محذراً من أن "غزة عبارة عن قنبلة موقوتة ونستطيع أن نفعل الكثير وأن نشكل حالة ضغط".