وبحسب الداخلية، فإنّ هذه "العناصر الإرهابية تتولى نقل وتأمين تحركات العناصر الإرهابية الأخرى، المتمركزة في جبال القصرين باتجاه سيدي بوزيد، مستعملة سيارات ودراجات نارية، كما تتولى تمويلها لوجستياً وتقديم معلومات حول تحركات الدوريات العسكرية والأمنية في الجبهة".
ولفتت إلى أنّ "وحدات إقليم الحرس الوطني بسيدي بوزيد، حجزت في 9 من الشهر الحالي، 4 قطع سلاح في جهة سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد، وإنها بمتابعة الموضوع تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة بالتنسيق مع مصلحتي مكافحة الإرهاب بالقصرين وقبلي من ضبط وإيقاف العناصر المشبوهة".
كذلك حجز الأمن وسائل النقل التي تمّ اعتمادها في الغرض، واحتفظ بكافة أفراد المجموعة بعد استشارة النيابة العمومية في القطب القضائي بالعاصمة.
وفي هذا السياق، أوضح العميد السابق في الجيش الوطني، ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العناصر الإرهابية تعتمد على خلايا عدّة، وأن لكل مجموعة وظيفتها"، مبيناً "وجود خلايا لرصد القوات الأمنية والعسكرية، الأمر الذي بينته التحقيقات مع العديد من العناصر التي قبض عليها واعترفت بتوليها مراقبة الشوارع، والمناطق الحساسة في محاولة لإحصاء أعداد، وتنقلات الوحدات الأمنية والعسكرية".
وأضاف بن نصر، أن "هناك مجموعات عدّة، البعض منها تكون مهمته انتداب عناصر جديدة، في حين تتولى مجموعات أخرى تقديم الدعم المالي واللوجستي وإيصال المؤونة إلى الإرهابيين المتحصنين في الجبال".
وأشار إلى أن وزارة الداخلية وعلى امتداد العام 2015 وبداية 2016 كانت متفطنة لهذه المسألة الخطيرة، وتمكنت من وضع اليد على عدد من الخلايا، وضبط تلك التي تتولى تقديم الدعم اللوجستي بمختلف أصنافه سواء كان معدات طبية، أو أسلحة وغذاء، كل حسب اختصاصه، وبمختلف محافظات الجمهورية.
واعتبر بن نصر، أنّ "كشف مثل هذه الخلايا، من شأنه أن يزيد في الخناق على الإرهابيين، ويحبط مخططاتهم التي يعتزمون تنفيذها"، مبيناً أن تجفيف المنابع وقطع الامتدادات المالية، والبشرية مهم جداً ويعتبر في غاية الأهمية في "مقاومة الإرهاب".
وأضاف العميد السابق في الجيش الوطني، أنه "كلما تم التفطن إلى عناصر الدعم كلما تم إجهاض وخنق العناصر الإرهابية، الأمر الذي جعلها غير قادرة على القيام بعملياتها".