وتشهد البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، وفق ما أوردته وكالة "رويترز"، وتصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بدرجة كبيرة منذ أن قتلت ضربة جوية بطائرة مسيرة أميركية قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، منسق استراتيجية إيران العسكرية في المنطقة. ومن بين حلفاء طهران جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش، على "تويتر"، إن "إبقاء لبنان بدون حكومة تتسم بالكفاءة والمصداقية عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة"، مضيفاً "أحث الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير".
Twitter Post
|
وبعد أسابيع من المشاورات تم تكليف حسان دياب، وهو وزير سابق، بتشكيل الوزارة الشهر الماضي بدعم من "حزب الله" وحلفائه السياسيين، ومنهم "التيار الوطني الحر"، الذي أسسه الرئيس ميشال عون. لكن دياب لم يحظ بدعم الحريري المتحالف مع الغرب ودول الخليج العربية.
واجتمع دياب مع عون مساء أمس الثلاثاء، ولم يدل بأي تصريحات عقب الاجتماع. وأثارت الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة في لبنان مخاوف على استقراره، إذ أدى نقص العملة الصعبة إلى هبوط حاد في قيمة الليرة اللبنانية ودفع البنوك لفرض قيود على السحب من الودائع والتحويلات للخارج.
من جانبه، قال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، "نحن بوضع استثنائي، ومعيارنا الوحيد هو إمكانية نجاح الحكومة في إخراجنا من الوضع الحالي. ليس صحيحاً أن هناك عقدة في وزارة الخارجية. نحن منفتحون على كافة الخيارات".
وأضاف في تصريح لتلفزيون "الجديد" أوردته الوكالة الرسمية: "يمكن أن نكون في حال تأييدنا للحكومة إما بمشاركة مباشرة أو بمشاركة غير مباشرة أو عدم المشاركة بالكامل وإعطائها الثقة أو عدم إعطائها الثقة أبداً. نحن كتلة نيابية الحكومة يؤلفها رئيس الحكومة المكلف ونحن كغيرنا من الكتل نعطي رأينا بها. لن أدخل في التفاصيل ونحن مستعدون ألا نشارك بالمرة بهذه الحكومة".
ووصف الحكومة "بحجر أساس، لكن الأصعب والأساس هو ماذا ستفعل هذه الحكومة لانتشالنا من الواقع الاقتصادي"، معتبراً أن "من يعمل في الشأن العام دائماً معرّض للحساب، والانتخابات هي الوسيلة للمحاسبة، وإذا كان يوجد قضاء عادل ويعمل من الطبيعي أن نعيش المحاسبة".
من جهة أخرى، أكد عون لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للسلامة والأمن، جيل ميشو، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن "لبنان يقدم كل التسهيلات والحماية اللازمة للعاملين في منظمات الأمم المتحدة في لبنان، وذلك في إطار التعاون القائم بينه وبين المنظمة الدولية في المجالات كافة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية بلبنان، دون أن ينسى التنويه بالجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومعاونوه لدعم الاستقرار في لبنان.
وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال، سليم جريصاتي وكوبيش والوفد المرافق، جدد عون "التزام لبنان تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن"، لافتاً إلى أن "الخروقات الإسرائيلية المستمرة ضد سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه تهدد الاستقرار القائم في الجنوب وعلى طول الحدود".