وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان "تغير المناخ والأرض"، وسلط الضوء على الحلقة المفرغة لتغير المناخ وتدهور الأرض، أن البشر أثروا على أكثر من 70 في المائة من الأراضي الخالية من الجليد، وأن ربع هذه الأرض قد تدهور. كما أن الطريقة التى يتم بها إنتاج الطعام وكيفية تناوله تساهم فى فقدان النظم الإيكولوجية الطبيعية وفي تدهور التنوع البيولوجي.
وقالت اللجنة الحكومية للتغيرات المناخية إنّ درجة حرارة الهواء قد ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، أي ضعف متوسط الارتفاع العالمي الذي يتضمن أيضا المحيطات.
وحذر علماء اللجنة التابعة للأمم المتحدة من أن العالم يواجه خطراً كبيراً من الجفاف وحرائق الغابات وذوبان الجليد والإمدادات الغذائية غير المستقرة. وتقول اللجنة الحكومية إنه "من المتوقع أن تزداد المخاطر بشدة في ظل درجات الحرارة المرتفعة".
ودعت اللجنة المعنية بتغير المناخ كذلك إلى تحول عالمي نحو تناول المزيد من الأغذية النباتية وتقليل اللحوم، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الماشية، وأن يوفر مساحات من الأراضي من أجل استخدامات أكثر استدامة.
وقال هانس أوتو برانتر، عالم البيئة الذي شارك في رئاسة الفريق العامل التابع للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ: "لا نريد أن نوجه الناس إلى ما يأكلونه". مضيفاً "لكن سيكون من المفيد حقًا لكل من المناخ وصحة الإنسان التقليل من استهلاك كميات اللحوم".
هذا التحذير جاء بعد عام من تقرير للجنة الحكومية الدولية عن التغير المناخي، الذي قال إن العالم أمامه حتى عام 2030 فقط للحدّ بشكل كبير من اعتماده على الوقود الأحفوري ومنع وصول الكوكب إلى ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
ويزيد تغير المناخ من وتيرة وشدة الجفاف والفيضانات والموجات الحرارية التي يمكن أن تدمر بلا رجعة النظم الإيكولوجية الطبيعية وتؤدي إلى نقص الغذاء.
ويقول التقرير إن هناك أيضاً مجالاً لوقف الدمار من خلال زراعة الأشجار في الأراضي الزراعية وإدارة التربة بشكل أفضل والحد من هدر الغذاء، والتي تعد حلولا مفيدة يمكن أن تعزز إنتاجية الأراضي وتقلل من انبعاثات الغازات.
صندوق البيئة العالمي سبق أن أشار إلى أن هدر الطعام واستهلاك اللحوم من العوامل المساهمة بقوة فى الاحتباس الحراري، إذ تنتج نفايات الغذاء ما بين 8 إلى 10 بالمائة، والماشية 14.5 بالمائة من الانبعاثات العالمية.
وبحسب تقرير سابق للجنة الأمم المتحدة، فإن ما بين 25 إلى 30 بالمائة من إجمالي الأغذية المنتجة لا يتم تناولها على الإطلاق، بينما يعاني 821 مليون شخص حول العالم من نقص التغذية.
ولا يمكن تفادي العواقب الكارثية المحتملة لتغير المناخ إلا إذا تعاونت جميع البلدان وعملت معًا بهدف خفض معدلات انبعاث ما يسمى الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة كبيرة وزيادة قدرة سكان العالم على مواجهة مخاطر تقلب المناخ وتغيره.
من جهتها، سبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه بين عامي 2030 و2050، قد يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع أعداد الوفيات بـ250.000 حالة إضافية سنويا، بما في ذلك 38000 من كبار السن بسبب تعرضهم لحرارة الشمس، إضافة إلى 48000 سيتوفون بسبب الإسهال والملاريا، وسيكون عدد الأطفال الذين سيموتون بسبب سوء التغذية بين 60000 إلى 95000.
في حين أعلنت الأمم المتحدة أن كلفة الأضرار المباشرة على الصحة ستكون بين 2 و4 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030.