محمد علي مرادلي، أفغاني يبلغ من العمر 45 عاماً. أمضى مرادلي ستة أعوام من حياته في السجون الإيرانية بتهمة تهريب المخدرات، قبل أن تفرج عنه سلطات طهران شريطة الذهاب إلى سورية والانضمام إلى الميليشيات المقاتلة إلى جانب الجيش النظامي، "وافق مرادلي على العرض مقابل راتب قدره 600 دولار أميركي شهرياً"، كما تقول أسرته لـ"العربي الجديد".
"بعد عدة أيام من التدريب في طهران، أرسله الإيرانيون مع عدد من المقاتلين الأفغان والباكستانيين لمواجهة عناصر الجيش الحر الذين دمروا مراقد السيدة زينب والسيدة رقية ومقام حجر بن عدي"، كما قال مرادلي لأسرته وهو يودعهم قبل سفره. في دمشق، انتهت قصة مرادلي بعد اعتقاله من قبل قوات الجيش الحر، وعلى غراره الكثير من المقاتلين الأفغان الذين قتلوا أو أسروا، مثل مرتضى حسين، الذي قتلته كتائب الثوار في حمص.
حزب الله أفغانستان
"بعد وصول المقاتلين الأفغان إلى سورية قاتلوا، في البداية، ضمن لواء "أبو الفضل العباس" العراقي، حتى شكلت إيران لهم لواءً خاصاً بهم باسم "لواء الفاطميين"، كما شكل حزب الله اللبناني فرعاً جديداً له بينهم باسم "حزب الله أفغانستان"، بحسب سيد حامد اقتدار، الإعلامي الأفغاني الذي عمل مع وكالة أنباء كندية في سورية، ووقع في قبضة الجيش النظامي في مدينة حلب قبل أن يفرج عنه بعد وساطة من الوكالة.
يؤكد الصحافي الأفغاني، لـ"العربي الجديد"، وجود آلاف الأفغان، يقاتلون في صفوف كل من النظام والمعارضة. ويوضح اقتدار أن بعض الأفغان يقاتلون مقابل الرواتب، لكن معظمهم يقاتلون دفاعاً عن مذهبهم الشيعي بعد تعرّضهم لعمليات غسيل مخ في إيران.
أفغان في خدمة الأسد
ينقسم الأفغان المنخرطين في القتال بسورية إلى جانب النظام إلى أقسام متعددة أهمهم الأفغان الذين عاشوا في سورية قبل الحرب، وكانت لهم أعمال تجارية ضخمة فيها. "جل هؤلاء ينتمون إلى عرقية هزارة الشيعية التي تسكن في وسط أفغانستان، وبالتحديد في إقليم باميان، ممّن غادروا أثناء حكم طالبان لأفغانستان، إذ لجأ آلاف منهم إلى سورية خوفاً من تعرّضهم للعنف"، كما يقول الصحافي حامد اقتدار.
ويعدّ اللاجئون الأفغان في إيران، الفئة الأكثر عدداً التي نجحت طهران في تجنيد العديد منهم للقتال إلى جانب الجيش السوري النظامي. ورغم نفي السلطات الإيرانية وقوفها وراء تجنيد الأفغان، إلا أن مصادر شيعية أفغانية أكدت، لـ"العربي الجديد"، تواطؤ بعض علماء الدين الأفغان في إيران، منهم العلامة محقق كابولي الذي يسكن في مدينة قم الإيرانية - مع سلطات طهران - لتجنيد اللاجئين الأفغان، خاصة بعدما أكد مكتبه، في بيان صحافي سابق، تجنيد اللاجئين الأفغان للدفاع عن المراقد المقدسة، لكنه تراجع بعد ذلك بعد تعرضه لضغوط إيرانية.
وكشفت المصادر أن طهران تحرّض طلبة الجامعات والمدارس الأفغان فيها على القتال في سورية عن طريق أساتذة الجامعات وعلماء الدين الذين يستخدمون قصص تفجير المسلحين لمراقد شيعية من أجل دفع الطلاب الأفغان من مدن طهران ومشهد وزاهدان للقتال في سورية. وهو ما يتطابق مع قصة الطالب في جامعة مشهد، رضا إسماعيلي، الذي قتل على أيدي الجيش الحر العام الماضي في حلب.
