وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي رفض الكشف عن تفاصيل هذه العملية الأمنية، وأشار في تصريح أدلى به خلال جلسة عامة في مجلس نواب الشعب، أمس الثلاثاء، إلى أنّه سيكشف عن تفاصيل التوقيفات الأخيرة عند الانتهاء من التحقيقات، لافتاً إلى أنّ العملية الأمنية في سوسة لا تزال جارية، وأنّ سبب التكتم عن الحيثيات يعود لأسباب أمنية.
ولكن الخبير الأمني علي الزرمديني، أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ العملية تعتبر كبيرة، وأنّ هذه المجموعة كانت تستهدف أعلام مدينة سوسة، ونخبها الفكرية والسياسية والرياضية، بالإضافة إلى استهداف مؤسسات اقتصادية كبرى في سوسة وجوارها.
وقامت قوات الأمن بعملية مداهمة لأحد المنازل في مدينة الحمامات (80 كيلومتراً تبعد عن سوسة)، وتمكنت من إيقاف 4 أشخاص من عائلة ذاتها، بينهم شقيقان على علاقة بالمجموعات المسلحة التي تم إيقافها في سوسة، مساء الأحد بمنطقة البرجين من معتمدية مساكن (محافظة سوسة) للاشتباه في تورطهم بمحاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين.
كما حجزت أسلحة عدّة بينها "كلاشينكوف" وسلاح من نوع بيريتا وذخيرة وكمية من المواد المتفجرة، ووثائق خطيرة وسيارة يبدو أنها استعملت في محاولة اغتيال النائب شرف الدين، ودراجة نارية يرجح أنّها استعملت في عملية قتل عون أمن بسوسة في شهر أغسطس/آب الماضي.
الزرمديني، لفت إلى أنّ "المجموعة تدين بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتستهدف أيضاً مقرات ودوريات أمنية، إلى جانب اغتيال شخصيات مشهورة، عبر اغتيالها مباشرة أو بتفجير المباني باستعمال تقنية مبسطة تُستعمل فيها أواني الطبخ المضغوطة بمواد شديدة الانفجار".
كما أوضح أنّ المجموعة، التي تم القبض عليها تتكون من ثلاثة أشخاص غير أنّها تنتمي إلى مجموعة أكبر تتكون من 14 شخصاً، ويبدو أن تسريب المعلومات في الوسائل الإعلامية قد نبّه بقية عناصرها للتخفي، وهو ما يفسر امتناع وزير الداخلية عن تقديم تفاصيل لدواعٍ أمنية.
من جهتها، اعتبرت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، بدرة قعلول، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه العملية الاستباقية الناجحة تُحسب لمصالح الأمن التونسي وأجهزته الاستخباراتية خصوصاً وأن الخلية الإرهابية كانت ستنفذ عملياتها قريبة جداً".
وأضافت قعلول، أنّ الملاحظ هو تركيز المجموعات الإرهابية على مدينة سوسة وعلى المناطق السياحية الساحلية بالذات، ولكن الداخلية تركز أيضاً على هذه المناطق لامتلاكها معلومات حول تحرك هذه المجموعات.
ونبّهت إلى وجود خلايا عديدة أخرى لم تتحرك بعد، خصوصاً أن الوضع الإقليمي شديدة التعقيد في الفترة الأخيرة، بعد انتقال عدد من المقاتلين من الشرق الأوسط إلى ليبيا. ولفتت إلى أن تنظيم "القاعدة" كان قد اعتبر أن منطقتنا تشكل المتنفس، إذا اشتّد الخناق على الشرق الأوسط.
إلى ذلك، شددت على أن الفترة الحالية تستبعد تونس حالياً كحلبة صراع واسع لأن هذه المجموعات بصدد تركيز نفسها أولاً في ليبيا، التي تعتبرها مُنطلقاً لاتساع نفوذها في اتجاه الجزائر وتونس، إذ بدأت تفقد شيئاً من نفوذها في العراق وسورية.
اقرأ أيضاً: نائب تونسي يتعرّض لمحاولة إغتيال