موسم الأمطار على وشك أن يحل في جنوب السودان، إلا إن الحرب في تلك البلاد الحديثة التكوين أجبرت أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم، مخلفة قلة لتقوم بزراعة المحاصيل أو حصادها.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إنها تشعر بالفزع حيال قلة اهتمام حكام البلاد بأن كارثة مجاعة تلوح في الأفق.
وقالت نافي بيلاي مشيرة إلى رئيس جنوب السودان ونائبه السابق "إن احتمال استشراء الجوع وسوء التغذية قد يصيب مئات الآلاف من أبناء شعبهما، بسبب إخفاقهما الشخصي في حل خلافاتهما سلمياً، والتي لا يثير اهتمامهما كثيرًا كما يبدو".
وقالت بيلاي في مؤتمر صحافي في عاصمة جنوب السودان اليوم إن البلاد على شفا الكارثة كونها واقعة تحت قبضة مزيج قاتل من تبادل الاتهامات وخطاب الكراهية وأعمال القتل الانتقامية منذ ديسمبر/كانون الأول . وكان ذلك عندما انحدرت البلاد الى أعمال عنف جماعي إثر خلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك ماشار، زعيما الجماعتين الاثنيتين اللتين تقومان الآن بأعمال القتل الجماعية ضد بعضهما بعضا.
وقالت بيلاي "إذا وقعت مجاعة في وقت لاحق هذا العام، والوكالات الإنسانية تخشى من ذلك بشدة، فالمسؤولية عن ذلك تقع بشكل مباشر على عاتق قادة البلاد الذين وافقوا على وقف الأعمال العدائية في يناير/ كانون الثاني ثم فشلوا في تنفيذ ذلك، في حين يتبادلون الاتهامات بالوقوف وراء الأزمة".
ومثل استخدام كلمة "إبادة جماعية"، غالبا ما ينظر إلى استخدام كلمة "مجاعة" كملاذ أخير من قبل المسؤولين الحكوميين ومسؤولي المساعدات.
وقال بيتر فام، مدير مركز المجلس الأطلسي في أفريقيا ومقره واشنطن، إنه بينما لا يوجد شك في أن مئات الآلاف، إن لم يكن ملايين، السكان جنوب السودان سيكونون في حاجة إلى أغذية هذا العام. مضيفا أنه يشعر بالقلق أيضا من أن انتشار استخدام لغة الإثارة في عناوين الصحف قد يؤدي إلى تزايد الحساسية بالبلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إبريل الجاري "بدون اتخاذ إجراءات فورية، قد يواجه نحو مليون شخص المجاعة خلال أشهر".
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يواجه عجزاً بقيمة 224 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لتوفير مواد غذائية لنحو 1.1 مليون شخص. وقال توبي لانزر، المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة لجنوب السودان، إن الصراع يعرض سبعة ملايين شخص لخطر مواجهة مجاعة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