المعتقلون في السجون الإيرانية، ولا سيما المحكومين بالإعدام أو السجن لفترات طويلة، يعتبرون فرصة ذهبية لإيران، ومن هؤلاء قصة محمد علي مرادلي المشار إليها في أول التحقيق.
"تستغل إيران حاجة اللاجئين الأفغان الفقراء وتغريهم برواتب تصل إلى 500 دولار مع الإقامة الدائمة فيها حال ذهابهم إلى سورية"، كما يؤكد أحد شيوخ عرقية "هزارة" الشيعية والذي فضّل عدم الكشف عن هويته.
يكشف الشيخ الأفغاني، لـ"العربي الجديد"، أن شاباً من أقاربه ترك إيران مع أسرته وعاد إلى إقليم هرات الأفغاني المجاور للحدود الإيرانية، بعدما طلب منه عالم دين شيعي أفغاني الذهاب إلى سورية، وهدده بالترحيل الإجباري عند الرفض.
دعاية على مواقع التواصل
رصدت "العربي الجديد" دعاية إيرانية موجهة إلى الأفغان في الدول الأوربية، وتحديداً فئة الشباب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إذ تدعو صفحات كثيرة باللغة الفارسية الشباب إلى القتال في سورية للدفاع عن المراقد المقدسة، كما أن لواء الفاطميين في سورية ينشر صوراً للمقاتلين الأفغان في سورية مصحوبة بأناشيد حماسية باللغة الفارسية موجهة إلى شباب عرقية الهزارة التي تتحدث الفارسية.
يوضح علي مهدي، أحد شيوخ عرقية هزارة، لـ"العربي الجديد"، أن الرواتب التي يدفعها الإيرانيون (500 دولار )، ليست مغرية للتضحية بالنفس، لكن تأثير بعض علماء الدين يعدّ قوياً، وهو ما يدفع بالشباب الشيعي للتواصل عبر مواقع التواصل مع المعنيين بالأمر في إيران، ليمهّدوا لهم الطريق إلى سورية.
زعيم آخر لعرقية هزارة - فضّل عدم الكشف عن هويته - رفض فرضية سفر الشباب الشيعي من داخل أفغانستان للمشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، لكنه أكد مشاركة اللاجئين الأفغان في إيران بالقتال، قائلاً: "أعرف الكثيرين من هؤلاء".
يضيف ساخراً: "إيران ترسل لنا يومياً قتلى بعد إعدامهم بحجة أو بأخرى. كيف يمكن أن نسافر لأجلها إلى سورية ونقاتل هناك؟".
فائدة إيرانية ضخمة
يرى المحلل الأمني، عبيد الله وزير، أن إيران هي المستفيد الأول من تجنيد الأفغان، لأنها تخفض بهؤلاء المقاتلين خسائر مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الذي شكل لواءاً خاصاً تابعاً له من الأفغان باسم "حزب الله أفغانستان"، متوقعاً استخدام إيران هؤلاء المقاتلين المتدربين في سورية لفرض سياساتها في أفغانستان مستقبلاً.
ويضيف وزير أن إرسال اللاجئين الأفغان إلى سورية، لا يحتاج إلى عناء كبير من إيران، لأن الوضع سيئ. كما أنهم لا يحتاجون إلى تدريب على السلاح، لإتقانهم لفنون الحرب.
الآثار العكسية على أفغانستان
يتوقع عبيد الله وزير "آثاراً سلبية خطيرة على أفغانستان والمنطقة بأسرها"، ويقول: "المجتمع الأفغاني معظمه سني يعارض مشاركة الأفغان في القتال في سورية إلى جانب نظام الأسد، وبالتالي توجد خشية من ازدياد مشاركة الأفغان في أعمال مناهضة لإيران في المنطقة، وخاصة أن هناك أنباء أكيدة عن وجود متعاطفين داخل أفغانستان مع تنظيم الدولة الإسلامية(داعش). كما أن هناك خشية من إشعال حرب طائفية في المستقبل داخل أفغانستان، إذا أرادت إيران نقل المقاتلين الأفغان في سورية إلى أفغانستان، لوجود مَن يدافع عن السياسات الإيرانية بينهم ومَن يعارضها، بالإضافة إلى تأثير المراجع الشيعية الأفغانية المقيمة في إيران عليهم".
