الأمم المتحدة: السعودية والإمارات والكويت تعهدت بمساعدات لليمن ولم تدفع شيئاً

15 سبتمبر 2020
شبح المجاعة يخيم على اليمن مجددا (أوكسفام)
+ الخط -

أبدى مسؤولان في الأمم المتحدة، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، تشاؤمهما بسبب تدهور الوضع في اليمن، حيث "يهيمن مجددا شبح المجاعة"، فيما لم تحترم كثير من الأطراف العربية المانحة، ومنها السعودية وعودها بتقديم منح مالية.
وتحدث موفد الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، عن "معارك محتدمة، وحاجات إنسانية متزايدة فيما جائحة كورونا تعيث فسادا"، مشيرا إلى أن اليمن "ينحرف عن طريق السلام"، وأوضح أنه أرسل الأسبوع الماضي، إلى الأطراف المعنيين مشروع "إعلان مشترك" يعكس النقاط التي طرحت خلال المحادثات السابقة، مضيفا "حان الوقت لتنجز الأطراف سريعا المفاوضات" حول اتفاق سلام.
من جهته، حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من "شبح المجاعة" في اليمن، وحمل مباشرة على دول أعضاء في الأمم المتحدة، قائلا "الكثير من الأطراف المانحة، ومنها السعودية والإمارات والكويت تحملت مسؤولية في السنوات الأخيرة، لكنها لم تقدم شيئا للأمم المتحدة هذه السنة".
وأضاف لوكوك: "من المستهجن التعهد بتقديم المال بما يعطي الناس أملا بأن المساعدة في طريقها إليهم، ومن ثم تحطيم هذه الآمال من خلال عدم الإيفاء بالوعود".
وحذر من أن "أكثر من تسعة ملايين شخص تضرروا من جراء الاقتطاع المتزايد في برامج المساعدة، بما في ذلك الأغذية والمياه والعناية الصحية. الاستمرار في منع المال عن العون الإنساني يعني الحكم بالموت على عائلات كثيرة"، داعيا الأطراف المانحة "إلى الإيفاء بوعودها من الآن وزيادة دعمها".
وقال المسؤول الأممي: "في الأسابيع الأخيرة تفاقم النزاع، خصوصا في وسط البلاد (...) وفي أغسطس/آب، كانت حصيلة القتلى المدنيين أعلى منها في  أي شهر آخر منذ مطلع السنة. المناطق التي تعاني من الجوع هي تلك الأكثر عرضة للمعارك".

ولم يشر أي من المسؤولين الأمميين إلى أي تقدم باتجاه بعثة تحقيق أممية، أو إصلاح ناقلة النفط المهجورة "صافر" الراسية قبالة الحديدة، والتي يحتمل أن تنفجر أو تنشطر متسببة بتلوث كبير، وتحاول الأمم المتحدة منذ سنوات إزالة الخطر الذي تشكله السفينة، إلا أن الحوثيين يرفضون حتى الآن السماح لها بالوصول إليها.
وفي بيان نقلته منظمة "أوكسفام"، الثلاثاء، دعت 31 منظمة يمنية "المجتمع الدولي والأطراف المانحة إلى ممارسة مزيد من الضغط على الأطراف المعنيين بالنزاع، والداعمين لهم، لوقف العمليات العسكرية فورا في البلاد".
وأضاف البيان أن عليهم التحقق من "أن كل الجهود يجب أن تنصب على محاربة كورونا، وعلى عودة مفاوضات السلام التي ينبغي أن تشمل مشاركة النساء والمجتمع المدني".
وقتل وأصيب عشرات آلاف الأشخاص في اليمن، ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج أكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم نحو 29 مليون نسمة إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم.

 

(العربي الجديد, فرانس برس)

المساهمون