دان حلف شمال الأطلسي بشكل شديد اللهجة، ضم روسيا منطقة القرم إلى أراضيها بشكل غير مشروع واستمرارها في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوكراني عن عمد، وبشكل يتنافى مع القوانين الدولية، من خلال دعم الانفصاليين المسلحين. جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر الخميس عقب انتهاء اجتماع لجنة الحلف الأطلسي وأوكرانيا، بمشاركة الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، الذي انعقد على هامش قمة الحلف التي تستضيفها مقاطعة "ويلز" البريطانية.
وطالب الحلف، في البيان، روسيا بتغيير مواقفها وأساليبها التي تتبناها حيال الأزمة الأوكرانية الراهنة، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تصرّ على انتهاك وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها واستقلالها. وأكد الحلف أنه سيعتبر أي عمل روسي تقوم به بشكل أحادي الجانب لانتهاك الأراضي الأوكرانية، تحت أي ذريعة، حتى ولو كان لتقديم المساعدات الإنسانية، بمثابة انتهاك سافر للقانون الدولي.
وأشار الحلف إلى أنه يدعم وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها في إطار الحدود المتعارف عليها بموجب القوانين الدولية، مطالباً روسيا بإبطال قرار ضمها للقرم. كما طالبها بقطع مساعداتها للانفصاليين في الشرق الأوكراني، وسحب وحداتها العسكرية، وإنهاء كافة الأنشطة العسكرية على طول حدودها مع أوكرانيا. وطالب الحلف روسيا باحترام حقوق السكان المحليين في القرم، بما في ذلك التتار، والابتعاد عن شن أي هجمات من أي نوع على أوكرانيا.
وكان الأمين العام للحلف، أندريه فوغ راسموسن، قد ناشد روسيا اختيار طريق السلام كسبيل للخروج من الأزمة التي تشهدها أوكرانيا في الوقت الراهن، وذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الاجتماع. وشدد راسموسن على أن استقرار أوكرانيا واستقلالها أمر في غاية الأهمية بالنسبة لأمن المنطقة الأوروبية الأطلسية، على حد تعبيره. وأفاد بأن جميع الدول الأعضاء في الحلف مجمعون على ضرورة دعم استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وقف إطلاق النار
في غضون ذلك أعلن الرئيس الأوكراني وأحد الزعماء الانفصاليين الموالين لروسيا أنهما سيأمران بوقف إطلاق النار، ابتداءً من الجمعة، شرط أن يجري توقيع اتفاق بشأن خطة سلام جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر في شرق أوكرانيا.
وفي كلمة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز، أفاد بوروشينكو بأن وقف إطلاق النار مشروط باجتماع من المقرر أن يعقد في مينسك الجمعة ويضم مندوبين من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال: "في الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت جرينتش)، وبشرط انعقاد اجتماع مينسك، سأطلب من رئاسة الأركان وضع اتفاق ثنائي لوقف إطلاق النار ونأمل أن يبدأ تنفيذ خطة السلام".
من جهته، أكد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، ألكسندر زاخارتشينكو، أن رجاله سيأمرون أيضاً بوقف إطلاق النار بعد ذلك بساعة شرط أن يوقع ممثلو كييف خطة سلام في اجتماع مينسك.
غير أن انفصاليين آخرين عبّروا عن شكوكهم. وقال أوليج تساريوف، وهو قيادي انفصالي كبير، لـ"رويترز"، إن هدنة الانفصاليين تتوقف على تقديم الحكومة ضمانات "لأنه في الماضي كانت لدينا بعض اتفاقات وقف إطلاق النار التي لم يلتزم بها بوروشينكو".
تأتي هذه التطورات بعد تقديم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خطة سلام من سبع نقاط تنهي القتال في شرق أوكرانيا وجلب مراقبين ومساعدات من الخارج مع ترك الانفصاليين يسيطرون على أراضيهم.
ولمواصلة الضغوط على روسيا، قال مسؤول في البيت الابيض، حضر قمة حلف شمال الاطلسي، إن الولايات المتحدة تعدّ لجولة جديدة من العقوبات الاقتصادية، لكن إحراز تقدم نحو هدنة، يمكن أن يوقف العقوبات المالية الأوروبية الجديدة التي يتوقع أن يوافق عليها زعماء الاتحاد الاوروبي الجمعة.