"الفرد للجميع.. الجميع للفرد: دوسلدورف تراقب"، اسم مجموعة على موقع "فيسبوك" أطلقها مواطنون ألمان في المدينة الجارة لمدينة كولن التي شهدت اعتداءات، بعضها جنسي، وقعت عشرات النساء ضحيتها ليلة رأس السنة. وامتدت التداعيات من كولن إلى مدن ألمانية وأوروبية أخرى باتت تتحدث عن "صدام حضاري ثقافي" بين المجتمعات الأوروبية والمهاجرين، خصوصاً أنّ المشتبه بهم هم من المهاجرين وطالبي اللجوء.
في دوسلدورف، يقول مؤسسو المجموعة إنّهم قرروا "تنظيم" أنفسهم. المجموعة المغلقة على الأعضاء ضمّت، حتى مساء أمس الجمعة، نحو 9500 شخص. ذهاب مواطنين إلى تأسيس ما يشبه "مجموعات عمل ذاتي" في مجتمع كان يعتبر فيه المواطن القانون والقضاء والشرطة تحميه، يشير إلى تغيّرات مجتمعية لم يحدثها ما حصل في كولن بل تراكمات باتت تعبّر عن نفسها بما يشبه "الحماية الذاتية المدنية". فأصحاب المجموعة يذهبون إلى القول: "كلّ واحد منا لديه صديقة، وأخت، وأم، وابنة عم، وزوجة. ويجب علينا أن نفعل شيئا"، مشددين على أنّه "لن يكون هناك تسامح مع الاعتداءات في مدينتنا".
التفاعلات لم تُبقِ القضية ألمانية، بل تلقفها إعلام الدول المجاورة، وأفرد لها برامج وصفحات للحديث مع "خبراء" عن "الفروق الثقافية" وكيفية "حماية المجتمعات الغربية".
في الشمال الأوروبي، ليس هناك محددات تصف بشكل دقيق ما جرى. بل وفي مثل هذه القضايا يجري نقل تفاصيل ما تدلي به بعض النساء عن كيفية التحرش، وأين جرى لمسهن، لا بهدف الإثارة والتشويق، بل كمحاولة لـ"فهم الاختلاف الثقافي"، بحسب الخبراء والصحافيين.
تفاعل سياسيون مع نقاش "الفروق الثقافية". وقالت وزيرة المساواة في الدنمارك إيلين تراني نوربي: "اعذروني، لكن من هو الضحية هنا؟ النساء والرجال يجب أن تكون لهم القدرة على التحرك بحرية في حياتهم الخاصة من دون التعرّض لاعتداءات. يجب أن يتحركوا بحرية من دون أن يكون مطلوباً منهم ارتداء ملابس معينة". تابعت: "علينا في الدول الأوروبية أن نقف سوية للحفاظ على القيم الأوروبية. والحريات ليست محل تسويات، فذلك خطأ في محاولة استيعاب الثقافات الأجنبية بيننا".
في المقابل، كتب عضو البرلمان الدنماركي، عن حزب المحافظين، ناصر خضر، مقالاً طويلاً اعتبر فيه أنّ ما جرى في كولن "هو الوجه الآخر للثقافة العربية". تناقلت كلمات خضر عدة صحف، خصوصاً أنّه أحد أكثر المعلقين الذين تهتم الصحافة الاسكندنافية بتعليقاتهم الخاصة بقضايا العالم العربي.
مخاوف كثيرة بدأت تنتشر بين مهاجرين ولاجئين عرب في ألمانيا والدول المجاورة بأن يكون لحادثة كولن تأثير مدمر على صورة العرب واللاجئين، مع إصرار أوروبي واضح على وضع ما جرى في سياق "ثقافي". بل والأخطر ادعاء صحافة صفراء ويمينية أنّ "ما جرى في كولن يمكن أن يحدث في مدننا، فهذه هي التعاليم الإسلامية تجاه الغرب الذي يعتبر كافراً ومباحاً".
من جهتها، قالت محررة صفحة الرأي في صحيفة "ويكندأفيزين"، الدنماركية المتخصصة في الثقافة العربية، بيرنيلا برامينغ، في حلقة تلفزيونية: "من غير المفاجئ مشاركة لاجئين عرب في اعتداءات ليلة رأس السنة. فالرجال في البلاد العربية معتادون على أن يجري ردعهم من قبل الآخرين عن ارتكاب أي حماقة. لكن في حالة كولن لم يكن هناك أحد من الجمهور ليردعهم".
كما قالت محاورتها غيتي أميري، المتخصصة في الثقافة العربية: "هناك مشكلة كبيرة بين الرجال العرب، الذين يحمل بعضهم قراءة أخرى للأنثى تختلف عن القيم الدنماركية. في المجتمعات الأبوية المرأة موجودة فقط لخدمة الذكور، وهي قيم تختلف عن القيم المعمول بها هنا".
قضية "الصدام الحضاري" ذهبت أبعد من ذلك، من خلال تذكير الإعلام بحوادث أخرى شبيهة جرت ليلة رأس السنة بعيداً عن كولن. ومن ذلك في مدن ألمانية أخرى، وفي فنلندا والسويد. بل استعاد البعض "التحرشات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة بحق صحافيات غربيات وسائحات في أماكن عامة وأمام المارة".
في هذا الوضع، تكثر التعليقات ويختلط فيها الرزين بالعنصري التعميمي الذي وصل حد التجييش لـ"طرد العرب من هذه الدول، لأنهم أصلاً لن يستطيعوا الاندماج في ثقافتنا". واللافت أنّ دولاً كان الإعلام فيها لا يسمح بالتعميم والإسقاط، بات يفتح صفحاته وبرامجه لمهاجرين من غير العرب لإلقاء اتهامات تفوح منها رائحة تصفية حسابات مع العرب في سياق اختلافات سياسية في بلدانهم الأصلية.
