الأمم المتحدة تعلن افتتاح محادثات اليمن غداً..والوفد الحكومي يحذر

20 ابريل 2016
موافقة وفدا الانقلابيين جاءت بعد رسالة من ولد الشيخ(Getty)
+ الخط -
أعلنت الأمم المتحدة أن الجولة الثالثة من مشاورات السلام اليمنية ستنطلق يوم غد الخميس، فيما أعلن الوفد الحكومي إلى المحادثات مهلة لحضور الانقلابيين إلى يوم غد، وإلا سيضطر لمغادرة الكويت. 

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في تصريحات صحافية اليوم، أن المفاوضات ستبدأ يوم غد الخميس في الكويت، تحت إشراف الأمم المتحدة. 

وجاء إعلان الأمم المتحدة، فيما أعلن الوفد المفاوض عن الحكومة أن سيكون مضطراً يوم غد، 21 أبريلنيسان الجاري، للمغادرة إذا لم يحضر وفدا جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي، والذي يترأسه الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح. 

وحمل الوفد الحكومي الذي وصل منذ أيام إلى الكويت، الانقلابيين كامل المسؤولية "عن إفشال المشاورات في حالة عدم بدء انعقادها صباح غد الخميس"، وذلك بعد أن "أعطيت لهم الفرصة الكاملة، وتحلينا بالصبر الكافي، حرصاً منا على تحقيق أي خطوة من أجل السلام وحقن دماء أبناء شعبنا"، حسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) بنسختها الحكومية. 

من جانبه، أعلن رئيس الوفد المفاوض عن الحوثيين، محمد عبدالسلام، أنهم وصلوا، مساء اليوم، إلى العاصمة العُمانية مسقط، ومن المقرر أن يتوجه الوفد الليلة أو صباح غد إلى الكويت. ​

وتأتي هذه التصريحات بعد 72 ساعة عصيبة كادت خلالها المشاورات أن تنهار قبل أن تبدأ، إثر تأخر وفدي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب "المؤتمر الشعبي" عن الحضور.

وأوضحت مصادر سياسية يمنية في العاصمة صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن "وفدي الانقلابيين غادرا صنعاء عصر الأربعاء، على متن طائرة عُمانية متوجهين إلى مسقط، ومنها إلى الكويت، حيث من المقرر أن تنطلق المحادثات الخميس بجلسة افتتاحية يحضرها سفراء ودبلوماسيون ومسؤولون من الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي".

ووفقاً لما أعلنه شريكا الانقلاب فإن "الموافقة على المشاركة جاءت بعد رسالة من المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أوضح فيها بعض القضايا التي كان الانقلابيون يطالبون بها، والتعهد بشأن أخرى"، إشارة إلى مطالبتهم بضمانات بثبيت وقف إطلاق النار؛ أبرز الشروط التي تمسك بها الطرفان وتسببت بتأجيل موعد انطلاق المحادثات، كما أكد الطرفان على حقهما باتخاذ أي موقف في حال عدم الالتزام بوقف الأعمال العسكرية، أو فرض أجندة غير متوافق عليها.

وتباينت المعلومات حول ملابسات الساعات الأخيرة التي دفعت شريكي الانقلاب إلى الموافقة على المشاركة، إذ تحدثت مصادر قريبة من الجماعة عن وفد عُماني وصل إلى صنعاء بالتزامن مع الاتصالات الأممية، فيما تقول مصادر أخرى إن رسالة بعث بها سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مساء الثلاثاء، عقب لقاء مع الوفد الحكومي في الكويت، كان لها دور في هذه الموافقة.

وكان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 أحد أبرز محاور الخلاف غير المعلنة خلال الأيام الماضية، إذ سعى الحوثيون وحلفاؤهم إلى فرض مطالب من شأنها تجاوزه، بما يتضمنه من مطالب محددة بانسحاب المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، وعقوبات على قيادتي الجماعة والحزب، فيما تمسك الجانب الحكومي بالقرار واعتبره مرجعاً لأي محادثات سياسية.

وكان لافتاً في الرسالة التي بعثها الحوثيون وحزب "المؤتمر" إلى ولد الشيخ، وتضمنت الموافقة على المشاركة، أنها تحدثت عن توضيحات في بعض القضايا وتعهدات في أخرى، من دون أن تفصح عن ماهيتها، وهو ما فتح الباب للتفسيرات التي ربطت بعضها التعهدات بجانب وقف إطلاق النار، وأخرى ذهبت إلى ربطها بالقرار الدولي.

لكن القيادي في الجماعة، وعضو الوفد، مهدي المشاط، كان أكثر وضوحاً في تصريح على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، حيث قال إنهم تلقوا "تأكيدات بتثبيت وقف النار والأعمال القتالية بشكل كامل وكل ما من شأنه حفظ وسيادة واستقلال البلاد، وكذلك تلقينا تأكيدات بأن تكون أجندات الحوار واضحة".

وفدا الحوثيين وصالح

يترأس وفد الحوثيين الذي توجه إلى المحادثات، الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، فيما سيكون نائب رئيس الوفد، مسؤول ملف التفاوض، مهدي المشاط، وهو مدير مكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

ويضم الوفد في عضويته القيادي حمزة الحوثي (شارك في محادثات جنيف 1 العام الماضي)، والقيادي الناصري (سابقاً)، حميد عاصم، بالإضافة إلى الناشط ناصر باقرقوز، والقيادي في الجماعة سليم المغلس، والدبلوماسي السابق، عبدالإله حجر.

من جانبه يترأس فريق حزب "المؤتمر"، الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، ويضم في عضويته، الأمين العام المساعد، ياسر العواضي، كما يضم في العضوية اثنين آخرين من الأمناء العموم المساعدين، وهم فائقة السيد، وأبوبكر القربي، بالإضافة إلى محافظ حضرموت الأسبق، خالد الديني، وعضو اللجنة العامة، يحيى عبدالله دويد، وعضو اللجنة الدائمة للحزب، عايض الشميري.

يشار إلى أن وفد الحكومة الشرعية يترأسه عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية، وكان قد وصل إلى الكويت مطلع الأسبوع الجاري، إلا أن تأخر وفد الانقلابيين تسبب في تأجيل انطلاق المشاورات التي تنعقد في "الديوان الأميري"، وهي أول جولة محادثات تُعقد في دولة خليجية، تعتبر جزءاً من دول التحالف العربي، الأمر الذي يمنحها أهمية استثنائية بالمقارنة بما سبقها من الجولات.


خروقات للهدنة في تعز

ميدانياً، تواصلت خروقات وقف إطلاق النار في مدينة تعز، جنوبي اليمن، على نحو محدود، حيث اتهمت مصادر في المقاومة الحوثيين وحلفاءهم بالقصف باتجاه مواقع المقاومة في المدينة.

ووفقاً للمصادر فقد حلقت مقاتلات التحالف في سماء تعز، وتزامن معها سماع انفجارات، يُعتقد أنها استهدفت مواقع للحوثيين في جبل الهان والتبة السوداء شرق تعز.

وفي محافظة مأرب، وسط اليمن، أعلنت مصادر تابعة للحوثيين أن التحالف نفذ غارتين على الأقل في منطقة صرواح غرب مأرب، حيث تجري اشتباكات متقطعة منذ أشهر. ​