الأعياد الوطنية والخصومات تنعشان أسواق الكويت

26 فبراير 2018
حراك تجاري في الكويت (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي انطلقت فيه احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية خلال شهر فبراير/ شباط الجاري، أعلنت المحلات والمتاجر عن خصومات وعروض غير مسبوقة خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية ومهرجان "هلا فبراير 2018" الحدث السنوي الأبرز والأكثر شعبية تجارياً وسياحياً في الكويت. وأطلقت المحلات التجارية والجمعيات الاستهلاكية تخفيضات كبيرة على منتجاتها بنسب وصلت إلى 70 % على مختلف المعروضات وذلك في خطوة لمواجهة حالة الركود التي تشهدها الأسواق، كما أعلنت أيضاً معارض السيارات وشركات العقارات والمطاعم عن عروض ترويجية.
وبدأت الحملات الترويجية مع انطلاق فعاليات المهرجان في منتصف فبراير/ شباط وتستمر حتى مطلع مارس/ آذار المقبل، فيما أعلنت محلات أخرى عن خصومات كبرى خلال أمس واليوم (العطلة الرسمية في البلاد بمناسبة الاحتفالات الوطنية).
وراهن أصحاب المحلات على انتعاشة كبيرة وملموسة في المبيعات خلال الفترة الحالية، خاصة في ظل اعتدال الأجواء في الكويت. وكشف تقرير حديث صادر عن شركة سيرفس هيرو مطلع فبراير الجاري، وهي مؤسسة مختصة بقياس رضا العملاء، عن ارتفاع مستوى رضا العملاء بنسبة 1.5% في أوساط المستهلكين بالكويت.
من جهته، يقول تاجر سوري صاحب أحد أكبر المتاجر في سوق منطقة السالمية، زين العابدين لـ "العربي الجديد": استوردت الفترة الأخيرة خمس حاويات كبيرة من الصين تحتوي على ملابس شتوية وصيفية من مختلف الموديلات الرجالية والنسائية، ووزعتها على المحال التجارية مع إخطارها بعمل خصومات على هذه البضاعة حتى تتيح للجميع اقتناءها.



ويضيف زين العابدين أن هناك إقبالا على بضاعته من تجار التجزئة بسبب جودتها العالية، بالإضافة إلى أن الجمارك لا تقدم تسهيلات لاستيراد الملابس بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية. ويقول أحد رواد المتاجر، المواطن علي حمدان لـ "العربي الجديد"، إن معظم زبائن هذه المحال من الكويتيين والوافدين، بغرض شراء العلامات التجارية الأصلية في ظل تراجع أسعارها بشكل كبير بسبب المنافسة في عروض الخصومات بين المتاجر.
كما أقدم وكلاء السيارات في الكويت على طرح عروض مغرية وتسهيلات في عمليات السداد، لجذب المزيد من المشترين، في ظل أجواء احتفالية بالأعياد الوطنية بالكويت. وعلى الرغم من حالة الارتباك التي سببتها زيادة أسعار البنزين منذ أكثر من عام، إلا أن عملية اقتناء السيارات خلال هذه الفترة تعتبر فرصة لمحبي تغيير موديلات السيارة كل عام للاستفادة من عروض وخصومات أسعار السيارات خاصة الموديلات الكورية واليابانية، وهذا ما أكده مدرس الرياضيات في إحدى مدارس الكويت محمد سلامة لـ "العربي الجديد".
ومن جانبه، يقول الخبير في قطاع السيارات، زياد القيسي، إن شركات التمويل تجهز حاليا حملة ترويجية بالتعاون مع وكالات السيارات من أجل تشجيع الشراء، إذ تضمنت البيع عبر التقسيط بنفس سعر "الكاش"، بهدف رفع المبيعات وزيادة حركة البيع والشراء في قطاع السيارات بالكويت. ويضيف القيسي لـ "العربي الجديد" أن تقديم البنوك تسهيلات يدفع العملاء إلى الشراء من جديد.
ويقول المدير العام لوكالة "أتوميتو للسيارات"، أحمد متولي، لـ "العربي الجديد" إن هناك عوامل عدة تساهم في تحسن السوق منها العروض الترويجية والخصومات على أسعار السيارات الجديدة تجاوزت 25 % للكورية و35 % للصينية و15 % لليابانية، بالإضافة لعروض خدمات ما بعد البيع المتعلقة بالصيانة.
ويؤكد المدير العام لإحدى الشركة العاملة في بيع السيارات الأميركية، بدر العنزي، لـ "العربي الجديد أن العروض التي تقدمها الشركات خلال فبراير/ شباط تسعى إلى استعادة القوة الشرائية للعملاء، مشيرا إلى أن هناك فئة من العملاء ما زالت تحافظ على ذوقها في نوعية السيارة التي تشتريها. وحسب إحصائية رسمية في نهاية 2017 زاد عدد السيارات المباعة إلى 56 ألف سيارة مقارنة بنحو 51.580 ألف سيارة في عام 2016.
كما شهد قطاع العقارات والسياحة رواجا ملحوظا إذ يؤكد متخصصون أن إيجارات الشقق الفندقية شهدت انتعاشة ملحوظة خلال الشهر الجاري نظرا لحرص الخليجيين والأجانب على حضور هذه الفترة في الكويت، ما يؤدي إلى رفع نسب الإشغال في العقارات الاستثمارية إلى 80 %. ويقول المدير التنفيذي لشركة الدولية العقارية سعود المقلد، لـ "العربي الجديد" إن هناك الكثير من المشاريع العقارية في الكويت أشرفت على الانتهاء، خاصة التي يقبل عليها الوافدون والأجانب والخليجيون والمتعلقة بالشقق الفندقية المجهزة، مشيراً إلى أن إيجارها يصل إلى نحو ألف دولار للاستديو (غرفة) شهرياً.


ولم تقف الخصومات والعروض عند الملابس والسيارات والعقارات بل امتدت إلى المطاعم أيضاً والتي تتجاوز إيراداتها سنوياً أكثر من 3 مليارات دولار، حسب دراسة للمركز الدولي للبحوث (مستقل).
وفي هذا السياق، يقول مالك سلسلة مطاعم سالم العتيقي لـ "العربي الجديد": "أعتقد أن هذه الفترة من كل عام تشهد المطاعم طفرة كبيرة من روادها الخليجيين والأجانب لتجربة أشهى المأكولات الغربية والعربية بخصومات غير مسبوقة".
ويضيف العتيقي: "أملك عدة مطاعم، وأجهز حاليا لأكبر حملة ترويجية للوجبات الجاهزة العربية والأميركية الطازجة، وعمل وجبات سريعة يصل سعرها إلى 5 دولارات فقط".
المساهمون