الألمان يدّخرون لشيخوختهم

06 ابريل 2015
تبحث عن الأقل ثمناً (Getty)
+ الخط -
كان الألمان يشتهرون في السابق بأنهم شعب مدّخر. وعند ذهابهم إلى الأسواق، كانوا يقارنون بين أسعار السلع التي يرغبون في شرائها قبل أن يبتاعوا الأقل ثمناً. إلى ذلك، كانوا يتريّثون كثيراً قبل أن يقدموا على الشراء، تحسّباً للأيام الصعبة.

لكن الأمر لم يعد على حاله. فمزاج الشراء يتغيّر لدى المستهلك الألماني، وقد شهد ارتفاعاً إلى مستوى لم يبلغه منذ 13 عاماً، بحسب ما أفادت "جمعية أبحاث المستهلك" في نورنبرغ. لكن الميل إلى الادخار وإن سجّل انخفاضاً ملحوظاً، إلا أنه ما زال موجوداً. ويرتبط ذلك بشعور متزايد بالأمان. ويشرح الخبير في مجال الاستهلاك في الجمعية، رولف بوركل، أنه عندما يقلّ الخوف من المستقبل ترتفع الرغبة في الاستهلاك.

ومن المتوقع أن تنخفض نسبة الادّخار لدى الألمان إلى 7% اعتباراً من عام 2020، إذ إن المصرف المركزي الأوروبي اتخذ قراراً بتخفيض سعر الفائدة. وهو ما خلق غضباً شديداً لدى الألمان.
ومع انخفاض أسعار المحروقات، ازداد إنفاق الألمان على سلع أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي. ومن المحتمل أن يبقى الوضع كذلك في الأشهر المقبلة، بحسب "جمعية أبحاث المستهلك".

إلى ذلك، يتّبع عدد كبير من الألمان سياسة "القرش الأبيض لليوم الأسود"، و60% منهم يدّخرون الأموال، وفق ما تفيد دراسة شاملة حول سلوك الادّخار لدى الألمان أعدّها معهد البحوث، "هاندلسبلات". وتشير الدراسة إلى أن الوسط الاجتماعي يؤثر على سلوك الادخار بالإضافة إلى العمر والدخل.

والميل إلى الادخار لدى الألمان يعود إلى أسباب عدّة، ولعلّ أبرزها أن الألمان يرغبون في عيش حياة كريمة عندما يبلغون الشيخوخة، بحسب بيانات معهد بحوث الرأي "تي أن أس". لذلك، هم مستعدون لتوفير المال من أجل ذلك، إذ يرون أن المعاش التقاعدي الذي سيحصلون عليه لن يكفي لضمان الحياة الكريمة التي يتمنونها عندما يتقدّمون بالعمر.
من جهة أخرى، ثمّة من يدّخر من أجل شراء أثاث جديد لمنزله أو سيارة أو السفر في عطلة الأحلام التي طال انتظارها. أما آخرون فيضعون المال جانباً تحسّباً لأي طارئ، على سبيل المثال عطل في السيارة أو في الأدوات الكهربائية أو لإجراء إصلاحات في المنزل. بذلك لا يحتاجون إلى طلب سلفة.

وبينما يدّخر بعض الألمان المال خوفاً من خسارة الوظيفة أو المرض المفاجئ وبالتالي العجز عن كسب رزقهم، يسعى آخرون من خلال ذلك إلى امتلاك منزل. وهو الأمر الذي يعتبره كثيرون ضمانة لهم ولمستقبلهم.