الأمن المصري يمنع احتجاج أهالي المختطفين في ليبيا

21 يناير 2017
عمال مصريون يغادرون ليبيا(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
منعت قوات الأمن المصرية، اليوم السبت، أسر المختطفين الـ 15 في ليبيا من تنظيم وقفة احتجاجية على سلم نقابة الصحافيين.

وحالت التشكيلات الأمنية دون وصول العشرات من أهالي العمال المصريين المختطفين إلى مقر النقابة في شارع عبد الخالق ثروت، وسط القاهرة، قبل أن تحتجزهم عند أحد جوانب شارع شمبيلون قرب مبنى النقابة.

كما منعت السلطات الأمنية اثنين من الصحافيين من تغطية الوقفة الاحتجاجية، وهددتهما بالاعتقال بدعوى تعطيل الطريق العام.

واستنكرت أسر العمال المختطفين في ليبيا طريقة الأمن في التعامل معهم، معتبرين أنهم لم يأتوا إلى نقابة الصحافيين إلا بعد أن تجاهل كل المسؤولين طلباتهم، موضحين أنهم أرسلوا فاكسات وتلغرافات إلى الرئاسة ووزارتي الخارجية والداخلية وإلى النائب العام، وكان نصيبها التجاهل التام.

وأضاف الأهالي: "لو ولاد رتبة أو ضباط مكنش هيجي لكم بال تناموا... الحكومة ساكتة عن عيالنا، وبنلف كعب داير ومحدش سأل فينا...".

ورفع الأهالي صور ذويهم وعليها آثار التعذيب البشع الذي تعرضوا له على يد خاطفيهم، وكتبوا عليها "تعذيب العمال المصريين في ليبيا"، و"أين أنت من كل هذا يا ريس؟" و"نداء عاجل للرئيس عبد الفتاح السيسي: أخويا مخطوف في ليبيا".

وأعلن الأهالي عن نقل مظاهرتهم إلى أمام مجلس الوزراء وسط القاهرة، فهددتهم قوات الأمن بالاعتقال، حيث قيل لهم: "لو رحتوا هناك متلومناش على اللي هيحصل معاكم"، قبل أن يُطالَبوا بالحصول على ترخيص بالتظاهر.

ورغم ذلك تحرك الأهالي إلى "مجلس الوزراء" حاملين لافتات مطالبة بتحرك السلطات الأمنية، وسط حصار أمني.





وقال حمادة صلاح سيد، من قرية شريف باشا التابعة لمركز بني سويف، وهو شقيق أحد المختطفين، إنه حرر محضرًا في مركز شرطة بني سويف، يفيد باختطاف شقيقه الأصغر محمد، على يد جماعة مسلحة عذّبته وأرسلت صوراً له، وهو مقيد وآخرون بدت عليهم آثار تعذيب.

وأوضح أن المختطفين تواصلوا معه هاتفيًا وطلبوا منه فدية قدرها 72 ألف جنيه أو 20 ألف دينار ليبي للإفراج عنه، أو قتله إن لم يرسل المبلغ.

وأضاف حمادة في تصريحات صحافية: "تواصلت بعد ذلك مع وزارة الخارجية ولكنهم أكدوا أنهم لا يستمعون للشكاوى عن طريق الهاتف، وأعطوني رقم الفاكس الخاص بهم، فكتبته بخط اليد يوم الجمعة الماضي، يحمل تفاصيل الواقعة وعندما عاودت الاتصال في اليوم التالي قالوا: احنا معندناش بعثة دبلوماسية في ليبيا... هنعملك إيه؟".

ولفت حمادة إلى أن "المختطفين أخبروه في آخر رسالة له على "واتساب" أن أخوه مات".

وأضاف حمادة باكيًا: "يرضي مين دا، ولا احنا عشان غلابة مافيش مسؤول يسأل عنا، وهي البلد لو فيها خير كان أخويا سافر أو اتغرب".

وكان نشطاء وحقوقيون قد أطلقوا دعوة للتدوين عبر هاشتاغ #الغلابة_في_ليبيا.

وقالت الناشطة السياسية، إسراء عبد الفتاح: "المصري جوه بلده وبره بلده متهان وحقوقه ضايعة، هنا مش لاقي لقمة العيش، فبيتسلف عشان يسافر يدور على لقمة عيش محفوفة بالمخاطر زي السفر إلى ليبيا، دي مش أول مرة نسمع فيها عن مصريين اتخطفوا واتعذبوا واتقتلوا في ليبيا، وفي كل مرة الحكومة صم بكم عمى، أو بتتحرك بعد فوات الآوان".

وأضافت: "دلوقتي في 15 من العمال المصريين مخطوفين في ليبيا من نص ديسمبر، والخاطفين بعتوا صور مفزعة لأهاليهم وهما مربوطين بالسلاسل وعريانين وعلى أجسامهم آثار حروق، وطالبين فدية 70 ألف جنيه مقابل الإفراج عنهم، وقوة السيوشيال ميديا ياما حركت المياه الراكدة وأحرجت مسؤولين في الدولة عشان ياخدوا مواقف تجاه قضايا كثيرة، شيروا وانشروا واكتبوا وادعموا العمال المصريين، وادعموا أهاليهم وعرفوا الناس بمشاكلهم عن طريق التدوين على هاشتاغ #الغلابة_في_ليبيا".

وقال المحامي الحقوقي سيد البنا: "عصابات مسلحة خطفت عمال غلابة في ليبيا، العصابة بتساوم أسرهم على مبالغ مالية، المعلومات بتقول إن واحد بس اتقتل، وصلوا رسايلهم، دونوا، اكتبوا عنهم، أنقذوهم".

وغردت روزانا ناجح: "خبر موت العمال في ليبيا طلع لسه في شك وإنه واحد بس اللي اتقتل، ادعموهم قبل ما الخبر فعلا يتحقق والكل يروح"، مضيفة : "يمكن الحكومة الفاسدة تخاف ما تختشيش وتتحرك".