الأمم المتحدة: ضحايا العنف في ولاية راخين تجاوزا الألف والغالبية من الروهينغا
وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان بميانمار، يانغي لي: "قد يكون حوالى ألف شخص أو أكثر لقوا مصرعهم". وأضافت: "ربما القتلى من الجانبين، لكن الغالبية الكبرى من الروهينغا".
ودانت عدة دول وجهات دولية المجازر العرقية التي ترتكب ضد الأقلية المسلمة هناك. وشجب علماء مسلمون، في مؤتمر أقيم في تركيا اليوم، الإبادة العرقية المستمرة منذ فترة في البلاد، ودعوا إلى خطوات عملية لنصرة مسلمي الروهينغا، ورفع الظلم عنهم.
وناشد العلماء من مرجعيات مختلفة، بـ"ضرورة تقديم الدعم المادي بشكل عاجل إلى اللاجئين الأراكانيين، عبر مساعدتهم بالمال والجهد وإرسال اللجان الإغاثية"، إضافة إلى تقديم الدعم الشعبي لهم عبر تنظيم تظاهرات حاشدة، وضغط العلماء على الحكام للتحرك لنصرة القضية.
وقال عبد الوهاب أكنجي، منسق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تركيا، إن "الحل الأنسب الآن هو توجيه المسلمين وتوعيتهم ضد هذه الجرائم البشعة التي تنفذ في بورما (ميانمار)، وقيام الحكام والحكومات في جميع الأقطار الإسلامية بواجبهم ضد هذه الجرائم".
وشدد على أنه "يجب مد يد العون لإخواننا في أراكان، والخطوة الأهم هي أن نجمع شملنا، وأن نوحد أنفسنا، ووحدة المسلمين هي طريق مهم لنصر إخواننا في أراكان، ورفع الظلم عن المسلمين في كل مكان".
من جانبه، قال محمد عوف، عضو جبهة علماء الأزهر، إنه "لا بد من الإغاثة العاجلة بالمال والجهد وإرسال اللجان الإغاثية، مع تقديم الدعم السياسي لهم، ويجب على الأمة الإسلامية أن تخرج في مظاهرات للتنديد بهذه الجرائم الوحشية".
وأشار عوف إلى أنه "يجب على الأمة أن تتكتل في كتلة واحدة، وأولى واجبات الأمة في ذلك أن يتوحد العلماء".
دوليا، أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها حيال العنف هناك، داعية السلطات إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى ولاية راخين. لكن وزارة الخارجية الأميركية لم تكشف ما إذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات ضد النظام أو ما إذا كان المسؤولون الأميركيون قد وجدوا المعلومات التي تتحدث عن مجازر برعاية الدولة تتمتع بالصدقية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، للصحافيين، إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من الوضع المضطرب في ولاية راخين بشمال بورما"، وهي أفقر ولايات البلاد. وأضافت: "لقد حدث نزوح كبير للسكان المحليين على أثر انتهاكات خطيرة مزعومة لحقوق الإنسان، من بينها إحراق قرى للروهينغا وممارسة عنف من طرف قوات الأمن ومن جانب المدنيين المسلحين أيضا".
وتابعت: "ندين مجددا الاعتداءات الدامية ضد قوات الأمن البورمية، لكننا ننضم للمجتمع الدولي في مطالبة هذه القوات بمنع وقوع مزيد من الاعتداءات على السكان المحليين بطرق تتناسب مع سلطة القانون، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان".
من جهتها، طالبت كندا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف المجازر والانتهاكات التي تتم بحق أقلية الروهينغا، بينما اتهمت المعارضة حكومة البلاد بـ"الصمت" حيال تلك الانتهاكات.
وجاءت المطالبة الكندية على لسان وزيرة الخارجية، كريستيا فريلاند، في بيان صادر عنها، اليوم الجمعة، شددت فيه على قلق كندا البالغ حيال الوضع "الخطير" الذي يزداد سوءًا في ولاية أراكان، وتأثيره الكبير على الجارة بنغلاديش.
وطالبت الوزيرة، في بيانها، مستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) في ميانمار (بورما سابقا)، أونغ سان سو تشي، والمسؤولين العسكريين، بـ"التصرف بمسؤولية حيال الأزمة الإنسانية الموجودة هناك".
(الأناضول، فرانس برس)