لم تحظ بنية قطاع غزة التحتية بأي تطوير منذ فُرض الحصار الإسرائيلي المتواصل عليها منذ تسع سنوات، ما انعكس سلباً على مناطق مختلفة في القطاع، مع أول مطر يتساقط عليها في موسم الشتاء المنتظر.
رداءة البنية التحتية زادت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، الذي دمر شبكات الصرف الصحي في بعض المناطق بشكل كامل، فزاد من معاناة مواطنيها، والأخطار المُحدقة بهم عند زخات المطر.
وأدى الضغط على قنوات الصرف الصحي إلى انفجارها في بعض المناطق المكتظة بالمواطنين، فغرقت بعض الشوارع الرئيسية، وزاد تخوف المواطنين من أي منخفض قادم، خاصة في المناطق الترابية، وغير المؤهلة بشبكات صرف، خاصة في الشوارع الرئيسية والمفترقات العامة والمناطق التي سبق وأن غرقت بالكامل، مثل منطقة النفق، والزيتون، ومعسكر الشاطئ، والمناطق الشرقية في خانيونس.
اقرأ أيضاً: لبنان: طرابلس تغرق بمياه الأمطار مجدداً
ويقول أبو ضياء عبد الرازق، صاحب محل تجاري في معسكر الشاطئ للاجئين: "عند اشتداد الأمطار يغرق الشارع، وتنفذ المياه إلى منزلي عن طريق محلي". ويضيف لـ"العربي الجديد": في كل مرة تأتي فرق البلدية لتنظيف المصارف، بدون أن يتم حل الأزمة نهائياً"، داعياً إلى تغيير شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية بشكل كامل، من أجل ضمان سلامته وسلامة عائلته والمنطقة.
ويُرجع مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة، سعد الدين الأطبش، والذي يرأس لجنة الطوارئ، انسداد بعض المصارف الفرعية والرئيسية إلى سوء أوضاع البنية التحتية في بعض المناطق، ودخول كميات من النفايات إلى المصافي، بعد فتح المواطنين أغطيتها، بغرض تسريع التصريف.
ويوضح الأطبش لـ"العربي الجديد" أنّ بنية غزة التحتية متنوعة الجودة، فمنها بنية تعود إلى بداية الاحتلال الإسرائيلي لغزة، ومنها ما يرجع إلى أيام الحكم المصري للقطاع، وبعضها لفترة حُكم السلطة الوطنية، إضافة الى البنية الحديثة التي تم إنشاؤها مؤخراً.
ويتابع "عندما تصلنا شكوى من أي منطقة، نقوم بتقييمها وفقاً لبنيتها التحتية"، لافتاً إلى "التعامل مع الشكوى حسب الأولويات وخطورة الموقف، وإرسال شاحنات الشفط والضخ، وفرق تنظيف المصارف من الأكياس والرمال".
اقرأ أيضاً: إعصار "ميغ" يوقع قتيلاً ويضرب سقطرى بقوة
ويبين الأطبش، في الوقت ذاته، أن انحباس المياه وانسداد بعض المصارف يعتبر أمراً طبيعياً، موجوداً في كل دول العالم، مشيراً إلى أنه للتغلب على الإشكاليات التي تواجه المواطنين، تم إعداد خطة متكاملة، تشرف على تنفيذها فرق مقسمة على أربع مناطق جغرافية موزعة على مدينة غزة، لكل فرقة مديرها ورئيس قسمها للقيام بالأعمال المطلوبة.
ويشير إلى أن المعدات التي تعمل بها الفرق التابعة لبلدية غزة قديمة، ويرجع عُمر بعضها إلى 18 عاماً، على الرغم من أن عمرها الافتراضي يتراوح بين 7 و8 سنوات، مضيفاً "نعمل على مدار الوقت لتحويل مياه بعض المناطق إلى باطن الأرض، بدلاً عن هدرها في البحر".
من جانبه، حذّر جهاز الدفاع المدني في غزة، من المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها الأوضاع الجوية المحتملة خلال الفترة القادمة، مبيناً أن طواقمه غير جاهزة لاستقبال موسم الشتاء، بسبب قلة الإمكانيات والمعدات اللازمة لمواجهة المخاطر المحتملة.
وأوضح مسؤول دائرة الإعلام في الدفاع المدني، محمد الميدنة، لـ"العربي الجديد"، أن الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عشرة أعوام أثر وبشكل سلبي على أداء الدفاع المدني. وأضاف: "أعددنا خطة نسير وفقها في مواسم الشتاء، بالتعاون مع البلديات والشرطة ووزارة الأشغال للتعامل مع الأوضاع الميدانية بالإمكانيات المتاحة"، متابعاً: "نتلقى إشارات المواطنين عبر الرقم المجاني، وتصل طواقمنا على الفور لتلبية استغاثاتهم".
اقرا أيضاً: الفيضانات تزيد مأساة نازحي العراق وتغرق مخيماتهم