ويكمل المحلل الأمني أن "تجنيد الأفغان، بالإضافة إلى الخسارة في الأرواح الأفغانية، يسيئ إلى سمعة الأفغان في العالم، وبالتالي سيؤدي إلى توتر العلاقات الإيرانية ـ الأفغانية أكثر".
الرد الإيراني على الاتهامات
ترفض إيران الاتهامات الأفغانية لها بتجنيد مواطنيها وإرسالهم إلى سورية. إذ أصدرت السفارة الإيرانية لدى كابول بياناً نفت فيه تجنيد الأفغان في سورية، وشددت على أن إيران تندد بالتدخل الأجنبي في سورية. وقالت السفارة في بيانها، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إن إيران اعتقلت أخيراً عدداً من الأفغان في إيران كانوا يريدون السفر إلى العراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وترفض أسرة الشاب مرادلي ذلك، قائلة: "الجميع يعرفون جيداً أن إيران هي التي تقوم بتجنيد الأفغان، وهو ما يثبته تحريض علماء الدين الأفغان الموجودين في قم وغيرها من المدن الإيرانية لشباب بلدهم للدفاع عن المراقد المقدسة، فيما يشارك المسؤولون العسكريون في إيران بشكل دائم في مراسم تشييع القتلى الأفغان في سورية، الذين يدفنون في مختلف المدن الإيرانية".
أخيراً سمعت أسرة مرادلي شائعة عن دفنه بشكل سري في إيران مع خمسة من رفاقه الأفغان قتلوا كذلك في سورية، جرى دفنهم جميعاً في مدينة قم مطلع الشهر الجاري، لكن الأسرة تفضّل اعتبار ابنها مفقوداً حتى اللحظة.
موقف أفغانستان
تعبّر الخارجية الأفغانية عن الموقف الرسمي الافغاني من تجنيد مواطنيها من قبل إيران وارسالهم لسورية على لسان المتحدث باسمها، سراج الحق سراج، والذي أكد، لـ"العربي الجديد"، وجود الأفغان لدى طرفي الصراع السوري، أي النظام والمعارضة.
وتابع: "الحكومة الأفغانية كلفت سفارتها بالأردن بإجراء تحقيق في الموضوع، وهددت برفع الملف إلى مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة إنْ وجدت أدلة تثبت تورّط إيران في تجنيد اللاجئين الأفغان وارسالهم إلى سورية".
وبحسب مراقبين، فإن أفغانستان قد لا يسمح لها وضعها الحالي برفع الشكوى إلى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، غير أن الدكتور أحمد خالد حاتم، الخبير القانوني، يرى أن المفوضية العليا للاجئين يحق لها أن تناقش الملف مع إيران دون تدخل أفغانستان، لأن إيران موقّعة على اتفاقية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعام 1951 والتي تنص على عدم استغلال وضع اللاجئين سياسياً من قبل الدولة المضيفة، وتؤكد على الحفاظ على حياة اللاجئين، وبالتالي فإن إرسالهم للحرب انتهاك ايراني للقوانين الدولية.
"بعد عدة أيام من التدريب في طهران، أرسله الإيرانيون مع عدد من المقاتلين الأفغان والباكستانيين لمواجهة عناصر الجيش الحر الذين دمروا مراقد السيدة زينب والسيدة رقية ومقام حجر بن عدي"، كما قال مرادلي لأسرته وهو يودعهم قبل سفره. في دمشق، انتهت قصة مرادلي بعد اعتقاله من قبل قوات الجيش الحر، وعلى غراره الكثير من المقاتلين الأفغان الذين قتلوا أو أسروا، مثل مرتضى حسين، الذي قتلته كتائب الثوار في حمص.
حزب الله أفغانستان
"بعد وصول المقاتلين الأفغان إلى سورية قاتلوا، في البداية، ضمن لواء "أبو الفضل العباس" العراقي، حتى شكلت إيران لهم لواءً خاصاً بهم باسم "لواء الفاطميين"، كما شكل حزب الله اللبناني فرعاً جديداً له بينهم باسم "حزب الله أفغانستان"، بحسب سيد حامد اقتدار، الإعلامي الأفغاني الذي عمل مع وكالة أنباء كندية في سورية، ووقع في قبضة الجيش النظامي في مدينة حلب قبل أن يفرج عنه بعد وساطة من الوكالة.
