الأمم المتحدة في نيويورك تشهد شهراً غير مسبوق في إبريل

12 ابريل 2020
الاجتماعات تعقد عبر دائرة الفيديو (Getty)
+ الخط -
تعيش الأمم المتحدة شهراً استثنائياً في إبريل/نيسان وغير مسبوق في تاريخها بعدما علق رئيسها الدوري في الكاريبي، وبعد حصول تسريبات كبيرة خلال جلسة مغلقة للسفراء، واجتماعات عبر دائرة الفيديو المغلقة، في مدينة تفشى فيها فيروس كورونا الجديد بقوة.

وفي نيويورك، تشكل المنظمة الأممية استثناء، إذ إنها لا تزال تعمل وحتى الآن كان العاملين فيها في منأى عن فيروس كورونا الجديد، ربما لأنها واصلت أنشطتها عن بعد قبل أن تصبح نيويورك بؤرة الوباء في الولايات المتحدة وتقرر أن تحذو حذوها.

وفي ظروف غير عادية تتخذ تدابير استثنائية في ظلّ مواقف غير متوقعة وغير مسبوقة:

كل شهر، يتولى بلد عضو رئاسة مجلس الأمن الذي يبلغ عدد أعضائه 15 دولةً، وفقا للتسلسل الأبجدي. فبعد الصين في مارس/آذار جاء دور جمهورية الدومينيكان في إبريل/نيسان قبل إستونيا في مايو/أيار.

لكن المشكلة هي أن سفير الدومينيكان خوسيه سينغر توجه الشهر الماضي إلى سانتو دومينغو لتلقي التوجيهات وعلق هناك بسبب إغلاق الحدود. وبفضل الاجتماعات عبر دائرة الفيديو المغلقة نجح في إدارة نقاشات المجلس بشكل جيد. وقال أحد السفراء إن زملاءه سخروا منه لارتدائه "لباساً تقليدياً" في يوم من الأيام.

أثار سفراء مجلس الأمن، الخميس الماضي، مفاجأة خلال أول اجتماع لهم حول وباء كوفيد-19 وهم دائماً على استعداد للتنديد بتسريبات نقاشاتهم السرية.

وكان الاجتماع المقرر "في جلسة مغلقة" بدأ للتو ونشرت صورة للمشاركين فيه على "تويتر". وقام آخرون بنشر مقتطفات لمداخلات وذهب البعض إلى حد إرسال  كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قبل انتهاء الاجتماع، لوكالة "فرانس برس" عبر البريد الإلكتروني. وقال مسؤول أممي ساخراً "هناك شفافية أكبر في جلسة مغلقة".

ولجأ الدبلوماسيون إلى اللقاءات عبر دائرة الفيديو المغلقة بكثافة. وقال سفير "لا نرى بوضوح والصوت رديء لكن هذا يلزمنا على الاختصار". وأضاف "نستخدم تطبيق الواتساب والفيديو وهذا صعب جداً لكننا ننجز عملنا"، في حين دعا البعض إلى "عزل مجلس الأمن".

وتكثف الأمانة العامة كما الدبلوماسيون المؤتمرات الصحافية أو اللقاءات غير الرسمية عبر تطبيق زوم غير الآمن كثيراً. واللقاءات تكشف دبلوماسيين في غرف نومهم أو تظهر فيها صورة كبيرة لزوجاتهم، بسبب خطأ في الاستخدام.

رغم العزل يبقى مقر الأمم المتحدة مفتوحاً لكن المدارس والمتاحف والمسارح مغلقة. ويواصل العاملون الثلاثة آلاف في المنظمة الأممية أنشطتهم منذ منتصف مارس/آذار باستخدام وسائل عمل عن بعد. وكان غوتيريس يأتي يوميا إلى مكتبه، لكنه بات يستخدم الأقنعة الواقية وفي الشهر الحالي قرر العمل بالتناوب بين مقر عمله وإقامته القريب على الضفة الشرقية.

وعادة تستقبل الأمم المتحدة أكثر من 11 ألف زائر يومياً ولم يعد يتعدّى العدد حالياً 140 بحسب المنظمة. وتنفي الأمم المتحدة نفياً قاطعاً الشائعات التي تتحدث عن غزو الجرذان لطوابق المبنى المتواجدة تحت الأرض.

(فرانس برس)

المساهمون