يقول زهير زين الدين، من مدينة الرقة: "لم يعد هناك أي طريق آمن أمام الأهالي للخروج، يقوم قناصو داعش باستهداف كلّ من يحاول الفرار، ومن ينجو من القناصة يمكن أن يقتله لغم. وحدهم من يمتلكون المال يستعينون بالمهربين الذين يؤمّنون طريقاً شبه آمن للخروج من المدينة التي يقبع فيها حالياً الفقراء".
ويضيف زين الدين: "العدد الأكبر من الهاربين من الرقة توجهوا إلى مخيم عين عيسى في ريف الحسكة، والذي تسيطر عليه قوات سورية الديمقراطية، ويصعب الحديث مع النازحين إلى المخيم، فلا وسائل اتصال متوفرة هناك".
ويتابع: "كثير من أهالي الرقة الذين أعرفهم لديهم تخوّف دائم من اتهامهم بأنهم موالون للتنظيم بالرغم من أنهم المتضرر الأول منه، أي رجل خارج من الرقة معرض للاتهام بموالاة التنظيم، أو سوء المعاملة، أو حتى الاعتقال. صعوبة تحديد المتورطين مع التنظيم لا تبرّر المعاملة السيئة والاتهامات التي يتعرّض لها كثير من أهالي الرقة على حواجز قسد".
ويقول أبو كامل، وهو أحد النازحين من الرقة: "نشعر منذ بداية رمضان في الرقة كأن القيامة قامت. طائرات لا تغادر السماء، ونصحو على صوت صواريخ، وننام على صوت صواريخ أخرى".
ويضيف: "خرجت قبل ثلاثة أيام بعد أن دفعت كل ما أملك للمهرب، في اليوم السابق لخروجي نفذوا عشرين غارة في يوم واحد، الحياة متوقفة تماماً، لم يعد هناك أفران ولا أسواق ولا اتصالات، ولا حتى مازوت أو بنزين للسيارات، حين يصاب الناس لا يجدون مكاناً لإسعافهم فكل المراكز الإسعافية تابعة لداعش، صار الناس يسعفون مصابيهم بأيديهم، كل هذا والدواعش لا يزالون يلاحقون الناس".
وتدير لجنة الإنقاذ الدولية عيادة ثابتة وأخرى متنقلة تابعة لها شمال الرقة، يصل إليها المصابون والمرضى من النازحين، وكانت اللجنة قد بيّنت أن مركزها شهد انخفاضاً في عدد الأشخاص الهاربين من الرقة خلال الأسبوع الماضي، معربة عن تخوّفها من أن يعتزم داعش استخدام 200 ألف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة كدروع بشرية.
وأشارت اللجنة إلى أن الفرق الصحية التابعة للمركز في شمال الرقة، عالجت أشخاصاً أصيبوا من جراء انفجار الألغام أثناء محاولتهم عبور خط المواجهة، من بينهم فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات رأت أفراد أسرتها يموتون أمامها.
وحمّل ناشطون من مدينة الرقة كلاً من قوات قسد والتحالف الدولي المسؤولية عن أمن وسلامة المعتقلين والمخطوفين في سجون تنظيم داعش، وأوضح بيان صادر عنهم أن قوات المتحالفين ستنجح في الأيام القليلة المقبلة في السيطرة على مناطق كثيرة تقع ضمن دائرتها هذه السجون والمعتقلات، وطالبتهم بالكشف الفوري عن مصير المخطوفين والمعتقلين وتبييض السجون وإخلاء المعتقلين فوراً، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وإيصالهم إلى أهلهم وذويهم، والكشف عن الوثائق السرية وملفات التحقيق التي تم العثور عليها في أماكن التوقيف والسجون، ما يساعد على ملاحقة المسؤولين عن هذه الانتهاكات مستقبلاً ومحاكمتهم جنائياً ودولياً.
وأكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن ثلاثة نازحين، من بينهم امرأة حامل، قتلوا في انفجار لغم أرضي في مدينة الطبقة في الثالث من الشهر الحالي، وأن القصف الجوي يوم الأحد على حي بمدينة الرقة تسبّب بتدمير مدرستين، فيما أسفرت قذيفة هاون في محيط مدرسة أخرى بالمدينة عن إصابة عدد من الأشخاص بجراح.
ودعت الأمم المتحدة إلى ضمان الوصول الدائم غير المشروط إلى أكثر من 4.5 ملايين شخص في المناطق المحاصرة والأماكن التي يصعب الوصول إليها في سورية.