يؤكد الصحافي الأفغاني، لـ"العربي الجديد"، وجود آلاف الأفغان، يقاتلون في صفوف كل من النظام والمعارضة. ويوضح اقتدار أن بعض الأفغان يقاتلون مقابل الرواتب، لكن معظمهم يقاتلون دفاعاً عن مذهبهم الشيعي بعد تعرّضهم لعمليات غسيل مخ في إيران.
أفغان في خدمة الأسد
ينقسم الأفغان المنخرطين في القتال بسورية إلى جانب النظام إلى أقسام متعددة أهمهم الأفغان الذين عاشوا في سورية قبل الحرب، وكانت لهم أعمال تجارية ضخمة فيها. "جل هؤلاء ينتمون إلى عرقية هزارة الشيعية التي تسكن في وسط أفغانستان، وبالتحديد في إقليم باميان، ممّن غادروا أثناء حكم طالبان لأفغانستان، إذ لجأ آلاف منهم إلى سورية خوفاً من تعرّضهم للعنف"، كما يقول الصحافي حامد اقتدار.
ويعدّ اللاجئون الأفغان في إيران، الفئة الأكثر عدداً التي نجحت طهران في تجنيد العديد منهم للقتال إلى جانب الجيش السوري النظامي. ورغم نفي السلطات الإيرانية وقوفها وراء تجنيد الأفغان، إلا أن مصادر شيعية أفغانية أكدت، لـ"العربي الجديد"، تواطؤ بعض علماء الدين الأفغان في إيران، منهم العلامة محقق كابولي الذي يسكن في مدينة قم الإيرانية - مع سلطات طهران - لتجنيد اللاجئين الأفغان، خاصة بعدما أكد مكتبه، في بيان صحافي سابق، تجنيد اللاجئين الأفغان للدفاع عن المراقد المقدسة، لكنه تراجع بعد ذلك بعد تعرضه لضغوط إيرانية.
المعتقلون في السجون الإيرانية، ولا سيما المحكومين بالإعدام أو السجن لفترات طويلة، يعتبرون فرصة ذهبية لإيران، ومن هؤلاء قصة محمد علي مرادلي المشار إليها في أول التحقيق.
"تستغل إيران حاجة اللاجئين الأفغان الفقراء وتغريهم برواتب تصل إلى 500 دولار مع الإقامة الدائمة فيها حال ذهابهم إلى سورية"، كما يؤكد أحد شيوخ عرقية "هزارة" الشيعية والذي فضّل عدم الكشف عن هويته.
يكشف الشيخ الأفغاني، لـ"العربي الجديد"، أن شاباً من أقاربه ترك إيران مع أسرته وعاد إلى إقليم هرات الأفغاني المجاور للحدود الإيرانية، بعدما طلب منه عالم دين شيعي أفغاني الذهاب إلى سورية، وهدده بالترحيل الإجباري عند الرفض.
مقاتل أفغاني سقط في قبضة الجيش الحر(العربي الجديد) |
دعاية على مواقع التواصل
رصدت "العربي الجديد" دعاية إيرانية موجهة إلى الأفغان في الدول الأوربية، وتحديداً فئة الشباب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إذ تدعو صفحات كثيرة باللغة الفارسية الشباب إلى القتال في سورية للدفاع عن المراقد المقدسة، كما أن لواء الفاطميين في سورية ينشر صوراً للمقاتلين الأفغان في سورية مصحوبة بأناشيد حماسية باللغة الفارسية موجهة إلى شباب عرقية الهزارة التي تتحدث الفارسية.
يوضح علي مهدي، أحد شيوخ عرقية هزارة، لـ"العربي الجديد"، أن الرواتب التي يدفعها الإيرانيون (500 دولار )، ليست مغرية للتضحية بالنفس، لكن تأثير بعض علماء الدين يعدّ قوياً، وهو ما يدفع بالشباب الشيعي للتواصل عبر مواقع التواصل مع المعنيين بالأمر في إيران، ليمهّدوا لهم الطريق إلى سورية.
زعيم آخر لعرقية هزارة - فضّل عدم الكشف عن هويته - رفض فرضية سفر الشباب الشيعي من داخل أفغانستان للمشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، لكنه أكد مشاركة اللاجئين الأفغان في إيران بالقتال، قائلاً: "أعرف الكثيرين من هؤلاء".
يضيف ساخراً: "إيران ترسل لنا يومياً قتلى بعد إعدامهم بحجة أو بأخرى. كيف يمكن أن نسافر لأجلها إلى سورية ونقاتل هناك؟".
