الأهلي المصري.. يعشق التشويق وسحر الدقيقة 90

21 ابريل 2016
نجوم الأهلي وفوز الأوقات القاتلة (Getty)
+ الخط -

حقق النادي الأهلي، الثلاثاء، فوزا ثمينا على يانج أفريكانز التنزاني في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء الذي جمع الفريقين في منافسات إياب ثمن نهائي دوري أبطال أفريقيا، ليواصل الفريق المصري عادته بتحقيق الانتصارات بعد الدقيقة 90، وهي العادة التي التي لم يبرحها منذ عشرات السنين.

وكان الفريق المصري يحتاج لتحقيق الفوز من أجل ضمان التأهل، خاصة بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي 1-1، وكانت هذه هي نتيجة الإياب حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، قبل أن يطلق اللاعب عبد الله السعيد الأفراح في مدرجات الأهلي بهدف رائع من رأسية مثالية فشل الحارس في التعامل معها. وهي فرحة "متأخرة" اعتاد عليها جمهور "الشياطين الحمر" في مختلف البطولات.

ونجح الأهلي في أكثر من مواجهة في تحقيق قلب النتيجة لصالحه في الثواني الأخيرة، ومن بينها مباريات مصيرية، حوّلت مسار البطولة إلى دولاب ألقاب الفريق المصري، بعد أن كانت على بعد ثوانٍ من فريق آخر.

وتضم قائمة الضحايا أبرز الفرق المصرية وفي قارة أفريقيا بشكل عام، وكانت للأهلي في أكثر من مناسبة الغلبة في الظفر ببطولات بفضل أهداف أحرزها في أوقات قاتلة أعادت له ولجماهيره الأمل في تحقيق المستحيل.

فترة الثمانينيات
وبالعودة إلى ثمانينيات القرن الماضي، وبالتحديد في عام 1982، كان الأهلي يشارك في بطولة كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري (دوري أبطال أفريقيا حاليا)، وكان في وضع مشابه لمباراة الثلاثاء أمام يانج أفريكانز، حيث تعادل الفريق المصري أمام الأشغال الصومالي دون أهداف ذهابا، وفي الدقيقة الأخيرة من مباراة الإياب نجح اللاعب السابق علاء ميهوب وقتها في إحراز هدف الفوز، بعدما حوّل ركلة ركنية إلى الشباك، لتنطلق الاحتفالات في المدرجات وأرض الملعب.


 

وعاد اللاعب نفسه لإحراز قاتل آخر في موسم 1983-1984 بنهائي كأس مصر أمام المقاولون العرب، ليعدل النتيجة بعد أن كان فريقه متأخرا بهدف، قبل أن يفوز في الوقت الإضافي بنتيجة 3-1، ويتوّج باللقب المحلي.



ويبدو أن ميهوب كان صاحب الأهداف الحاسمة في الدقائق الأخيرة بهذه الحقبة، حيث كان له هدف مهم في عام 1987، أبقى على آمال فريقه في مواصلة المسيرة، بعدما أحرز هدف التأهل لنصف النهائي في مرمى أفريكا سبور الإيفواري، حيث كان الأهلي قد خسر ذهابا بهدفين نظيفين، وكان مُطالبا بالفوز بهدفين في الإياب، وأحرز وقتها حسام حسن الهدف الأول، قبل أن يضيف ميهوب الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة، ويفوز بعدها الفريق بركلات الترجيح، قبل أن يتوج باللقب.



وكان للزمالك، الغريم التقليدي للأهلي، حظ في أهداف اللحظات الأخيرة، وكان ذلك في ربع نهائي كأس مصر موسم 1988-1989، وكان التعادل يسيطر على اللقاء حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، ليحرز اللاعب ربيع ياسين هدف الانتصار للشياطين الحمر.



فترة التسعينيات
وبمرور الوقت أصبح من الصعب أن تفقد جماهير الأهلي الأمل في فريقها حتى صافرة النهاية. ونجح الأهلي في حسم بطولة كأس مصر على حساب الزمالك في عام 1992، بهدف أحرزه اللاعب السابق أيمن شوقي، بعدما أكمل كرة النجم التاريخي للأهلي طاهر أبو زيد داخل الشباك في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.



وخاض الأهلي كأس السوبر العربي (النخبة)، وكان التعادل السلبي هو الغالب على المباراة التي جمعته بالرجاء المغربي حتى الدقيقة 91، وأحرز الأهلي وقتها هدفين متتاليين عن طريق سمير كمونة وهادي خشبة، ليتوج الفريق المصري باللقب في الوقت القاتل.



2000 حتى الآن
وقد يكون أكثر الأهداف التي علقت في أذهان محبي النادي الأهلي وكرة القدم المصرية بشكل عام، هو الذي أحرزه أبو تريكة في مرمى الصفاقسي التونسي بالوقت القاتل في إياب نهائي دوري الأبطال، والذي أهدى اللقب إلى النادي المصري على أرض تونس، بعد أن تعادل الفريق إيجابيا في الإياب 1-1، وكان قد تعادل سلبيا في القاهرة.



وكان أبو تريكة قد أحرز هدفا آخر في العام نفسه في مرمى إنبي بالوقت القاتل، وأهدى فريقه وقتها كأس السوبر المصري، بهدف المباراة الوحيد، بعدما استغل خطأ من حارس المرمى ليسكن الكرة الشباك.



وكان للاعب الأهلي السابق شهاب الدين أحمد الدور الأكبر في تأهل الأهلي إلى دور المجموعتين عام 2010، فبعد أن كان الأهلي قد خسر ذهابا بهدفين، عادل الفريق المصري النتيجة على ملعبه، وكان يحتاج لهدف ثالث لحسم التأهل، وأحرزه لاعب الوسط بتسديدة رائعة من مسافة بعيدة سكنت الشباك في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.



وذاق إنبي مراراة كأس أهداف الأهلي القاتلة مرة أخرى في كأس السوبر المصري عام 2012، وأحرز وقتها المهاجم محمد ناجي جدو هدف الفوز القاتل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.



وعلى الجانب الآخر، واصل المهاجم عماد متعب هواية إحراز الأهداف في الوقت القاتل من عمر المباريات التي يشارك فيها، ليقتنص لفريقه ثلاث نقاط مهمة للغاية أمام مضيفه الإنتاج الحربي في الدقيقة 96 من عمر اللقاء في منافسات الموسم الجاري.

وبالطريقة نفسها تصل المباراة إلى الدقيقة 96، ويقترب الأهلي المصري من خسارة لقب كأس الاتحاد الأفريقي أمام سيوي سبور الإيفواري، ولكن الفريق تمسك بالأمل حتى الدقيقة الأخيرة، لينطلق وليد سليمان ويطلق عرضية مثالية، ويحولها المهاجم عماد متعب برأسية مثالية إلى الشباك، معلنا إحراز هدف الإنقاذ، لتنطلق الاحتفالات في استاد القاهرة، ويعيد اللاعب نفسه إلى الأذهان هدفه الحاسم في مرمى الجزائر عام 2009، ولكن هذه المرة بنهاية سعيدة.

المساهمون