اقرأ أيضاً: الرعب الذي اجتاح نساء ألمانيا
في دوسلدورف، يقول مؤسسو المجموعة إنّهم قرروا "تنظيم" أنفسهم. المجموعة المغلقة على الأعضاء ضمّت، حتى مساء أمس الجمعة، نحو 9500 شخص. ذهاب مواطنين إلى تأسيس ما يشبه "مجموعات عمل ذاتي" في مجتمع كان يعتبر فيه المواطن القانون والقضاء والشرطة تحميه، يشير إلى تغيّرات مجتمعية لم يحدثها ما حصل في كولن بل تراكمات باتت تعبّر عن نفسها بما يشبه "الحماية الذاتية المدنية". فأصحاب المجموعة يذهبون إلى القول: "كلّ واحد منا لديه صديقة، وأخت، وأم، وابنة عم، وزوجة. ويجب علينا أن نفعل شيئا"، مشددين على أنّه "لن يكون هناك تسامح مع الاعتداءات في مدينتنا".
التفاعلات لم تُبقِ القضية ألمانية، بل تلقفها إعلام الدول المجاورة، وأفرد لها برامج وصفحات للحديث مع "خبراء" عن "الفروق الثقافية" وكيفية "حماية المجتمعات الغربية".
في الشمال الأوروبي، ليس هناك محددات تصف بشكل دقيق ما جرى. بل وفي مثل هذه القضايا يجري نقل تفاصيل ما تدلي به بعض النساء عن كيفية التحرش، وأين جرى لمسهن، لا بهدف الإثارة والتشويق، بل كمحاولة لـ"فهم الاختلاف الثقافي"، بحسب الخبراء والصحافيين.
تفاعل سياسيون مع نقاش "الفروق الثقافية". وقالت وزيرة المساواة في الدنمارك إيلين تراني نوربي: "اعذروني، لكن من هو الضحية هنا؟ النساء والرجال يجب أن تكون لهم القدرة على التحرك بحرية في حياتهم الخاصة من دون التعرّض لاعتداءات. يجب أن يتحركوا بحرية من دون أن يكون مطلوباً منهم ارتداء ملابس معينة". تابعت: "علينا في الدول الأوروبية أن نقف سوية للحفاظ على القيم الأوروبية. والحريات ليست محل تسويات، فذلك خطأ في محاولة استيعاب الثقافات الأجنبية بيننا".
في المقابل، كتب عضو البرلمان الدنماركي، عن حزب المحافظين، ناصر خضر، مقالاً طويلاً اعتبر فيه أنّ ما جرى في كولن "هو الوجه الآخر للثقافة العربية". تناقلت كلمات خضر عدة صحف، خصوصاً أنّه أحد أكثر المعلقين الذين تهتم الصحافة الاسكندنافية بتعليقاتهم الخاصة بقضايا العالم العربي.
مخاوف كثيرة بدأت تنتشر بين مهاجرين ولاجئين عرب في ألمانيا والدول المجاورة بأن يكون لحادثة كولن تأثير مدمر على صورة العرب واللاجئين، مع إصرار أوروبي واضح على وضع ما جرى في سياق "ثقافي". بل والأخطر ادعاء صحافة صفراء ويمينية أنّ "ما جرى في كولن يمكن أن يحدث في مدننا، فهذه هي التعاليم الإسلامية تجاه الغرب الذي يعتبر كافراً ومباحاً".
من جهتها، قالت محررة صفحة الرأي في صحيفة "ويكندأفيزين"، الدنماركية المتخصصة في الثقافة العربية، بيرنيلا برامينغ، في حلقة تلفزيونية: "من غير المفاجئ مشاركة لاجئين عرب في اعتداءات ليلة رأس السنة. فالرجال في البلاد العربية معتادون على أن يجري ردعهم من قبل الآخرين عن ارتكاب أي حماقة. لكن في حالة كولن لم يكن هناك أحد من الجمهور ليردعهم".
كما قالت محاورتها غيتي أميري، المتخصصة في الثقافة العربية: "هناك مشكلة كبيرة بين الرجال العرب، الذين يحمل بعضهم قراءة أخرى للأنثى تختلف عن القيم الدنماركية. في المجتمعات الأبوية المرأة موجودة فقط لخدمة الذكور، وهي قيم تختلف عن القيم المعمول بها هنا".
قضية "الصدام الحضاري" ذهبت أبعد من ذلك، من خلال تذكير الإعلام بحوادث أخرى شبيهة جرت ليلة رأس السنة بعيداً عن كولن. ومن ذلك في مدن ألمانية أخرى، وفي فنلندا والسويد. بل استعاد البعض "التحرشات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة بحق صحافيات غربيات وسائحات في أماكن عامة وأمام المارة".
في هذا الوضع، تكثر التعليقات ويختلط فيها الرزين بالعنصري التعميمي الذي وصل حد التجييش لـ"طرد العرب من هذه الدول، لأنهم أصلاً لن يستطيعوا الاندماج في ثقافتنا". واللافت أنّ دولاً كان الإعلام فيها لا يسمح بالتعميم والإسقاط، بات يفتح صفحاته وبرامجه لمهاجرين من غير العرب لإلقاء اتهامات تفوح منها رائحة تصفية حسابات مع العرب في سياق اختلافات سياسية في بلدانهم الأصلية.
اقرأ أيضاً: الرعب الذي اجتاح نساء ألمانيا