فائدة إيرانية ضخمة
يرى المحلل الأمني، عبيد الله وزير، أن إيران هي المستفيد الأول من تجنيد الأفغان، لأنها تخفض بهؤلاء المقاتلين خسائر مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الذي شكل لواءاً خاصاً تابعاً له من الأفغان باسم "حزب الله أفغانستان"، متوقعاً استخدام إيران هؤلاء المقاتلين المتدربين في سورية لفرض سياساتها في أفغانستان مستقبلاً.
ويضيف وزير أن إرسال اللاجئين الأفغان إلى سورية، لا يحتاج إلى عناء كبير من إيران، لأن الوضع سيئ. كما أنهم لا يحتاجون إلى تدريب على السلاح، لإتقانهم لفنون الحرب.
الآثار العكسية على أفغانستان
يتوقع عبيد الله وزير "آثاراً سلبية خطيرة على أفغانستان والمنطقة بأسرها"، ويقول: "المجتمع الأفغاني معظمه سني يعارض مشاركة الأفغان في القتال في سورية إلى جانب نظام الأسد، وبالتالي توجد خشية من ازدياد مشاركة الأفغان في أعمال مناهضة لإيران في المنطقة، وخاصة أن هناك أنباء أكيدة عن وجود متعاطفين داخل أفغانستان مع تنظيم الدولة الإسلامية(داعش). كما أن هناك خشية من إشعال حرب طائفية في المستقبل داخل أفغانستان، إذا أرادت إيران نقل المقاتلين الأفغان في سورية إلى أفغانستان، لوجود مَن يدافع عن السياسات الإيرانية بينهم ومَن يعارضها، بالإضافة إلى تأثير المراجع الشيعية الأفغانية المقيمة في إيران عليهم".
ويكمل المحلل الأمني أن "تجنيد الأفغان، بالإضافة إلى الخسارة في الأرواح الأفغانية، يسيئ إلى سمعة الأفغان في العالم، وبالتالي سيؤدي إلى توتر العلاقات الإيرانية ـ الأفغانية أكثر".
الرد الإيراني على الاتهامات
ترفض إيران الاتهامات الأفغانية لها بتجنيد مواطنيها وإرسالهم إلى سورية. إذ أصدرت السفارة الإيرانية لدى كابول بياناً نفت فيه تجنيد الأفغان في سورية، وشددت على أن إيران تندد بالتدخل الأجنبي في سورية. وقالت السفارة في بيانها، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إن إيران اعتقلت أخيراً عدداً من الأفغان في إيران كانوا يريدون السفر إلى العراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
أخيراً سمعت أسرة مرادلي شائعة عن دفنه بشكل سري في إيران مع خمسة من رفاقه الأفغان قتلوا كذلك في سورية، جرى دفنهم جميعاً في مدينة قم مطلع الشهر الجاري، لكن الأسرة تفضّل اعتبار ابنها مفقوداً حتى اللحظة.
موقف أفغانستان
تعبّر الخارجية الأفغانية عن الموقف الرسمي الافغاني من تجنيد مواطنيها من قبل إيران وارسالهم لسورية على لسان المتحدث باسمها، سراج الحق سراج، والذي أكد، لـ"العربي الجديد"، وجود الأفغان لدى طرفي الصراع السوري، أي النظام والمعارضة.
وتابع: "الحكومة الأفغانية كلفت سفارتها بالأردن بإجراء تحقيق في الموضوع، وهددت برفع الملف إلى مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة إنْ وجدت أدلة تثبت تورّط إيران في تجنيد اللاجئين الأفغان وارسالهم إلى سورية".
وبحسب مراقبين، فإن أفغانستان قد لا يسمح لها وضعها الحالي برفع الشكوى إلى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، غير أن الدكتور أحمد خالد حاتم، الخبير القانوني، يرى أن المفوضية العليا للاجئين يحق لها أن تناقش الملف مع إيران دون تدخل أفغانستان، لأن إيران موقّعة على اتفاقية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعام 1951 والتي تنص على عدم استغلال وضع اللاجئين سياسياً من قبل الدولة المضيفة، وتؤكد على الحفاظ على حياة اللاجئين، وبالتالي فإن إرسالهم للحرب انتهاك ايراني للقوانين الدولية.