تنتشر في شتى أنحاء العالم جبال متراكمة من النفايات الصلبة، فكيف يمكن التقليص من أضرارها على الصحة والبيئة؟ وكيف يمكن تبادل الخبرات وتوحيد الجهود العربية والأجنبية لجعل العالم أفضل وأكثر أمناً؟
تساؤلات عديدة طرحت ضمن المنتدى الإقليمي الخامس حول الحلول الاقتصادية والاجتماعية لإدارة مستدامة للبيئة، والذي انتظم بتونس بمبادرة من الشبكة الإقليمية لتبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة النفايات في دول المشرق والمغرب العربي.
حاتم بن قديم رئيس ديوان وزير البيئة في تونس قال لـ"العربي الجديد": "إن إحكام إدارة النفايات والتقليص منها يحدّ من تأثيراتها السلبية على البيئة". وأكدّ أن تونس حرصت على إيلاء المجال البيئي العناية اللازمة ووضعت الإطار القانوني لذلك، كما قامت بإحداث وكالة متخصصة في التصرف في النفايات.
وأوضح "أننا اليوم بحاجة ماسة إلى تدعيم التعاون العربي وتبادل الخبرات في مجال إدارة النفايات"، مبيناً أن الشبكة الإقليمية لتبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة النفايات في دول المشرق والمغرب العربي"سويب.نت" سبق أن نظمت سلسلة من المشاورات وقامت بتبادل الزيارات لتعزيز التعاون العربي في هذا المجال.
في السياق ذاته، أشار أنيس إسماعيل منسق عام شبكة "سويب.نت" تونس لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الشبكة تعمل حالياً على تبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة النفايات، مبيناً أن هذا الملتقى هو فرصة لتعزيز التبادل مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، وقال: "سيتم إشراك وسائل الإعلام لأنها تلعب دوراً رئيسياً في رفع الوعي بالقضايا البيئية".
المنتدى الإقليمي الخامس حول إدارة المخلفات والذي ينتظم في تونس تحت شعار"الحلول الاقتصادية والاجتماعية لإدارة مستدامة للبيئة" جمع عدة خبراء ومتدخلين من شتى أنحاء العالم كألمانيا وموريتانيا والمغرب والجزائر ومصر وغيرها.
كلوي تويبفر المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، اعتبر أن على دول منطقة المتوسط وشمال أفريقيا أن توحّد جهودها، لأن هناك مخاطر كبيرة للنفايات خصوصاً السامة منها، مبيّنا أن الأعداد المتزايدة للسكان على وجه الأرض أدت إلى ارتفاع كميات النفايات التي تعتبر مهولة، ما يستدعي تطويرأساليب التخلص منها.
ودعا كلوي إلى ضرورة وضع اتفاقيات دولية مشتركة والمصادقة عليها لمعالجة مثلى للنفايات.
من جهته، وأوضح منير مجدوب، اختصاصي في السياسات البيئية، وكاتب الدولة للبيئة سابقاً لـ"العربي الجديد"، أن الحديث عن حسن التصرف في النفايات يتطلب فهم طبيعة النفايات وحجمها ونوعيتها. وبيّن أنه لا بد من قاعدة بيانات لتحسين أنظمة المتابعة والعمل على السيناريوهات المستقبلية وتحديد منوال إنتاج النفايات للأعوام المقبلة.
وأكدّ مجدوب، بحسب منظمة الأغذية والزراعة، أن ثلث النفايات في العالم بل ثلث أطعمتنا في الكرة الأرضية تُلقى في القمامة. ويقول "نحن بصدد إتلاف المواد الغذائية في القمامة، فمختلف المناطق الصناعية في العالم تلقي ثلث إنتاجها وتبذره، ومن المفارقات أنه يوجد أكثر من مليار إنسان يعاني من المجاعة".
وأضاف إن أمننا الغذائي مهدد وعلينا التوقف عن تبذير الأغذية، وإن لم يكن لأسباب اقتصادية فليكن لأسباب أخلاقية.
اقرأ أيضاً:إسرائيل تنوي إقامة مكب لنفاياتها على أراضي القدس