انتشرت أمراض مثل الحصبة والجدري المائي واللشمانيا، بكثرة بين النازحين في مخيّم "الطويحنة" شمال سورية، نتيجة ضعف الخدمات الطبية المقدمة للنازحين، وغياب المنظمات الإنسانية في المنطقة.
ويأوي مخيم الطويحنة الواقع شمال غرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، أكثر من خمسة آلاف نازح من المدنيين الذين فرّوا من المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" في الرقة وريفها، والقصف العشوائي من طيران التحالف الدولي.
وقالت مصادر من الرقة لـ"العربي الجديد"، إن النّازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية "مأساوية ومزرية"، بسبب غياب الخدمات في ظل غياب شبه تام للمنظمات الإغاثية.
ويقع المخيم على مقربة من الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومع ارتفاع درجات الحرارة كثرت الإصابات بمرض اللشمانيا الذي تسببه لدغات "ذبابة الرمل" التي تكثر في المناطق ذات الطبيعة الصحراوية، كما انتشرت أمراض الجدري المائي والحصبة.
وأوضحت المصادر أن عشرات حالات الإسهال والقيء سجلت بين الأطفال نتيجة شرب مياه غير معقمة، خاصة الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات.
ويعتمد النازحون بشكل كبير في إطعام أطفالهم على دقيق القمح، المطهو بالماء في قدور معدنية يضعونها فوق موقد من الحطب المشتعل، حيث تغيب عن المخيم المطابخ الصحية نتيجة غياب المنظمات الإنسانية المعنية، كما لا توجد أطعمة مخصصة للأطفال.
وقام بعض النازحين بجلب حيوانات أليفة من المناطق التي تمكنت مليشيات "قسد" من استعادة السيطرة عليها، بينها أبقار، وأغنام، وماعز، إضافة إلى الدجاج، للاستفادة منها في الحصول على الحليب والبيض، لكن بقاءها داخل المخيم تسبب بانتشار الحشرات.
يذكر أنّ أرياف الرقة الجنوبية والشمالية والغربية تضم عشرات المخيمات التي تأوي آلاف النازحين الفارين من المعارك الدائرة، ويعاني النازحون من أوضاع إنسانية صعبة، في حين تتواصل حركة النزوح من مدينة الرقة إلى ريف دير الزور.